القرضاوي.. بين الرّقة في القول والغلظة في الفعل.. معمر حبار

1- لايضيف صاحب الأسطر شيئا إذا كرّر، وأكّد، وقال: قرأت واستمعت ليوسف القرضاوي مذ كنت طفلا، ومراهقا، وشابا، وجامعيا. وكتب عنه -وما زال- مدافعا، وناقدا[1] عبر المقالات المنشورة المنثورة غير المحذوفة ولا المبدّلة، والمناشير عبر صفحة المعني.

أوّلا: رفض الدماء في الكتاب ودعمه في الميدان

  1. قرأ صاحب الأسطر سلسلته: “حتمية الحلّ الإسلامي” وهو في ريعان شبابه وطالب في الثانوية والجامعة -إذا أخذنا سنة 1986 كمعيار باعتبارها سنة نجاحي في البكالوريا-، أي مرور 35 سنة على قراءة السلسلة.
  2. الكتاب الأوّل هو : “الحلول المستوردة وكيف جنت على أمّتنا”[2]، والكتاب الثّاني هو: “الحلّ الإسلامي فريضة وضرورة”[3].
  3. ذكر في كتابه الثّاني: “حتمية الحلّ الإسلامي” جملة من الحلول عبر عنوان: “السبيل إلى تحقيق الحلّ الإسلامي”، وعبر صفحات: 181-267، وتوصّل إلى نتيجة مفادها: أنّ الدماء، والإنقلابات العسكرية لايمكنها بحال أن تكون حلاّ لقيام الدول، واستنكر على الذين يتبنون هذا الطرح الدموي ولو كان لغاية أسمى كبناء دولة إسلامية.
  4. أقول: بعد سنوات من رفضه للدماء، والإنقلابات العسكرية بالقول راح يتبنى بالفعل الدماء، والإنقلابات العسكرية في ليبيا العزيزة، وسورية الحبيبة ويستنكر بقوّة على “أوباما” يومها لأنّه تراجع عن قصف سورية، والسوريين.

ثانيا: الشيخ يمعن في الدماء كلّما زاد شيخوخة

  1. تابعته عبر الفضائية التي ينشر عبرها أفكاره حيث قال ذات يوم – وأظن في منتصف التسعينات، وفيما علق بالذاكرة-، قوله بالمعنى لا بالحرف: كنت قاسيا في الفتاوى التي أصدرها ومردّ ذلك إلى الشباب، وحماسة الشباب. واليوم وقد بلغت من العمر مابلغت فقد أصبحت رقيقا، ومتسامحا جدّا في مواقفي والفتاوى التي أصدرها، ومردّ ذلك طبعا إلى عامل الشيخوخة التي تجعل صاحبها هادئا، ومسؤولا، وأبا، ورقيقا ويقدّر العواقب.
  2. أقول: بعد 26 سنة من قوله هذا، مايعني أنّه -من المفروض- زاد شيخوخة وهدوءا، ومسؤولية، ورقّة، وأبوّة إذ به يعلن وعلى مرأى ومسمع من العالمين قولته المشؤومة: “اقتلوه ودمه في رقبته”، ويقف إلى جنب السّكير ساركوزي، والمحتلّ المغتصب الأطلسي لحرق ليبيا العزيزة علينا، وسفك أرواح الأبرياء. وفي المقابل يقف بقوّة مع المحتلّين المغتصبين لسورية الحبيبة لحرقها، ونسف حضارة عمرها الكون.
  3. سيظلّ صاحب هذه الأسطر متمسّكا بعقيدته الثّابته والمتمثّلة في: نشر، وبثّ حسنات يوسف القرضاوي -بما فيهم علماء وفقهاء الجزائر، ومصر، والسّعودية، وسورية، والعراق، وليبيا، وتركيا، وإيران وغيرهم ودون استثناء-. وفي الوقت نفسه نشر وبثّ نقدنا لمساوىء، وعيوب يوسف القرضاوي -بما فيهم علماء وفقهاء الجزائر، ومصر، والسّعودية، وسورية، والعراق، وليبيا، وتركيا، وإيران وغيرهم ودون استثناء-.
  4. أسأل الله الصّحة، والعافية، والشّفاء ليوسف القرضاوي.

[1] فيما يخصّ مقالاتنا المدافعة، والنّاقدة ليوسف القرضاوي يمكن مراجعتها عبر مقالاتنا بعنوان: “يوسف القرضاوي.. بين البداية المشرقة والنهاية المحرقة”، وبتاريخ:  الإثنين7 شوال 1440 هـ الموافق لـ 10 جوان 2019.

[2] للزيادة، راجع من فضلك: يوسف القرضاوي: “الحلول المستوردة وكيف جنت على أمّتنا”، مؤسّسة الرسالة، بيروت، لبنان، 1400هـ – 1980، (مقدمة الكتاب بالدوحة، وتاريخ: جويلية 1971)، من 368 صفحة.

[3] للزيادة، راجع من فضلك: يوسف القرضاوي: ” الحلّ الإسلامي فريضة وضرورة “، مكتبة رحاب، الجزائر العاصمة، الجزائر، الطبعة الثالثة عشرة،  1407هـ – 1988، (مقدمة الكتاب بالدوحة، وبتاريخ: 14 جوان 1974)، من 273 صفحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com