الشاعر الدكتور حسين اليوسف الزويد .. والترنم وجدا في محراب الشاعرة بشرى البستاني.. نايف عبوش

لاشك أن تجليات النشأة ،بكل عمق جذورها الضاربة في الأصالة، وعمق الإنتماء، تظل هاجس وجد جياش، في مخيال الشاعر المبدع، وسيد الحرف الرشيق، الأديب الأريب، والشاعر الكبير، الشيخ الدكتور حسين اليوسف الزويد،الذي طالما ألفناه يترنم دوماً، بأصالة الذات،أهلاً، وربعا، وديرة، ومكانا، وانتماء،فتلك المعطيات هي التي جعلت منه منجما زاخرا بالوفاء لأصدقائه، وربعه، واساتذته، حيث يظل الوفاء عنوانا لمناقبيته الفاضلة، عند استذكاره أصحابه، كلما هاج به الوجد شوقاً لهم، وتألقت في قريحته النابضة بالابداع ، ومضة البوح بتلك المعاني الرفيعة.

والأديب الشيخ الدكتور حسين اليوسف المحيميد الزويد بما هو نتاج تلك التقاليد الحميدة، سواء في تحديد نمط أسلوبه الشعري في التعاطي مع التراث، او في تأصيل قواعد ثقافته التراثية، التي استلهم الف بائها من ارث أهله، وبيئته ،ظل حريصا على الانتماء للتراث، كخميرة نقية مترسخة في وجدانه، دون ان يعيقه تحصيله الاكاديمي الهندسي العالي، عن الاندماج المتواشج مع موروثه التراثي على نحو تلقائي. وبذلك فان تغنيه بمكارم اهله السخية،والاعتزاز بتراثهم ،واطراء ربعه وأصدقائه،في نفس الوقت، يأتي في مقدمة الدوافع التي تضغط عليه، لنظم قريضه ثناء على نحو مؤثر، لمن يتوخى إطراءه منهم .

 ومن هنا ظلت الإشارة إلى أعلام بعينهم في ثنايا قريضه ، دلالة واضحة،تعكس الوجد ،والشوق،والوفاء الصادق لهم في وجدانه، حيث، نجده في قصيدة عصماء له، وهو يطفح فيوضات وجدانية في محرابِ الشاعرة الكبيرة (بشرى البستاني) ، يقول، على سبيل المثال ، بعد أن كاد يشطب القريض من اهتمامه، بفعل ما يعيشه من تحديات وصعوبات :

كدتُ بل أوشكتُ أن أشطبَ من فكـري القريضُ

كدت بل أوشكت أن ألقيَ فوضى في الحضيضْ

هـكـذا كنتُ وجــاء الـهـاتـفُ الــبــرق الوميـضْ

هـاتـفٌ يــذكــي بـقايـا الروح عندي للعــروضْ

هـاتـفٌ مـسَّ نـيـاطَ القـلـب يـدعـو للــنـــــهوضْ

هـاتـفُ الـمـعـطاءِ (بشرى) كان لي بحراً وفيضْ

وهكذا يتضح أن صدق الود عنده ، لأستاذته قديسة الشعر، الشاعرة الكبيرة، الدكتورة بشرى البستاني، يستفز وجدانه، هاتفا معطاءا ، كان له، بمثابة بحر، وفيض، من الإلهام المتوهج ، إذ يقول :

لـكِ تـقـديـري و صـدق الــودِ مـن بـاب الوفاءْ

لـكِ يـا قـديـسـة الـشـعـر و يـا رمـز الـعـطـاءْ

وهو بعد كل إجلاله لها، واعتزازه بها ، لا يخفي رهاب، وعناء الشعر في حضرتها، بماهي قامة شامخة في الإبداع والعطاء :

 كــل إجــلالي و إعــزازي و مـرهـوبِ اللـقـاءْ

كيف  لا ؟ و الشعر فـي محـرابكم يشكو العناءْ

حيث يعترف بتواضع جم، بخفوت مشكاة قريضه، أمام قامة ابداعها المتوهج، عندما يبوح لها، بهذه الحقيقة دون تردد :

كـلـمــا دوزنـتُ أذنـــي يـنــشـزُ اللـحـنَ الأداءْ

أيـــنَ مـشـكـاتـي أمــام الـقـامـةِ الملأى ضياءْ؟

وهو إذ يشكو لها، في نفس الوقت، متاعب الحال بما حل فيه من تداعيات، وباستطراد، وتألم، فإنه يلتمس منها في ذات الوقت، العذر عن الإزعاج :

فاعــذري سـيدة الشعرِ فـتـىً يـشـكـو العناءْ

وبذلك التوجد المتوهج ، والإطراء الخالص ، يظل الاديب الكبير، والشاعر المبدع، الدكتور حسين اليوسف الزويد، رمزا للوفاء الصادق، سلوكا حقيقيا، في واقع حياته اليومية، باعتباره إمتدادا حيا لقيم الأصالة والعراقة، ووجدانيا، باعتباره حسا شاعريا، مرهفا نقيا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com