هذا ما اكتشفه العلماء عند تشريح جثث من توفوا بفيروس كوفيد 19/ عميرة أيسر

حتى وقت قريب كان هناك الكثير من الغموض يلف فيروس كورونا الذي حاول الكثيرون تصويره ، وكأنه الخطر الداهم الذي سينهي البشرية جمعاء، و حذر الكثير من المختصين من مغبة تشريح جثث من توفوا بهذا الفيروس ،أو دفنها بطريقة طبيعية، ولكن عندما قام العلماء من أمثال الدكتور هايدلبرغ بيتر شيرماختر اكتشفوا حقائق مذلة ،و غير متوقعة للجتمع الطبي الدولي،  وهو الذي يشغل منصب مدير المعهد الباثولوجي، حيث قام بإجراء أكثر من أربعين عملية تشريح لأشخاص ماتوا في غضون أسبوعين من تلقيحهم، ويفترض شيرماختر أن 30إلى40 في المائة منهم، ماتوا بسبب التطعيم نفسه، وذلك حسبما نشرت صحيفةAugsburger Allgemeine

الألمانية اليومية، وترجمه وأعاد نشره بالإنجليزية موقع Free West Media، وأعرب شير ماخرعن قلقه بشأن تلك النتائج، التي توصل إليها، وحث كبير أخصائيئ علم الأمراض في جامعة هايدلبرغ على إجراء المزيد من عمليات تشريح جثث الأشخاص الدين ماتوا بعد أن تم تلقيحهم لفهم سبب الوفاة، ومعرفة إدا ما كانت هناك علاقة لها باللقاح من عدمه.

وقال شيرماخر لوكالة الأنبياء الألمانية في شتوتغارت أنه بالإضافة إلى فحص جثث الوفيات الناجمة عن كورونا، يتعين علينا أيضاً فحص جثث الأشخاص الذين يموتون بشكل متكرر، بسبب التطعيم، وقد حذر من أن عدداً كبيراً من حالات وفيات التطعيم لا يتم التبليغ عنها، و شكى قائلاً: لايبغ أحد من أخصائيو علم الأمراض )الباثولوجي)، أي شيء عن معظم المرضى الذين يموتون بعد التطعيم، وفي رأيه فإنه يتم التقليل من أعداد وشأن الحوادث السلبية للقاحات.

وقد كانت هناك معارضة شديدة لتشريح جثث من توفوا بفيروس كورونا، كإيطاليا مثلاً، حيث واستنادا إلى الحوار الصحفي الذي أجرته “صحيفة كورباري ديلا سيرا”، الإيطالية مع الطبيب الشرعي الإيطالي كريستوفر بومارا، أصغر أستاذ في الطب الشرعي في إيطاليا، ومدير معهد الطب في كاتانياـ، حول حقيقة مطالبته رفقة عدد من زملائه بتشريح جثث ضحايا كوفيد-19، للتعرف على الأسباب الحقيقة للوفاة.

وقالت الصحيفة في هذا الحوار الذي ترجمه موقع “عربي 21″، إن هذا الطبيب قرر رفقة ثلاثين من زملائه من ست مدن إيطالية، توجيه نداء إلى وزير الصحة يطالبون فيه بإلغاء المنشور، الذي يمنع تشريح جثث ضحايا كوفيد-19، لأنه يمكن اكتشاف معطيات كثيرة بشأن المرض.

وفي حديث عن سبب معارضتهم لهذا المنشور، أكد الطبيب الإيطالي أنه يرفض تقييد الأبحاث العلمية بسبب التدابير الوقائية، مشيراً إلى أنه قرر هو ومختصون في الطب الشرعي، وعلم التشريح الكيميائي الحيوي، وأطباء التخدير، وأطباء سريريون من فوجيا، وتريست، وجامعة ديلا سانتيرا، في روما، وكاتانيا، وميسيا، وتوريتو الأخذ بزمام المبادرة، لأن الدولة لا تريد الاستفادة من خبراتهم ومعرفتهم.

