مفتشية أم ثورة التفتيش/ قرار المسعود

    من خلال تصريح السيد الرئيس للصحافة، بإنشاء مفتشية على المستوى رئاسة الجمهورية و بصلاحيات وطنية مزودة بمؤطرين من ذوي الخبرة و الكفاءة المهنية العالية و النزاهة،  ستضع لا محالة الجزائر الجديدة يدها على الجرح الذي طال علاجه و طريقة بتره. هذا الداء الإداري السرطاني الذي لم نجد له دواء بل غذيناه بطريقة أحكموها لنا إحكاما و بأسلوب جعل الكل يتمادى و يزيد في استفحاله على كل المستويات  من أعلاها إلى أدناها حتى في وقت أصبح البعض من أهل الدين يقولون إذا كانت حاجتك مصيرية، فادفع الرشوة و توكل على الله.

          أعتقد جازما أنه العلاج الوافي الكافي الذي تبحث عنه الجزائر منذ زمن و يتطلع إليه كل وطني غيور و يتمادى في نشره كل وطني أصولي الجذور. إن نجاح  هذه المفتشية يتعلق بالتجربة إذا ارتبطت بإيمان الوطن و فسح لها المجال في الميدان و حفت بالأمان و بسواعد إطارات يدركون جيدا خبايا و مهارة التسيير و تصريف المال العام. في السابق كانت الرقابة موجودة أيضا على نفس المنوال لكن توجهها وتديرها رؤية كانت مرتبطة بخيوط البرنامج الخارجي المعد من أجل صنع الخيال، حقيقة تراها فعلا حقيقة في ظاهرها و لكن في باطنها طامة كبرى.

         ما أقرؤه من خلال ممارستي في هذا الميدان، أن مهام هذه المؤسسة ستكون الحجر الأساس لتغيير صورة الإدارة الجزائرية بصفة عامة و كل المؤسسات من حيث هي و بذلك تكون الجدية و الإتمام و الاحترام للعمل الإداري العمومي أو خاص،  بتغيير الذهنية والسلوك في المعاملة و المتابعة بالاهتمام و المسؤولية،  هذا في حد ذاته ينعكس ايجابا على الحياة اليومية في المجتمع و يزيد مصداقية هيبة الدولة و طمأنينة المواطن والثقة فيها و من خلالها  تظهر الصورة الحقيقية للإدارة الجزائرية التي يتمناها الجميع و خاصة المتعلقة مباشرة بالمواطن وترسخ في كل مَنْ يمارس في الشأن العام أنه مربوط بمحاسب ظاهره  خفي و هو يراقبه.

          كثيرا ما جُعِلَ في السابق من إنشاء هياكل التفتيش و حتى الآن على كل المستويات (وزارة – ولاية – و في كل مؤسسات الدولة) لكن عندما لا تعطي للمراقب روح المبادرة و فتح المجال و الأخذ بتقريره أو تفتيشه و يكون مقيد فتكون مقولة “مَنْ يراقب مَنْ” أو “جاء المراقب أحجز الإيواء و حضر المأدبة”. فالزاوية التي تنظر منها السلطة في تقديري،  هي عبارة عن ثورة تفتيش لا مجرد مفتشية عامة على مستوى رئاسة الجمهورية جنودها مزودين بسلاح القانون و الشفافية و الحفاظ على مكاسب الأمة.

،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com