نكسة حزيران واَثامها.. سعدات عمر

يصادف اليوم الخامس من حزيران الذكرى الرابعة والخمسين للنكسة، وهذا اليوم كان يومآ فاصلاً في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي. فقد تغيرت خريطة منطقة الشرق الأوسط تغيراً خطيراً منذ أول شعاع ضوء في ذلك اليوم، وكما كان يوم الكرامة في1968/3/21 هو حد الذاكرة الإسرائيلية الأطول من بين حدودها مع ذاتها فإن الخامس من حزيران 1967 هو حد الذاكرة العربية الأطول من بين حدودها مع ذاتها، وعلى رغم كل العِبر والمغازي والدروس التي وُجدت، وتنافس طبقة المثقفين العرب، والحكام العرب في استخلاصها لم تتم التسوية مع العدو الإسرائيلي المَرْجُوَّة من لاءات مؤتمر القمة العربية في الخرطوم ناهيكم عن المُصالحة العربية مع ذاتها على هذا الحد الفاصل نوعياً بين ما قبله وما بعده، وما يزال هذا الجرح مفتوحاً، ولم تجف من وخزه الذاكرة، وللذاكرة جروح كثيرة أخرى أدمت الذات العربية منذ العام 1967 أخطرها التطبيع المهين والمذل مع إسرائيل، والمطامع الإقليمية والدولية في بلاد العرب، والتخلي العربي عن مساعدة شعبنا الفلسطيني وسلطته الوطنية الشرعية، وبهذا مُسخت الذات العربية حتى بات جرح الخامس من حزيران هو ثابتها الوحيد الذي يمكننا من التعرُّف عليها، ومع غياب عوامل الضغط العربي للأسباب المعروفة وكلها تأكيدات على أن الخامس من حزيران لا يزال قائماً في الواقع العربي أليس العصر عصر الهموم الصغيرة والتفاصيل كأنه كان هناك عصر لم تكن فيه تفاصيل وهموم صغيرة وكأن تحويل هذه الهموم إلى ايديولوجيات ليس مشروعاً كبيراً مهزوماً في حد ذاته. بل إننا لا نستطيع أن ننتقد اليوم مشروعاً سياسياً من دون أن نأخذ بالحسبان مسألة الديمقراطية الأمريكية ومركزيتها ومسألة العلاقة مع إسرائيل كقومية قائمة بذاتها. أي الاعتراف بثنائية فلسطينية القومية وليس ككيان استعماري غاصب فحسب وذلك من دون صرف النظر عن انعدام شرعية قيامها تاريخياً من خلال عملية استعمارية كما لا يمكن للنقد أن يتجاوز مسالة العلاقة مع أنماط التَّديُّن المختلفة في العالم العربي بما في ذلك الدين الرسمي. الدين الشعبي، والدين السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com