لماذا اثني الله علي النبي وكرمه؟

_______

بقلم
د.سيد حسن السيد
الخبير الدولي للاتيكيت
واداب الس لوك الاسلامي
______

اذا كان رسام الكاريكاتير السويدي
( لارش فيلكس) في عام ٢٠٠٧ وبزعمه حريه التعبيرقد تطاول بازدرائه للاديان حينما قام بعمل رسومات مسيئه للرسول ( عليه الصلاه والسلام) انتهاكا لحرمته وتشويها لصوره الإسلام والمسلمين مما احدث حاله من الاستياء الكبير الذي أثارغضبا شديدا في نفوس جميع المسلمين وحيث ان ذلك الرسام قد لقي مصرعه منذ اسابيع قليله ماضيه بسبب تعرضه لحادث سياره بشع ادي الي احتراق جسده وتفحمه وذلك بعد مرور ١٤ عام علي ارتكابه لتلك الجريمه الشنعاء فأن الله العلي العليم الذي يمهل ولايهمل قدر وقوع هذا الحادث المروع بحكمه الهيه قد تكون من أجل تهدئة بركان الغضب الذي تسبب في اندلاعه ذلك الرسام الذي اساء لنبينا الحبيب (صلي الله عليه وسلم) وهو النبى المعصوم تصديقا لقول الله تعالي:
” والله يعصمك من الناس”

واذا كان القران الكريم وهو كتاب
الله دستور الحياه ومفتاح الدارين
الذي نزل علي رسولنا الكريم ( عليه
الصلاة والسلام ) أشرف الخلق و امام المرسلين الذي جمع بين تقوي الله وحسن الخلق وهو الهادي والناصح والصادق الأمين
فأن الله في كتابه العزيز قد كرمه
أجل تكريم واثني عليه اعظم ثناء
واعده ليكون نعم المشرع العادل والمربي الفاضل والقائد العظيم والمعلم القدير وحتي يكون خير قدوه للبشر اجمعين ورحمه للعالمين .

ومن ايات الثناء علي رسول الله
( صلوات الله عليه):
قال تعالي:” وانك علي خلق عظيم”
وقال الله عز وجل :” لقد كان لكم في رسول الله اسوه حسنه”
وقال الله سبحانه وتعالي:” وماارسلناك الا رحمه للعالمين”

ومن ايات التكريم لنبينا الكريم
(عليه الصلاه والسلام):-
قال تعالي:” ولله العزه ولرسوله
وللمؤمنين”
وقال الله جل شأنه:” ومن يطع الرسول فقد أطاع الله”
وقال الله عز وجل:” أن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها
الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا
تسليما”
وقال تعالي:” انا اعطيناك الكوثر”
وقال عز وجل”ورفعنا لك ذكرك”

ما أحوجنا الي الاقتداء برسول الله ( عليه الصلاه والسلام)
الذي أرسله الله مبشرا ونذيرا حتي نتأسي به ونرضي بقضاء الله تعالي عندما نصاب بالابتلاءات أو نمر بازمات أو نواجه تحديات او حينما نفقد عزيز غالي رحل عنا

ولنتذكر ام المؤمنين السيده خديجه
زوجه رسول الله( عليه الصلاه والسلام) التي أقامت معه خمسا وعشرين سنه وتوفت قبل الهجره بثلاث سنين تلك الزوجه الصالحه التي وقفت خلالها مع النبي تسانده وتساعده في الأوقات الصعبه وفي أثناء الدعوه تؤنسه وتشد من ازره في ثبات وعزيمه لتفرج عنه همومه
وتسكن خاطره وتهدئ من روعته
وتزيل مخاوفه وكانت حريصه
علي ارضائه ولم يصدر منها مايغضبه لذلك كان رسول الله
( صلي الله عليه وسلم) بعد
رحيلها يمدحها ويثني عليها ويتذكر
اياديها البيضاء وحسن معاشرتها
وإخلاصها وكان حافظا لودها وحريصا علي تخليد ذكراها
فعن سيرتها العطره الطيبه
قال رسول الله ( صلوات الله
عليه) ” امنت بي وصدقتني اذ كذبني الناس وواستني بمالها اذ
حرمني الناس ورزقني الله ولدها
اذ حرمني أولاد الناس”