و أضاف الطبيب أنهم يعملون على تجميع تقارير تشريح جثث الذي أجري في معاهدهم، وهي قليلة وتمت كلها تقريباً بموافقة السلطة القضائية، و أورد الطبيب أنهم يجمعون الأبحاث والمعلومات القيمة، مؤكداً أنهم يولون إهتماماً كبيراً لما ينشره علماء أخرون في العالم. ويدرسون النتيجة من خلال التركيز على التغيرات التي طرأت عليها، والكيمياء الحيوية، وعلم الأمراض الجزئية.

وتوضيحاً للأسباب التي تقف وراء القرار ، يقضي بعدم تشريح جثث ضحايا كوفيد-19في إيطاليا، أشار بومارا إلى أن هناك تعميماً من وزارة الصحة يمنع صراحة القيام بذلك، وهو يعني في جوهره أن كل من يسمح بإجراء تشريح يتحمل مسؤولية حدوث عدوى بين الأطباء، لذلك لم يقع تشريح إلا عدد قليل من الجثث، في بيرغاموفي ميلانو، وينبه الطبيب إلى أن النظام ينص على “تشريح الجثٌة الإلزامي للشخص عندما يكون سبب الوفاة غير معروف تماماً.

وفي حديثه عما إذا كان الالتهاب الرئوي هو المتسبب الأول تقريباً في وفاة المرضى المصابين في الإنعاش، أكد بومارا أن الكثير منهم لا يموتون بسبب ذلك، فعندما أجروا أولى عمليات التشريح للجثث في بيرغامو تبين لهم أن العديد من المرضى ماتوا بسبب الجلطة، وأن الالتهاب الرئوي كان نتيجة لتكون جلطات الدم، بناء على ذلك فإن كل خطوة يجرونها في هذا المجال،  تسمح بقطع أشواط طويلة في المعرفة السريرية، وبالتالي إيجاد علاج، إذ أنه بالنسبة لبومارا، فإن الموتى” يتكلمون، كما يقولون، وقد حدث هذا مع الإيبولا والإيدز، حيث أحدثت عملية التشريح فرقا، وكانت أساسية للعثور على الإجابات الصحيحة.

وفي المانيا الوضع لم يكن مختلفاً كثيراً عن إيطاليا لولا تدخل المعاهد البحثية الحكومية الألمانية، فقد كانت حكومة المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل ترفض القيام بعمليات تشريح الجثث،  فقد علت عبارة “ينبغي اجتناب الفحوص الطبية الداخلية و تشريح الجثث، والإجراءات المثيرة للجدل”، موقع معهد روبرت كوخ RKI، في مطلع شهر نيسانlأبريل2020م، مرفقة بصورة لرفاة، مرضى توفوا بفيروس كوفيد-19، وهو من المواقع البحثية الحكومية هناك، وهذا ما جاء في موقع DWالألماني وذلك في مقال بعنوان”هذا ما كشفه تشريح رفاة ضحايا كورونا، والذي نشر بتاريخ 4/5/2020م، وأضاف نفس الموقع الإعلامي بأن الوكالة الألمانية الإتحادية المسؤولة عن الأمراض المعدية غيرت رأيها في هذا  الموضوع، فقد أكد نائب رئيس معهد “روبرت كوخ ” السيدَ لارس شاه أن مثل هذه الإجراءات لا غبار عليها، إذا كان المرض جديداً، وبوسع الأطباء تشريح الجثة قدر الإمكان، ولكن في ظلٌ فحوصات السلٌامة المطلوبة .وقد اكتشف الدكتور كلاوس بوشال عند تنفيذه لعملية تشريح حوالي 65جثة في الفترة الممتدة ما بين 22مارس/أذار وصولاً إلى 11نيسان، لأشخاص توفوا جراء إصابتهم بفيروس كوفيد-19،COVID بأن هناك 46شخص ممن جرى تشريح رفاتهم كانوا مصابين بأمراض الرئة قبا إصابتهم بالفيروس، و28منهم كانوا يعانون من أمراض داخلية، أو من أمراض أصابت أعضاء مزروعة في أجسامهم، حيث أن هناك 10 من المتوفين كانوا يعانون من  السكري ومن البدانة، و10 غيرهم كانوا يعانون من السٌرطان، و16منهم كانوا يعانون من الخرف” الزهايمر”، بعض المتوفين كانوا يعانون من عدد من الحالات المذكورة مجتمعة، قاعدة معلومات الدكتور بوشال تحتوي على 100رفاة، جرى تشريحها جميعاً، تؤكد أن لا أحد من المتوفين مات قطعاً بسبب فيروس  كورونا، بل إنهم جميعاً كانوا يعانون جميعاً من ارتفاع ضغط الدم، ومن تصلب الشرايين و السكري، والسرطان والفشل الكلوي، أو الرئوي، أو تليف الكبد.

