عظمة المرأة العربية من خلال وصفها لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.. معمر حبار

حضرت مغرب هذا اليوم لدرس من دروس السيرة النبوية، بمسجد النور، منطقة 5، الشرفة، الشلف من طرف إمام المسجد.

تحدّث الإمام عن وصف سيّدتنا أم أيمن رحمة الله ورضوان الله عليها لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهو مهاجر من مكّة إلى المدينة، رفقة دليله الكافر أريقط، وصاحبه سيّدنا الصّديق رحمة الله ورضوان الله عليه.

حطّوا الرجال بحمى خيمتها، وطلبوا الزاد والماء، وأخبرتهم أنّ زوجها غير موجود، ولا تملك غير معزة هزيلة ودلتهم عليها.

وبقدرة من الله تعالى أصبحت المعزة تدرّ الحليب على الجميع، بمجرّد أن لمس ضرعها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بيديه الشريفتين.

وحين عاد زوجها، أخبرته بما حدث، ثمّ راحت تصف سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وصفا بالغ الدقة. وعليه أقول، وهذا هو غاية المقال:

الوصف الدقيق كان من امرأة لم تكن تؤمن حينها بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بل لم تكن تعلم في تلك اللّحظة أنّه رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

وصف المرأة يومها لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهي على كفرها هو الذي أقرّته كتب التّاريخ والسيرة النبوية، والمعمول به، والمعتمد في وصف سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. مايعني أنّ وصف سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم -وأيّ مؤمن- يؤخذ من الكافر، إن كان صادقا وأمينا.

وصفها لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، كان صادقا، وأمينا بدليل انعدام وجود أيّ تناقض في وصفها الدّقيق، وهي يومها على غير الإسلام.

استطاعت، وببراعة فائقة وصف أدقّ التّفاصيل لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

شمل الوصف: الشعر، والعينين، والحاجب، والكتف، والطول، واليدين، والأصابع، والرجلين، والصدر، وشعر الصدر، واللّون، والطول، والطيب، والرائحة.

هذه الدّقّة في الوصف، ذكرتها سيّدتنا أم أيمن لزوجها حين عاد لخيمته، وهي تصف سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. مايعني، أنّها وصفت رجلا غريبا بهذه الدّقة الخارقة لزوجها.

لم ينكر عليها زوجها وصف رجل لاتعرفه. ولم يعاتبها، ولم يتّهمها، ولم يقل لها: كيف تصفين رجلا غريبا بهذه الدّقة؟ وكلّ ماقاله: هذا هو الرجل الذي تبحث عنه قريش.

المرأة العربية الحرّة، تبدي رأيها بحرية، وعلانية دون خوف من أحد. ويؤخذ برأيها وبما فيه وصفها لرجل غريب، وفي غياب زوجها.

المرأة الحرّة شريفة بطبعها، ولا تتّهم في عرضها وشرفها حتّى وهي تصف رجلا غريبا، وفي غياب زوجها.

سيّدتنا أم أيمن كانت صادقة مع نفسها، وأمينة في الوصف. ومن كان بهذا الوصف كان شريفا ونظيفا ونقيا وطاهرا، وهذا شأن المرأة العربية الحرّة.

نفهم الآن لماذا لم يعاتبها زوجها، ولم يطلقها، وصدّقها في كلّ حرف ذكرته وهي تصف سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولذلك لم يتّهمها في عرضها لأنّه يعلم أنّ زوجته حرّة، والحرّة أمينة صادقة شريفة طاهرة لاتخون زوجها في غيابه، ولذلك كانت الصّادقة الذي يؤخذ بوصفها لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهي التي لم تؤمن به وهي تصفه لزوجها العائد لخيمته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com