البطريرك بيتسابالا في عيد جسد الرب: الإفخارستيا هي الأسلوب الطبيعي للعيش

القدس -“القدس” – ابو انطون سنيورة – ترأس البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين أمس، القداس الإلهي بمناسبة عيد جسد الرب ودمه الأقدسَين في كنيسة القيامة، بمشاركة أساقفة وكهنة البطريركية اللاتينية ورهبان الفرنسيسكان وطلاب المعهد الإكليريكي، وبحضور عدد من الجماعات الرهبانية والمؤمنين.

وتحتفل الكنيسة في كل عام بعيد جسد الرب ودمه الأقدسَين، وذلك في يوم الخميس الأول الذي يلي أحد الثالوث الأقدس. وتخص الكنيسة هذا السرّ باحتفال خاص، لأنه السر الذي يذكّرنا بذبيحة المسيح على الصليب وبعمل الخلاص الذي خصّ به المسيح الجنس البشري، ولا يزال حتى يومنا هذا.

وقد شارك في القداس المطران بولس ماركوتسو والأب رفيق نهرا والأب جمال خضر والأب يعقوب رفيدي والأب إبراهيم الشوملي والأب فراس عبد ربه وعدد من كهنة البطريركية، إذ تم الاحتفال بالفرض الإلهي أولًا، ومن ثم بذبيحة القداس الإلهية.

في عظته، أشار البطريرك بيتسابالا إلى “الإنجيل نفسه الذي تعلنه الكنيسة في عشية خميس الأسرار، إحياءً لذكرى العشاء الأخير، والذي يُعيدنا لتذكّر آلام المسيح: يُقدّم الربّ يسوع جسده ودمه، أي حياته؛ يُقدّمها للجميع بادرةَ محبّة وعلامةً على العهد وغذاء خلاصيا ومبّدأ حياة جديدة”.

ونوّه أن “الحب الذي نحتفل به في هذا السر المقدس، أصبح شيئًا فشيئًا حبًا نحتفل به في حياتنا، وهو حبٌّ اكتسب مع الوقت طعم تجربة الحياة الملموسة، وخبزٌ اكتسب مع القمح والماء طعم العرق والدموع، ولكنه لهذا السبب يصبح أكثر “واقعية”، لأنه يوحّد الحياة بالسر الذي نحتفل به، وبهذا تصبح الإفخارستيا تقدمة حقيقية للحياة، لا طقسًا فحسب. ليست الإفخارستيّا مجرّد مبادرة عابرة، أو لحظة سريعة في حياة يسوع: بل هي، بالأحرى، الأسلوب، والأسلوب الطبيعي للعيش، أسلوب يدعونا إلى أخذ حياتنا بين يدينا، تماماً كما هي، من أجل تقديمها هبة للاب، لنعيد له ما سبق ومنحنا إياه”.

وقد أنهى البطريرك بيتسابالا عظته بالصلاة إلى الإفخارستيا كي تكون مصدر شهادة للمحبة واللقاء، رغم كل شيء، وأن تجعل كنيستنا قادرة على البناء والتطلع إلى الأمام بثقة.

من جانب آخر تحتفل الأبرشية باليوبيل الفضي والذهبي لعدد من الكهنة منهم الأب ابراهيم الشوملي والأب يعقوب رفيدي والأب بشير بدر والأب غابرييل رومانيللي الذين يحتفلون بيوبيلهم الفضي، والأب فرح حجازين والأب ريموند كاميليري اللذين يحتفلان بيوبيلهم الذهبي.

يعود تاريخ هذا العيد إلى بداية القرن الثالث عشر، حين أمر مطران مدينة لييج البلجيكية، روبيرت دو توريت عام ١٢٤٦، بالاحتفال بعيد جسد الرب في أبرشيته، إثر رؤيا للقديسة جوليانا، رئيسة دير مونت كورنيون بالقرب من لييج، طلب منها المسيح خلالها إنشاء هذا العيد ونشره تكريسًا لسر القربان الأقدس. وقد جرى الاحتفال الأول بهذا العيد في كنيسة القديس مارتين في مدينة لييج في العام ذاته.

ولم ينتشر عيد جسد الرب إلا في عام 1261، حين عُيّن البابا أوربانوس الرابع حبرًا أعظم. وفي عام 1264 جعل البابا أوربانوس الرابع هذا العيد عيدًا كنسيًا رسميًا وأمر بنشره في الكنيسة جمعاء، وذلك بعد التأثير الكبير للمعجزة القربانية الشهيرة التي حدثت في مدينة بولسينا الإيطالية عام 1263، حيث تحوّل الخبز الذي كان بين يدي أحد الكهنة أثناء كلمات التقديس، إلى لحم وراح ينزف دمًا على المذبح.

أصبح عيد جسد الرب عيدًا رسميًا يُحتفل به عالميًا، بعد إدراج المرسوم البابوي للبابا أوربان الرابع، في مجموعة القوانين المعروفة باسم Clementines، والتي جرى تجميعها في عهد البابا كليمنت الخامس، ولم يتم إصدارها إلا في زمن خليفته البابا يوحنا الثاني والعشرين عام 1317. تم قبول الاحتفال بحلول منتصف القرن الرابع عشر. وخلال القرن الخامس عشر، أصبح عيد جسد الرب أحد الأعياد الرئيسية في الكنيسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com