أبحاث في إيطاليا وسويسرا

فقاعدة معلومات الدكتور بوشال تدعمها دراسة صدرت عن وزارة الصحة الإيطالية، وهي لا تستند على التشريح، بل على مسار المرض لدى 1738متوفى، فعلاوة على الإصابة بفيروس كورونا، فإن نسبة 96.4بالمائة من المتوفين بهذا المرض كانوا يعانون من مرض واحد على الأقل، أسبابها غالباً تتمثل في ارتفاع ضغط الدم (70 بالمائة )، السكري(32بالمائة)، بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية(28بالمائة)، فكلما كان متوسط الأعمار في إيطاليا هو 79سنة،بينما في هامبورغ هو 80سنة.

ومن الشائعات المنتشرة بكثرة والتي كتشفها العلماء عندما قاموا بتشريح جثث ضحايا كورونا كذلك، وفقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، فإن هاته الجثث لا تحمل فيروس كوفيد-19، كما روجت لذلك العديد من وسائل الإعلام الدولية، ولا تسامهم في انتشاره أيضاً، طالما اتخذنا الإجراءات الوقائية اللازمة، بيد أن الفيروس المسبب للمرض يمكن أن يظلٌ حياً على السطوح صلبة معينة ولعدة أيام.

وقال المتحدث باسم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، في القارتين الأمريكيتين، وليام أدوركروا خلال مؤتمر صحفي في وقت سابق من هذا الشهر”حتى الأن، ليس ثمة دليل على أن جثث الموتى تنقل المرض للأحياء”، وأضاف الخبير الصحي “أن قول ذلك يعني أننا نقول إن الجثث لن تكون معدية، فأنتم تحبون موتاكم كثيراً إلى درجة أنكم تحبون تقبليهم، أوالقيام بأشياء أخرى من هذا القبيل “يمكن أن تنقل العدوى.

وهناك توصيات نشرتها منظمة الصحة العالمية، في مارس/أذار الماضي على أن”جثث الموتى، على العموم، لن تكون معدية، باستثناء حالات الإصابة بالحمى النزفية،(مثل الإيبولا، وفيروس ماربورغ) والكوليرا.، وتضيف” أن رفات الموتى المصابين بتفشي وباء الإنلفونزا يمكن فقط، أن تكون معدية، إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، خلال عملية تشريح الجثة،عدا ذلك لا تنقل الجثث المرض” وذلك حسبما ذكر موقع BBCNEWS، بتاريخ 19أبريل/نيسان2020م.

وبالتالي فإن هناك الكثير من المعلومات التي تم اخفاءها عمداً ربما بعد تشريح جثث من توفوا جراء إصابتهم بكوفيد-19، والتي كان يجب على الرأي العام أن يطلع عليها، لأن معظم وفيات هذا الفيروس حسب ما ورد في مختلف الدراسات الطبية وفي مختلف دول العالم تؤكد أن هذا الفيروس لم يكن أبداً بالخطورة التي صورتها لنا البروباغندا الإعلامية والسياسية العالمية طوال عامين ونيف من الزمن.

_كاتب جزائري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com