نبض الحياة.. هيرتسوغ يعمد الفاشية.. عمر حلمي الغول

الفاشية الصهيونية تتميز عن المدارس النازية والفاشية في أوروبا، بانها أولا فاشية لقيطة؛ ثانيا مزورة للتاريخ والثقافة؛ ثالثا مغتصبة للدين اليهودي؛ رابعا معادية لاتباع الديانة اليهودية بقدر عدائها لشعوب الأرض قاطبة (الاغيار) وليس للفلسطينيين العرب فقط؛ خامسا أداة وظيفية مأجورة لخدمة اسيادها في الغرب الرأسمالي؛ سادسا معادية للسلام، ولا تقبل القسمة على القانون الدولي والشرائع والمعاهدات الاممية؛ سابعا متلونة كالحرباء وفقا لمصالحها الاستعمارية؛ ثامنا تعيش على الدم والقتل والجريمة وارهاب الدولة المنظم لاغتصاب حقوق وارض الشعب العربي الفلسطيني.
وعطفا على ما تقدم، كل الوان الطيف الصهيوني في إسرائيل الاستعمارية تتسم بالنزعة الفاشية مع استثناءات متواضعة جدا، وبالتالي كل التسميات والتوصيفات لما يسمى باليمين واليسار والوسط مجرد أكاذيب تؤكدها الحقائق التاريخية والمجازر والمذابح والحروب والاستيطان الاستعماري في الأرض الفلسطينية العربية.
نموذج قديم جديد للفاشية قدمه إسحاق هيرتسوغ، الرئيس الإسرائيلي مساء يوم الاحد الماضي الموافق 28 نوفمبر الماضي عندما اقتحم مدينة خليل الرحمن والحرم الابراهيمي الشريف، وقام جنبا الى جنب مع باروخ مارزل واتباع الفاشي كهانا باضاءة الشمعة الأولى لعيد الانوار (حانوكا)، وادعى كذبا وافتراءا على الحقيقة والتاريخ في كلمته التي القاها، بأن “الصلة التاريخية لليهود في مدينة الخليل (الفلسطينية)، بكهف البطاركة، وبتراث الإباء والامهات لا جدال فيها.” وتابع قائلا “إن الاعتراف بهذا الرابط يجب ان يكون فوق كل جدال.” وهنا يحاول نفي الحق والتاريخ الفلسطيني العربي. ومحاولته التخفيف والالتفاف على فجوره الصهيوني حسب البيان الصادر عن مكتبه، الذي جاء فيه “لن نتفق على كل شيء، ولكن علينا ان نتذكر اننا، نحن جميعا بنو رجل واحد.” لم تجد نفعا، لان السيف سبق العدل. كون الإقرار بما أكده، والمكان الذي اختاره للتعبير عن موقفه، والالية التي اعتمدها لا تلغي الحقيقة التي كرسها باقتحامه مع مارزل الفاشي واتباعه المدينة والحرم الشريف، والإصرار على مواصلة عملية الاستيطان الاستعماري في مدينة الخليل كبرى المدن الفلسطينية، والعمل دون هوادة على تهويد وضم المدينة، كما ذكرت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، ايليت شاكيد، عندما اعتبرت المدينة توأم القدس، التي يجري ضمها وتغيير طابعها الديمغرافي والثقافي عبر عملية التطهير العرقي المسعورة على مدار الساعة في كل احياء المدينة المقدسة.
نعم مدينة الخليل تؤأم مدينة القدس، كما هي المدن الفلسطينية العربية، وكلاهما جزء لا يتجزأ من ارض الدولة الفلسطينية المحتلة، ولن تكون الا لاصحابها التاريخيين من أبناء الشعب الفلسطيني. وهذا ما عبر عنه العشرات من انصار السلام الإسرائيليين باتهام إسرائيل بالابرتهايد، ودعوا الى “ابعاد الطلام” الصهيوني عن الأرض الفلسطينية، كما ان موسى راز، عضو الكنيست عن حزب “ميرتس” اكد في تغريدة له على تويتر بالقول “للأسف في مستعمرة كريات اربع، صدتنا الشرطة بعنف، وأثبتت لنا ان الخليل ليست جزءا من إسرائيل.” وعمقت ذلك منظمة “السلام الان” في بيان لها بالقول ” في الوقت الذي يضيء فيه الرئيس شمعة مع باروخ مارزل واتباع كهانا، تمنع قوات الامن الملتزمين بالقانون من ممارسة حقهم في التظاهر.” وأضافت انه “من غير المعقول ان يختار الرئيس، الذي يجب ان يكون شخصية موحدة، إضاءة شمعة في الموقع الذي اصبح من بين جميع المواقع، حصنا للكاهانية ورمزا للقمع والعنف.” والإرهاب الدولاني المنظم. وقالت منظمات انصار السلام أخرى مثل “كسر الصمت”، و”كرايم مينستر”، و”أمهات ضد العنف” وغيرها، ان زيارة الرئيس هيرتسوغ الى الخليل “تضفي الشرعية على نظام الفصل العنصري والعنف المستمر من قبل المستوطنين، الذي يعيش في ظله السكان الفلسطينيون في المدينة”
والمعروف ان إسحاق هيرتسوغ كان رئيس الوكالة اليهودية سابقا، وعضو بارز في الكنيست عما يسمى يسار الوسط، وزعيما للمعارضة. وهو معمد الفاشية، وداعما لها، ومعززا لمكانتها ودورها في المجتمع الإسرائيلي من خلال مباركته للكاهانية.
والنتيجة الماثلة للجميع تشير الى ان الغالبية الساحقة من الاحزاب والكتل والمجموعات الصهيونية بمختلف مشاربهم عنصريون، وفاشيون، ولا يقبلون القسمة على السلام، وواهم من يراهن للحظة، بان تلك القوى الاستعمارية مستعدة للتقدم خطوة واحدة نحو السلام، بل العكس صحيح، جميعها يتخندق في خنادق الفاشية، وتسعى إلى طمس الحقوق والمصالح الفلسطينية، والعمل بخطى حثيثة على مواصلة خيار التطهير العرقي والترانسفير وتأبيد الاستيطان الاستعماري في فلسطين التاريخية. والاجابة على هذا الاستنتاج يعود للقيادة والنخب الفلسطينية المختلفة
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com