كلمة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا بمناسبة اليوم الإرسالي العالميّ 2021

← الإيمان عطيّة معطاة للجميع، لكنه حقٌ أيضًا. لكلّ إنسان الحق في لقاء يسوع.
← واجبنا نحن كنائس الأرض المقدسة أن نتذكّر المرسلين في العالم.
← في الواقع، نحن الكنيسة التي انتشرت منها البشارة.

القدس – ابو انطون سنيورة – قال البطريرك بيير باتيستا بيتسا بالا بطريرك القدس للاتين :في إنجيل اليوم الأحد، الذي تحتفل فيه الكنيسة بيوم الرسالة العالميّ، نشهد معجزة يسوع الأخيرة في إنجيل مرقس، والتي ستتبعها أحداث عيد الفصح في أورشليم. موضوع النصّ هو “أن ترى”.

 بارتيماوس الأعمى والمتسوّل من أريحا، هو نموذج لكل من يتوق للقاء يسوع. يسمعه وهو يمرّ، ويصرخ طلبًا للمساعدة، ولا يهتم بانزعاج التلاميذ والجموع، لأنه يريد أن يتحدّث إلى يسوع الذي سيفتح عينيه، وسوف يستمع إليه ويخلُص: “اذهب، إيمانك قد خلصك”. يتعرّف هذا الرجل بالفعل على يسوع، لأنه يدعوه باسمه: “يا ابن داود، ارحمني!”، لكنه لا يستطيع أن يراه بعينيه، الوسيلة لبلوغ المعرفة والخبرة. إنّ اختبار اللقاء مع يسوع يفتح أعيننا ويسمح لنا برؤية كل شيء كما لو كان جديدًا.

 بالنسبة للحشد والتلاميذ، لم يكن بارتيماوس يستحق الاهتمام، فهو لم يكن جزءًا من المجموعة، لم يكن من حشد الناس الطيبين. لكننا نرى مرة أخرى أن مفتاح الخلاص هو الإيمان. بالنسبة ليسوع، يمكن لأي شخص، حتى أولئك الذين يُستبعدون عادة من المجتمع، أن يخلصوا. الإيمان مفتوح للجميع، وغالبًا ما يكون الأشخاص الذين لا نتوقّع أن يؤمنوا، يؤمنون إيمانًا أقوى من غيرهم. والإيمان يأتي من إدراك من هو يسوع، ومن الثقة في أنّ لديه القدرة على المساعدة.

كل واحد منا، مدعو من خلال المعموديّة، للشهادة لابن داود : الإيمان عطيّة معطاة للجميع، لكنه حقٌ أيضًا. لكلّ إنسان الحق في لقاء يسوع، وكل واحد منا، مدعو من خلال المعموديّة، للشهادة لابن داود. السؤال الذي طرحه يسوع على بارتيماوس، الكنيسة مدعوّة اليوم أن تسأله لكلّ رجل وامرأة في العالم: “ماذا تريدني أن أفعل من أجلك؟”.

 هذا هو السؤال الذي يكمن وراء حياة العديد من المرسلين، المكرّسين والعلمانيين. نفوسٌ تقضي في خدمة شعوب العالم كلّه، وخاصة بالنسبة للكثيرين من بارتيماوس اليوم، أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى حياة كريمة، لكنهم مجبرون على حياة المتسوّلين، بكل معنى الكلمة. هؤلاء المبشّرون، هم أناسٌ يذهبون إلى العالم ليكونوا مع الفقراء، لمساعدتهم ودعمهم في احتياجاتهم، ويبدون في جميع أنشطتهم كمن يسألون: “ماذا يمكنني أن أفعل من أجلك؟”. وكما حدث لبارتيماوس، فقد بذلوا ذواتهم ليضيئوا حياة أولئك الذين هم وحيدين في المستشفيات والمدارس والأنشطة على اختلاف أنواعها. إنهم يعملون، ويعملون بجدّ حتى يتم منح كلّ رجل وإمراة الكرامة والنور، وأكبر حاجة لهم هي الحاجة ليسوع. وإعادة الكرامة إلى كلّ شخص تعني الاعتراف بأنّ كلّ واحد منا هو صورة للمسيح، وأنّ لكلّ شخص الحقّ في أن تُفتح عيناه ويتعرّف عليه.

بصلواتنا وتضامننا، نستمرّ في تغذيّة هذا الإعلان ودعمه والدفاع عن العدالة والسلام : احتفالاً بيوم الرسالة في الكنيسة بأكملها، نُصلي اليوم من أجل أولئك الذين يقضون حياتهم ليشهدوا ليسوع في العالم، يعملون من أجل العدالة والسلام وكرامة كلّ إنسان واحترام كلّ مخلوق. إنهم بعيدون عن ديارهم، وهذا ليس مفهومًا دائمًا، إنهم في المواقف الصعبة، وغالبًا ما يتعرّضون للاضطهاد، وحتى اليوم، قُتل وسُجن وخُطف عدد قليل منهم. كل هذا فقط لأنهم يرغبون في أن يشهدوا ليسوع في العالم، بخاصة في أكثر مناطق العالم كآبة. إنهم بحاجة إلى صلاتنا وامتناننا، لأنه إذا كانت الكنيسة منتشرة في جميع أنحاء العالم اليوم، فنحن مدينون لهم بذلك. ولكننا مدعوون أيضًا لمساعدتهم في رسالتهم، ودعمها بتضامننا الملموس.

واجبنا نحن كنائس الأرض المقدسة أن نتذّكر المرسلين في العالم. في الواقع، نحن الكنيسة التي انتشرت منها البشارة. بدأ كلّ شيء من هنا، من عندنا، من أرضنا. يُعرف اليوم المسيح، لأنه استُقبِل هنا أولاً. وحتى اليوم نريد ذلك تحديدًا من هنا، حيث انتشر الخلاص، وحيث عاش المسيح، بصلواتنا وتضامننا، نستمرّ في تغذيّة هذا الإعلان ودعمه والدفاع عن العدالة والسلام ومساعدة أولئك الذين يذيعونها في العالم أجمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com