حراسة الأراضي المقدسة تحتفل بسيامة خمسة كهنة جدد للكنيسة الجامعة من ثلاث قارات مختلفة

القدس – “-القدس “- ابو أنطون سنيورة – احتفلت حراسة الأرض المقدسة أمس بعيد  القديسين بطرس وبولس، وهو أيضًا يوم خاص في حراسة الأرض المقدسة: إذ تتم كل عام، في هذا اليوم، رسامة عدد من الرهبان الفرنسيسكان الشباب الذين وصلوا إلى نهاية مسيرة التنشئة، كهنة على مذابح الرب. هم في هذا العام خمسة كهنة جدد قادمين من إفريقيا وأمريكا وآسيا، تم رسامتهم الكهنوتية في القدس بوضع يدي غبطة بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، مترأس الذبيحة الإلهية في هذا اليوم. وأشار غبطة البطريرك في عظته إلى شخصيتي القديسين بطرس وبولس اللتين تظهران من خلال قراءات هذا اليوم. بطرس، هو ذاك “المتسرع، والديناميكي والمندفع” الذي، بعد أن سلم ذاته ليسوع تماماً، “لم يعد مهتمًا سوى بإعلان أن المسيح هو الربّ (kyrios)، وهذا كل شيء. لا يهتم بأي شيء سوى الحديث عن خلاص النفس دون الاهتمام بحياته. ولهذا ينتهي به الأمر في السجن، ولكن حتى هذا لا يزعجه كثيرًا. فالثقة بالله هي ترك الأمور تحدث، والانشغال بالأمر الأساسي الوحيد: وهو الخلاص”.

وعلق غبطته قائلاً: “في هذه المرحلة من مسيرة حياته، تعلّم بطرس أن يثق، وأن يدع الأمور تحدث، وأن ينتظر. لقد تعلم أن حياته هي في يد شخص آخر ينتمي إليه، فلم يكن قلقا ولا خائفا. يمكنه أن يعيش أو يموت، لا يهم حقًا. المهم هو أن حياته وموته تخبران عن حياة وموت ربه يسوع الذي أنقذه من الموت”.

ثم هناك بولس أيضاً، الذي واجه الموت ولم يبقى لديه سوى أمر واحد هو الإيمان. وأكد غبطة البطريرك، قائلاً: “إنه كنز بولس العظيم، وبالمقارنة مع هتضحي الأمور الأخرى لا شيء، ومجرد خردة. كل شيء آخر، كل معاركه وأعماله وأسفاره ووعظه … كل شيء يختفي، ويبقى شيء واحد فقط: ما يؤمن به بولس. وهو يؤمن أولاً وقبل كل شيء بيسوع، الذي يظل فاعلاً وحيّاً”.

واختتم البطريرك بيتسابالا، قائلاً: “الطاعة هي المعيار لفهم طبيعة خدمتكم. في طاعة الكنيسة، بأشكالها المختلفة، ستظهر بشكل ملموس حرية خدمتكم ومجانيتها. من خلال الطاعة، ستفهمون بوضوح أن حياتكم خدمة وهبة وليست ملكية.نرجو أن تكون خدمتكم انعكاسًا صغيرًا للخلاص الذي شهد له بولس وبطرس، والذي نحتفل به اليوم من خلالهما”.

في نهاية العظة وبعد ترنيم طلبة جميع القديسين، وضع غبطة البطريرك يديه على الكهنة الجدد. وبلغت رتبة وضع الأيدي ذروتها بمنح الكهنة الجدد الثياب الكهنوتية ودهن راحة أيديهم بالزيت المقدس. وبحسب الطقوس الليتورجية،تختتم رتبة الرسامة الكهنوتية بتسليم كل من الكهنة الجددالصينية والكأس، مع الخبز والخمر، مصحوبة بالصلاة “إِلَيْكَ تَقْدِمَةَ الشَّعْبِ المُقَدَّسِ لِتُقَرِّبَها لِله. تَنَبَّهْ لِمَا أَنْتَ صَانِعٌ، واقْتَدِ بِما أَنْتَ مُتَمِّمْ. وَلِيَكُنِ الرَّبُّ، في سِرِّ صَليبِهِ، قُدوَةً لِحَيَاتِكَ”.

في الختام، قدم نائب الحارس، الأب دوبرومير ياشتال، الشكر نيابة عن حارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، وسائر رهبان الحراسة. وأردف قائلاً: “أشكر صاحب الغبطة بييرباتيستا بيتسابالا الذي من خلال خدمة وضع اليدين وصلاة التكريس، أقام هؤلاء الكهنة الجدد للكنيسة الجامعة، وكذلك للكنائس المحلية وأقاليم الرهبنة في الأرض المقدسة والكونغو والبيرو وأمريكا الوسطى. أمنيتنا هي أن يكونوا دائمًا أدوات قوية ومخلصة وفعالة، للنعمة التي حصلوا عليها”.

ألقى بعد ذلك كل من الأبوين جان وجورج، من بلاد المنطقة العربية بالنيابة عن الكهنة الجدد، كلمة شكر أخيرة. وأردفا باللغتين الإيطالية أولاً ومن ثم العربية، قائلين: “دعونا نشكر الله على حمايته، وعلى حبه الذي أظهره لنا من خلال مرافقتنا في مسيرة دعوتنا وتنشئتنا وتعليمنا. نشعر بامتنان كبير لأجل حبه وعنايته”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com