البطريرك بيتسابالا: يجب أن يكون السينودس مسيرة تنيرها كلمة الله، وتشمل الجميع

القدس – ابو انطون سنيورة – دعا بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا كهنة رعايا البطريركيّة اللاتينيّة بأن يكونوا “عاملين أساسيين” في المسيرة السينودسيّة، لضمان مشاركة جميع الفعاليات الكنسيّة في الرعايا بشكل كامل، وذلك بناءً على رغبة قداسة البابا فرنسيس.

هذا وستبدأ المرحلة الأبرشيّة للسينودس 2021-2023 رسميًّا في جميع مناطق التابعة لأبرشيّة البطريركيّة اللاتينية (الجليل، فلسطين، الأردن وقبرص)، في اليوم نفسه معًا، 30 تشرين الأول، وفي الساعة نفسها، الحادية عشرة صباحًا. ففي فلسطين والجليل سيكون الافتتاح خلال القداس الاحتفالي بعيد مريم العذراء سيدة فلسطين، في دير رافات. أما في الأردن، فسيكون في كنيسة العذراء الناصريّة، في عمّان. أما في قبرص فسيكون في الكاتدرائية المارونية في نيقوسيا.

ولهذه المناسبة، وجّه البطريرك بيتسابالا رسالة راعويّة إلى جميع الكهنة والمكرسين والمكرسات وجميع المؤمنين في أبرشيّة البطريركيّة اللاتينيّة، لخص خلالها آلية عمل هذا السينودس الذي أعيد تنظيم إجراءات سيره، انطلاقًا من الواقع المحليّ (الأبرشيات)، وشارحًا الفكرة الكامنة من ورائه.

 الغرض من السينودس

يوضّح بطريرك القدس للاتين بأنّ موضوع “من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة” يعبّر بوضوح عن “نيّة الأب الأقدس في العمل على أن تقلّل الكنيسة من التركيز على الإكليروس فقط، وأن تتكون تدريجيًا كثمرة ناتجة من مشاركة جميع أعضائها، وأن يشعر الجميع بأنهم في شركة الواحد مع الآخر”.

ومستشهدًا بالوثيقة التحضيريّة، يذكّر غبطته كذلك بأنّ الغرض من السينودس ليس إنتاج وثائق إنما “غرس أحلام، وإيقاظ نبؤات ورؤى، والسماح بالرجاء لأن يزهر، وبعث الثقة، وتضميد الجراح، وربط علاقات، وبعث فجر الأمل، والتعلم الواحد من الآخر، وخلق تصورات إيجابية تنير الأذهان، وتبعث الدفء في القلوب، وتمنح القوة لأيدينا” (را. الوثيقة التحضيرية 32).

 مشاركة الجميع

ولهذا يدعو البطريرك بيتسابالا كهنة الرعايا لكي “يكونوا هم الأشخاص العاملين والمُشجّعين لكل ما يطلبه الأب الأقدس، وأن يعملوا على أن تصير جماعاتنا كلها مندمجة في هذه المسيرة”، مشدّدًا على أنهم “العاملين الأساسيين في هذه المسيرة، لأنهم وسطاء بين الأساقفة والشعب”.

كما دعا غبطته جميع مكوّنات الأبرشيّة للمشاركة في هذه المسيرة: الرعايا، الرهبان والراهبات، والأديرة التأمليّة، والمعاهد الإكليريكيّة، والشباب، والمجموعات، والحركات، والجمعيات، والمهاجرون، والعمال الأجانب. وقال: “كل من يشعر أن له شيئًا يقوله، يجب أن يُساعَد ليقدر أن يقوله”، سواء كانت “كلمة شكر أو سوء فهم أو رجاء أو خيبة أمل أو توقّع أو رغبة أو توجيه”.

 مسيرة تنيرها كلمة الله

ولفت البطريرك بيتسابالا الانتباه على أهميّة “ألا تنحصر هذه المرحلة من المسيرة السينودسيّة في الكلام على مشاكلنا فقط، لأن ذلك قد يكون عقيمًا ولا يؤدي إلى رؤية. يجب أن تكون مسيرتنا مسيرة تنيرها كلمة الله، التي هي دائمًا كلمة حاملة للحياة”.
 تلميذا عماوس.. كأسلوب عمل

 ولهذا، قرّرت البطريركيّة اللاتينيّة تبني ما حدث لتلميذي عمواس كمثال وأسلوب عمل.

يوضّح البطريرك: لقد “تكلم التلميذان على مشاكلهم، وفشل الصليب، وهربا ووجدا أنفسهما بعيدَيْن عن القدس، وكانا جاهلين للمسيح. لكنهما وجداه ينتظرهما على الطريق، من دون جهد من طرفهما. ثم سار معهما وكشف لهما معنى الكتب المقدسة، ولاسيما ما يختص بمعثرة الصليب. وتوقف معهما وكسر الخبز معهما، وفتح أعينهما. وبفضل حضور المسيح في وسطهما أصبحا شاهدَيْن للقيامة”.

وفي هذا السياق، يورد غبطته بأنّ ذلك يعني “الذهاب إلى عمواس، أي إلى الأماكن التي ظهر فيها المسيح، وأن نتكلم هناك عمَّا هو متعثِّر في حياتنا. لكن لا يكفي أن نحصر كلامنا في ما هو متعثّر، لكن من المهم أن نربط خبرتنا في الحياة بالكتاب المقدس، كما فعل يسوع مع تلميذي عمواس، ونرى كيف يمكن للكتاب المقدس أن ينير الأعمال البارزة في الحياة، وكيف يمكن أن يعطيها رؤية واتجاهًا مختلفًا”. وهكذا “سنكتشف معنى الكتب المقدسة في ما يختص بقيامة المسيح وبحياتنا. ثم سنكسر الخبز في ذلك المكان، ونسمح للمسيح أن يعيدنا إلى القدس، لنبشر الرسل بما حدث لنا على الطريق”.

ويشدّد البطريرك بيتسابالا على أهميّة “الالتقاء والإصغاء إلى بعضنا البعض، على أن يكون هذا الإصغاء مضاءً بكلمة الله، ولا أن يبقى مجرد كلمة بشرية”. وبحسب غبطته، فمن المهم أيضًا أن يلتقي الناس بأشخاص من سياقات مختلفة؛ كالشباب مع العائلات، والمُسنين في دور المُسنين، والقيام بزيارة إلى البيوت، ولقاء الرعايا المحليّة مع الغرباء، والعمال الغرباء مع المؤمنين المحليين، والذهاب إلى الأديرة والرعايا. وهكذا، يضيف البطريرك، يكون أكثر فائدة من “الخطابات النظريّة”.

 لا تغييرات جذريّة

وفي الجزء الأخير من رسالته الراعوية، يحذّر البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا من أن الناس يجب ألا يتوقعوا حدوث “تغييرات كبيرة مفاجئة” أو “ثمارًا خارقة العادة” من المسيرة السينودسيّة، مشيرًا إلى أن “الثمار تأتي دائمًا بعد زمن طويل، وبعد العمل في الحقل”.

وخلص بطريرك القدس للاتين في رسالته الراعوية إلى القول بأنّ السينودس سيحقّق نجاحًا كبيرًا إن نتج عنه “بدء لطريقة جديدة في اللقاءات بين الجماعات، حيث نشعر جميعًا أننا شركاء في حياة واحدة، متحدين في شخص يسوع المسيح، رأس إيماننا، وهو الذي يعطي معنى لوجودنا هنا في الأرض المقدسة، وهو الذي يُغذي ويُضيء الحب الذي يسند حياتنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com