مفاوضات فيينا النووية.. حمادة فراعنة

تسعى المستعمرة الإسرائيلية للاستفراد بالشرق العربي و فرض الهيمنة عليه، وأن تبقى وحدها مالكة الأسلحة النووية، دون غيرها من بلدان المنطقة، وخاصة تركيا وإيران ومصر، وشملت الأردن باهتمامها، فعملت بكل قوة للتحريض على نشاط هيئة الطاقة الذرية، والمفاعل النووي الأكاديمي الأردني، واعاقة برنامج إنتاج الطاقة السلمية، وضد رئيس هيئة الطاقة خالد طوقان.
المستعمرة المحرض الرئيسي ضد نشاط إيران النووي، وعملت ضد اتفاق إيران مع البلدان النووية الخمسة و ألمانيا، وسبق أن حرضت داخل الولايات المتحدة من خلال الكونغرس ضد إدارة الرئيس أوباما على خلفية التوصل إلى اتفاق مع إيران في تموز 2015.
قنبلة إيران النووية حتى لو حصلت، أو تمت، أو أُنجزت، هذا لا يخيفنا ولا يرعبنا كعرب ولا يُقلل من قيمتنا، الاتحاد السوفيتي كان دولة نووية أولى في العالم وهُزم في أفغانستان، ومن قبله هُزمت الولايات المتحدة الدولة الاقوى أمام الفيتناميين، وفرنسا في مواجهة الجزائريين، وبريطانيا في اليمن، والمستعمرة تراجعت أمام الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وأمام الانتفاضة الثانية عام 2000، رغم تفوقها وامتلاكها للأسلحة النووية، في مواجهة حجارة أهالي الضفة الفلسطينية، وعمليات غزة الشجاعة.
لذلك لن تُرعبَ إيران أي فقير أو صغير عربي أو امرأة عربية، إذا كانت معتدية على أرض العرب وتطاولت على كرامتهم، والنتيجة ان «البعبع» الإيراني لا يخيف إلا الضعفاء المهزومين، المستأثرين بالسلطة وبالقرار وبالثروة بدون خيار واحترام شعوبهم.
لقد صنعوا لنا «غولة» إيرانية متوحشة تُخيفنا في أيامنا وأحلامنا، مع انها دمية، لعبة، أسطورة، تتبدد أمام صلابة الرجال طالما نحن على حق.
لقد هزمها الجيش العراقي وأغلبية جنوده من الشيعة في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، الذي صنع حائط الصد الشرقي للحدود العربية، وهُزمت أدواتها في العراق عبر صناديق الاقتراع، ونتائج الانتخابات يوم 10/10/2021 بعد انتفاضة تشرين أول أكتوبر 2019 لدى المحافظات الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية، ضد مظاهر وأدوات إيران بما فيها حرق قنصليتها في البصرة.
إيران بلد إسلامي جار للعرب، سيكون وسيبقى كما هي تركيا، لن نتحرر منهم، ولن يتحرروا منا، ولا خيار لنا سوى البحث عن القواسم المشتركة، والمنافع المتبادلة، والعيش الكريم بيننا وبينهم، سواء تحولت إيران إلى دولة ذرية، أو بقيت بلا قنابل وصواريخ نووية، لا تخيفنا ولا ترعبنا، فالبعبع الإيراني، صنعته المستعمرة الإسرائيلية لنا ولها، كي يتوهم البعض أننا والمستعمرة في خندق واحد ضد إيران، وحقيقة الوضع أننا كعرب في خندق الرفض والعداء للمستعمرة وعدم التطبيع معها، لا نقبل ولا يجوز أن نكون في خندق واحد مع المستعمرة ضد أي طرف مهما اختلفنا معه، لأن المستعمرة تحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية، وتتطاول على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وتمس بحرمة أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين وتعمل على تهويد القدس ومسجدها الأقصى، كما فعلت وتحاول لدى المسجد الإبراهيمي في الخليل.
سواء نجحت مفاوضات فيينا، وهذا ما يتطلع إليه كل إنسان عاقل ويرجوه، أو فشلت، فالنشاط النووي الإيراني لن يتمكن من هز ثقتنا بأنفسنا، أو التراجع عن التمسك بكرامتنا، والتصدي لمن يحاول التطاول على أرضنا، والعبث بأمننا الداخلي كأمة عربية.

الأربعاء 1 كانون الأول / ديسمبر 2021.الدستور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com