نبض الحياة.. أولوية لقاء القاهرة.. عمر حلمي الغول

بدأت الوفود الفلسطينية في التوافد على قاهرة المعز، وأول الوفود كان وفدا الحركتين الرئيسيتين فتح وحماس، اللذين وصلا أمس الثلاثاء الموافق 7/6 الحالي، وسيجروا حوارًا برعاية الراعي المصري قبل وصول باقي الوفود الفلسطينية الاخرى من الضفة وغزة ودمشق، ليجسروا التباينات، ويقربوا المسافات، ويتفقوا على المرتكزات الرئيسية لعمل المرحلة القادمة، وتجاوز كل المنغصات والمناكفات والثرثرات غير ذات الجدوى.

وارى من وجهة نظري، ان يركز قادة الوفود وخاصة قادة حركتي فتح وحماس، على ضرورة ما يجب العمل عليه راهنا وفي المرحلة المنظورة من العملية الكفاحية الفلسطينية، وبقدر ما يفترض ان يرسخوا ويعمقوا الإنجازات والنجاحات، التي حققتها هبة القدس العظيمة في العاصمة الأبدية، وداخل ال48 وعلى جبهة قطاع غزة، بقدر ما تملي الحاجة إلى وضع رؤية عملية وعلمية وواقعية لتكريس تلك الانجازات، ووضع السيناريوهات كافة لمواجهة التحديات الصهيونية الماثلة الآن في زهرة المدائن وأحيائها المختلفة وأماكن العبادة الإسلامية والمسيحية عموما والمسجد الأقصى خصوصا. لإن المعركة لم تنتهِ لا في القدس خصوص والضفة عموما، ولا في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة ولا في قطاع غزة. كون دولة المشروع الصهيوني الاستعمارية لا تستطيع التعايش مع الهزيمة. لا سيما وان أية هزيمة لها، تعني انتفاء مطلق لمبرر الدولة المشروع. وبالتالي هي قد تتراجع مؤقتا دون ان تقر بالهزيمة، ولكنها تواصل تنفيذ مشروعها الكولونيالي في مرحلته الثانية، إي إقامة “دولة إسرائيل الكاملة” على كل ارض فلسطين التاريخية، مع التمدد بعمليات التطبيع المجاني في الوطن العربي والشرق الأوسط عموما. وبالتالي من يعتقد انه هزم الدولة الاستعمارية الصهيونية، يكون أخطأ الحساب. نعم تم تحقيق مكاسب وانجازات واضحة وملموسة، وهو ما يعني خطوة بالاتجاه الصحيح نحو تجسيد الأهداف الوطنية.

عود على بدء، فإن المرتكزات الأساسية الواجب التركيز عليها، هي أولا ترسيخ الوحدة الوطنية، ونقلها من المجال الميداني إلى المجال السياسي والقانوني والإداري اللوجستي لتوحيد الشعب بمختلف تجمعاته تحت مظلة منظمة التحرير؛ ثانيا ايلاء الأهمية القصوى للقدس العاصمة من حيث توحيد جهود القوى الوطنية، ووضع خطة لمواجهة التحديات الصهيونية فيها، والدفاع عن هويتها الوطنية والقومية وأماكن عبادتها المختلفة وإحيائها، وصد عمليات التطهير العرقي في إحيائها جميعا، واستعادة مؤسسات منظمة التحرير فيها: بيت الشرق والمسرح وكل معلم وطني فلسطيني، والضغط لفرض إجراء الانتخابات التشريعية فيها؛ ثالثا التوافق على تشكيل حكومة وفاق وطني، أو حكومة وحدة وطنية وفقا للاتفاقيات المبرمة وآخرها اتفاق أكتوبر 2017؛ رابعا العمل على إعادة إعمار ما دمرته الحرب الهمجية الصهيونية في قطاع غزة على مدار الأحد عشر يوما من شهر أيار / مايو الماضي، وتشكيل لجنة وطنية تحت إشراف الحكومة بالتعاون مع مصر الشقيقة والأمم المتحدة ومن يرغب من الأشقاء والأصدقاء؛ خامسا التركيز على ملف منظمة التحرير من حيث الاتفاق النهائي على تشكيلة المجلس الوطني الجديدة، وضم كل من حركتي حماس والجهاد للمؤسسات كافة اللجنة التنفيذية والمجلسين المركزي والوطني والدوائر، ودعوة المجلس المركزي للانعقاد في اقرب الآجال لإقرار ما يتم الاتفاق عليه، وفي المقدمة من ذلك الاتفاق على برنامج سياسي جامع يشكل ناظم للعمل السياسي، وعلى أشكال الكفاح والعلاقات البينية الفلسطينية الفلسطينية، بما يعزز الشراكة السياسية والتعاون في كل المجالات دون استثناء؛ سادسا العمل على إجراء الانتخابات بمحدداتها الثلاث التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني حيثما أمكن ذلك بعد فرض الانتخابات في القدس العاصمة، سابعا التأكيد على ضرورة إلزام الأشقاء والأصدقاء والقوى الإقليمية والدولية في المقدمة منها الولايات المتحدة لعقد مؤتمر دولي ملزم لبلوغ الحل السياسي المتفق عليه وفق قرارات الشرعية الدولية وآخرها قرار مجلس الأمن 2334 الصادر في 23 كانون أول / ديسمبر 2016.

الشعب العربي الفلسطيني أحوج ما يكون الآن بعد هبة القدس إلى الوحدة الوطنية، وترجمة هذه الرافعة الهامة والأساسية إلى حقائق على الأرض للخروج من نفق التشرذم والانقسام والانقلاب، وصب الجهود لتطوير الانجازات الوطنية، وإنقاذ شعبنا من كل المؤامرات التي تستهدفه، وتحقيق الأهداف والثوابت الوطنية كاملة غير منقوصة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير والعودة.

oaghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com