واذا كان من حسن الطالع بالنسبه لي توافق موعد الذكري العطره لمولد نبينا الحبيب ( صلوات الله عليه) هذا العام مع موعد الذكري السنوية الأولي لوفاه زوجتي الغاليه فإنه لا يسعنى الا ان اقتدي برسول الله حينما اتذكر
في ظل احزاني لرحيل شريكه حياتي العزيزه سيرتها الطيبه العطره التي تشدني نحوها بعد عشره عمر طويله شاركتني خلالها مسيره حياتي و رحله كفاحي
لقد مر عام علي رحيلها ولكن روحها الطاهره مازالت تلازمني وبركه دعواتها لي لاازالت ترافقني حقا كانت نعم الزوجه الصالحه المخلصه الوفيه والام الحنونه الراعيه المسئوله عن رعيتها التي أنجبت لي أبناء بارين صالحين دائمين الدعاء لها بعد رحيلها والترحم عليها حتي لا ينقطع عملها في الدنيا ومعترفين بفضلها لماقدمته من عطاء كزوجه صالحه وام مثاليه ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبل منا دعواتنا لها في الذكري السنوية الأولي لرحيلها

اللهم اجعل لها نصيب دائم من دعاء الصالحين والصالحات اللهم انك عفو كريم حليم فأعف عنهاوانزلها عندك في دار الحق منزل العابدات الصالحات المكرمات القانتات اللهم تغمدها برحمتك واجعل مأواها الجنه و اجعل نبينا الحبيب شفيعا لها يوم الدين يارب العالمين ..امين

وبمناسبه الاحتفال بذكري المولد النبوي وبعد ان آلهتنا المتغيرات العصريه بأمور دنيانا
ليت احتفالنا بذكري نبينا العطره لا يقتصر علي شراء (حلوي المولد) وتبادلها كهدايا للتعبير عن مشاعر الابتهاج والسرور بحلول تلك المناسبه الجليله بل يجب علينا الاقتداء برسولنا الكريم بأتباع اداب سلوكه القويم المتعلقه بالخصال الحميده وحسن الخلق و مكارم الأخلاق التي يدعونا ( صلوات الله عليه) الي التحلي بها كالصبر علي المكاره و الموده والرحمه والحياء والعفه والعفو والصفح والحلم والتسامح والأمانه والصدق والإيثار ونكران الذات والعطف والحنان والمواساة والتعاطف والعدل والمساواه والتقوي والفضيله تلك القيم التي غابت عن عالمنا الافتراضي الذي انشغلنا به من خلال استخدامنا لشبكات التواصل الاجتماعي الالكتروني و تركنا عالمنا الواقعي بقيمه الأخلاقية ومبادئه الانسانيه وعاداته الاصيله وتقاليده العريقه النابعه من تعاليم ديننا الحنيف ليتنا نستعيد تواصلنا الاجتماعي الحقيقي ولنبدأ بتبادل التهنئة بمناسبه الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف.
ولنتذكر جيدا قول الله تعالي:
” وما أتاكم الرسول فخذوه وما
نهاكم عنه فأنتهوا “

واذا كان هناك نوع من الارتباط الشرطي بين احتفالنا بذكري مولد الرسول وشراؤنا لحلوي المولد كعاده متوارثه قديمه تعبر عن مشاعر الابتهاج والسرور فياليتنا نقص علي اطفالنا السيره النبويه حتي يتذوقون ايضا حلاوه سيرته العطره فيبتهجون ويسعدون كلما حان موعد ذكري المولد النبوي الشريف .

وسيظل نبينا الحبيب بسيرته
العطرة المثل الصادق والنموذج السامي في حياه الامه الإسلامية
الي أن تقوم الساعة
سلام عليك يا رسول الله في يوم
مولدك العظيم

د.سيد حسن السيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com