مبادرة “كوشان بلدي” تنطلق في غزة لتوثيق أحقية الفلسطينيين بأراضيهم

غزة – أروى صلاح:ـ “الكبار يموتون والصغار ينسون” هكذا كان وصف أول رئيس للوزراء في إسرائيل ديفيد بن غوريون عن نكبة الشعب الفلسطيني، الذي كان هدفها التنصل من تبعات وتداعيات القضية الفلسطينية، بتركها الى المجهول وخاصة قضية اللاجئين، ولكن اليوم تنطلق في قطاع غزة مبادرة “كوشان بلدي” بين أزقة وشوارع مخيمات اللاجئين ، بهدف توثيق الأوراق الثبوتية التي تؤكّد على أحقية الفلسطينيين في أراضيهم، ومدنهم وقراهم المُحتلة، التي هُجروا منها عنوة عام 1948.
وجاءت المبادرة لتوعية وحث المواطنين بالحفاظ على كواشينهم وعقود أراضيهم المسلوبة، فهي أكبر إثبات لوجودهم وملكياتهم على هذه الأرض ومقاضاة الاحتلال والاشتباك معه قانونيا من أجل إعادة الحقوق لأصحابها الشرعيين.
وتهدف مبادرة “كوشان بلدي” إلى تثبيت الانسان الفلسطيني على أرضه من خلال مساندته والحفاظ على بقاؤه على ارضه، والوقوف ضد الهجمة الإسرائيلية الشرسة لنهب وسلب الأرض الفلسطينية.
وتستند المبادرة إلى حقوق الشعب الفلسطيني التي تنصّ عليها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تحرم وتجرم تهجير الشعب الفلسطيني، وأي شعب آخر من أرضه، فيما يمنع “ميثاق روما” الاحتلال من الاستيلاء على أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتسعى المبادرة السياسية والتي تندرج تحت مبدأ النضال السلمي لإثبات الحق الفلسطيني، وتعميم الثقافة الوطنية الخاصة بالمدن الفلسطينية المحتلة، وتوعية الأجيال الجديدة بأنهم ليسوا من مخيمات اللجوء التي ولدوا فيها، وإنما من الجية، وبئر السبع، والمجدل، ودمرة، وبلطيمة، وبربرة، واللد، والرملة، وصفد، وعكا، وحيفا، ويافا، ونعليا، وحليقات والبطاني الشرقي و الغربي وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة.
وبدأت ترجمة فكرة المُبادرة على أرض الواقع، من خلال استفتاء للقيادات والمجتمع المحلي والعشائر، حول مدى جدوى مبادرة تدوين وتوثيق الكواشين والأوراق الثبوتية، كردّ منطقي على رواية الاحتلال، إلى جانب شرح المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد حظيت المبادرة بقبول وتشجيع، ما دفع القائمين عليها إلى البدء بتنفيذ زياراتهم الميدانية، وتطبيق الفكرة على أرض الواقع، عبر طرق جدران الخزان، والتواصل مع المؤسسات الرسمية الراعية لملف اللاجئين، والعديد من اللاجئين، ممّن يمتلكون الكواشين والأوراق الثبوتية.
وترفض مبادرة “كوشان بلدي” جميع الإجراءات الإسرائيلية وفرض سياسة الامر الواقع وفرض حالة من الصمود على الأرض، مؤكداً على ضرورة خلق حالة وعي فلسطيني معنوي وقانوني لمقاضاة الاحتلال وانتزاع حقوقه بالطرق السلمية والقانونية محلياً ودولياً.
وتحث المبادرة حملة الجنسيات بالخارج من الفلسطينيين لتبني فكرة إقامة الدعاوى والقضايا في البلاد التي يقيمون فيها، مناشداً المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني ونقابات المحامين العرب واطلاعهم على كل الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة بالاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، وتقديم الدعم والمساندة القانونية وتبني القضايا في المحافل الدولية.
وتعمل مبادرة “كوشان بلدي” على صعيدين، وهما الصعيد المعنوي، الذي يهدف إلى زرع الفكرة معنوياً في نفوس الأجيال الجديدة من الشعب الفلسطيني من خلال التشبيك مع أكبر قدر ممكن من المؤسسات، إلى جانب الصعيد القانوني، ويهدف إلى خلق حالة قانونية وقضية واحدة، تكون سابقة عدلية للشعب الفلسطيني يمكن أن يبني عليها لتحصيل الحقوق مستقبلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com