المطران عطا الله حنا : ” ان تسريبات العقارات الكارثية في مدينة القدس يجب ان تواجه بعمل استراتيجي وطني عدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار ” 

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في حديث اذاعي بأن الاخبار المتداولة حول تسريبات للعقارات والاراضي في مدينة القدس انما هي مؤلمة ومحزنة للغاية وهذه الظاهرة الكارثية ليست حديثة العهد فمنذ عشرات السنين ونحن نسمع عن صفقات وتسريبات ونهب للعقارات سواء كانت وقفية ام شخصية ام غير ذلك .
ما نحتاج اليه في مدينة القدس امام ما وصلنا اليه من مرحلة في غاية الصعوبة والتعقيد هو عدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار والرفض لمثل هذه التسريبات بل كان من المفترض منذ زمن بعيد ان تكون هنالك خطوات استراتيجية وطنية للحفاظ على عقارات وابنية مدينة القدس المستهدفة من قبل الجهات الاستيطانية والمستوطنين.
ولكن ان تأتي متأخرا افضل من ان لا تأتي ابدا ولذلك فإنني اعتقد بأن المرجعيات الوطنية في القدس هي مطالبة اليوم برسم استراتيجية وطنية لوقف حد لهذه الظاهرة الكارثية المستمرة والمتواصلة حيث ان هنالك اشخاصا او جهات معينة مستعدة لاجراء هذه التسريبات مقابل مصالح وحفنة من دولارات الخيانة والعمالة والتي هي عديمة البركة وقد كان اباءنا واجدادنا يقولون “مال الوقف بهد السقف” ، ولذلك فإن اولئك المسربين بكافة مسمياتهم واوصافهم يجب ان يعرفوا من ان ما يحصلوا عليه من اموال ومن مصالح لن يهنئوا بها لان هذه اموال منهوبة ومسروقة وعقارات القدس واوقافها ليست معروضة في مزاد علني بل هي جزء من تاريخ وهوية القدس التي ننتمي اليها جميعا .
كنا نقول قبل سنوات بأن القدس في خطر شديد اما اليوم فقد انتقلنا الى مرحلة اكثر خطورة تكاد تكون كارثية بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وانا هنا لست بصدد بث ونشر ثقافة تيئيس واحباط بل من واجبنا ان نتحدث عن الواقع كما هو وواقعنا في القدس مأساوي في ظل مواضع وهن وخلل وضعف في اكثر من مكان وفي اكثر من موقع .
أما آن لنا كمقدسيين ان نتوحد في مواجهة ما تتعرض له مدينة القدس ، أما آن للشخصيات الوطنية والاعتبارية ان تتوحد وبعض هؤلاء يظن ان القدس هي حكرا له وليست لسواه ، ألم يحن الوقت لكي نكون معا وسويا في خندق واحد بعيدا عن لغة التهميش والاقصاء والتي لا نستبعد ان تكون وراءها جهات لها علاقة بمثل هذه التسريبات والصفقات وهؤلاء يهمهم ان يكون المقدسيون منهمكون بخلافاتهم بدلا من ان يكونوا موحدين في مواجهة التحديات التي تعصف بنا جميعا .
رغما عن الصورة القاتمة التي تعيشها مدينة القدس فإنني من اولئك المتفائلين لانه لا يضيع حق وراءه مطالب وكل التسريبات والبيوعات والسرقات التي تمت هي باطلة لان القدس مدينة محتلة ولا يحق لاحد ان يقدم ما لا يملك الى من لا يستحق .
نتمنى من بعض شخصيات القدس الوطنية ان تزداد وطنية واستقامة وحرصا واهتماما بتوحيد الصفوف فالمرحلة التي نمر بها تتطلب منا جميعا ان نكون موحدين وان نكون في خندق واحد دفاعا عن القدس ومقدساتها وهويتها وتاريخها وتراثها .
نرفض لغة التهميش والاقصاء التي يتبناها البعض وهم يظنون في ذلك انهم يخدمون القدس ولكنهم في الواقع يخدمون اجندات الاحتلال وسياساته وممارساته.
نحترم كافة الشخصيات الدينية والمرجعيات الوطنية في مدينة القدس ونطالبهم ونناشدهم بأن نكون موحدين كعائلة واحدة كما يجب ان نكون دائما لان وحدتنا هي قوة لنا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com