المحاولات الأمريكية لتحميل الصين المسؤولية عن انتشار فيروس كورونا.. د. كاظم ناصر

يوم بعد يوم تتصاعد الاتهامات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية على خلفية إصرار واشنطن المستمر على أن الصين هي المتسبب الأول في انتشار فيروس كورونا حول العالم، وهي المسؤولة عن الخسائر البشرية والاقتصادية الكبيرة التي عانى منها العالم نتيجة لذلك. فقد واصلت واشنطن الاتهامات التي بدأتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي نعت فيروس كورونا ” بالفيروس الصيني ” في محاولة لإلصاق التهمة بالصين، وأكملها سلفه جو بايدن الذي أمر هيئات الاستخبارات بمضاعفة جهودها وإعداد تقرير حول أصل الفيروس وتسربه وتقديمه له خلال 90 يوما.
وعادت نظرية تسرب الفيروس من مختبر ووهان الصيني بقوة إلى صلب النقاشات في الولايات المتحدة بعد أن تم استبعادها من قبل أغلب الخبراء، وتصاعدت حدة هذه الاتهامات خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن نشر د. ستيفن كواي، الرئيس التنفيذي لشركة ” أتوسا ثيرابيوتكس”، ود. ريتشارد مولر أستاذ الفيزياء بجامعة كاليفورنيا بمدينة بيركلي، مقالا في صحيفة ” وول ستريت جورنال ” الأمريكية يوم 6/ 6/ 2021 زعما فيه أن الصين هي المسؤولة عن تحضير الفيروس في المختبر المذكور، وعن تسربه إلى دول العالم.
الصين نفت الاتهامات الأمريكية الموجهة لها بشأن كورونا مرارا وتكرارا، واتهمت أمريكا بنشر نظريات مؤامرة تفتقر إلى أساس علمي مثبت وتهدف إلى تسييس الجانحة، وشبهت اتهامها بشأن كورونا بما وجّه للعراق من اتهامات أمريكية كاذبة بامتلاكه أسلحة دمار شامل لتبرير الاعتداء عليه وتدمير جيشه واقتصاده. وقال مدير مختبر ووهان يوم الاثنين 7/ 6/ 2021 ” إن تقرير وول ستريت جورنال كان كذبة كاملة.”
واستبعدت منظمة الصحة العالمية تسرب فيروس كورونا من المختبر الصيني، وذكرت في تقرير لها صدر في نهاية شهر مارس 2021 جاء فيه ان الحيوانات هي المصدر المرجح له، وان الخفافيش ربما تكون أصل انتشاره. فلماذا تصر الولايات المتحدة التي ارتكبت العديد من جرائم الحرب في مناطق مختلفة من العالم على اتهام الصين بالمسؤولية عن انتشار هذا الوباء العالمي؟ وهل ستنجح في ذلك؟
أمريكا تبذل كل ما في وسعها لإلصاق التهمة بالصين لأسباب عده من أهمها التشكيك بمصداقية الصين وبمؤسساتها ومراكز أبحاثها العلمية، وتشويه سمعتها السياسية والأخلاقية، وتوجيه ضربة لصناعاتها المزدهرة التي اجتاحت أسواق العالم، والتأثير سلبا على نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي المتزايد على الصعيد الدولي، وفتح الباب على مصراعيه لمطالبتها بتعويضات اقتصادية هائلة قد تعيق تقدمها وتمنعها من أن تصبح الدولة الأعظم في العالم خلال السنوات القليلة القادمة.
أمريكا تعتبر الصين عدوتها الأولى، ومنافستها الأقوى الني تهدد نفوذها وهيمنتها على سياسية واقتصاد وزعامة العالم؛ ولهذا فإنها تحاول أن تستخدم جانحة كورونا لضربها وإعاقة تقدمها؛ لكن الصين دولة كبيرة قوية مستقرة سياسيا، ومزدهرة اقتصاديا وعلميا، وغنية بطاقات شعبها وثقافتها وتراثها الحضاري، وقادرة على إفشال محاولات أمريكا المشبوهة لمنعها من أن تصبح الدولة الأعظم في العالم خلال السنوات القليلة القادمة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com