قصة قصيرة …حقيقية.. عبير المدهون

(رحلتي من الالحاد الى الايمان)
كنت منذ الصبا وخلال فترة دراستي في الجامعة أعيش حياة متمردة و غير موقن بوجود خالق لهذا الكون متأثرا بما كنت اقرأ من كتب تصب بهذا الاتجاه. الا انني وبعد انتهاء دراستي في الجامعة في ذلك البلد وعودتي الى وطني بعد سنوات من التمرد والالحاد،
ذهبت في رحلة عمل مع بعض الأصدقاء وتعطلت بنا المركبة وسط الصحراء كانت ليلة فيها السماء صافية والنجوم تلمع لم ارها جميلة كما رأيتها تلك الليلة. وكنت برفقة شاب دمث الاخلاق ولطيف المعشر وكان طوال وقته يقرأ في مصحفه ويتوضأ للصلاة رغم شح المياه لدينا كنت منزعج و اطلب منه الاقتصاد بالماء وكان يتقبل ذلك بابتسامة جميلة ومعاملة لطيفة . كان يحس بما لدي من أفكار بعيدة كل البعد عن الدين الا انه كان يعاملني بمنتهى الاحترام ولم يحاول ان يقنعني بما لديه بل كان يدعو لي ،كانت الظروف من حولنا قاسية والصحراء ممتدة وواسعة ولونها اسود لكثرة الصخور البركانية ويتخلل هذه المساحات الشاسعة والمليئة بالصخور شجيرات صحراوية شوكية تتغذى عليها الابل الهائمة في الصحراء. كنت شديد الانزعاج والعصبية والتوتر
لا اعلم ما الذي انتابني في تلك اللحظات ولا من أين أتى ذلك الشاب بالهدوء والسكينة؟ كان يصلي ويقرأ القرآن طول الوقت وهو موقن بأن هناك من سيأتي لنجدتها وكنت أنا منذ زمن بعيد لم امسك القرآن وطلبت من ذلك الشاب ان يعطيني القرآن واخذت اتصفح وأقرأ بعض السور واتعمق بالقراءة تدريجياً، وبدات أحس بشعور ايماني غريب يلامس قلبي
لم أألفه من قبل وبدأت اتأمل الصحراء وارنو ببصري بعيداً الى السماء وأتابع بنظري حركات النجوم والكواكب الدائمة بحركتها السرمدية وهي تسبح في الفضاء اللامتناهي وألاحق بنظري حركة النيازك والشهب وهي تقصف بنيرانها أعماق السماء مما أثار الرعب في قلبي وبدأت ثم راقبت الفجر وشروق الشمس في حالة من الذهول وبدأت الأفكار في رأسي المتعب ونفسي المليئة بالقلق وبذهني الذي تعصف به متناقضات شتى.
وبدأت الأسئلة تدور في عقلي ما هذا الكون ومن أوجده وكيف نشأ؟ وما الذي يضبط حركته وتناغمه و كيف تتحرك الكواكب والنجوم وظواهر الشهب والنيازك وحركة المجرات و ما هذا التناسق العظيم الذي يضبط هذا الإيقاع والحركة في الكون ما الذي يمسك به حتى لا تقع النجوم والكواكب؟ وما الذي يثبتها في مدارات ومسارات محددة؟ .. فأزاح الله الغشاوة عن عيوني وأنار بصيرتي فأدركت حينها كم كنت في ضلال وكم ظلمت نفسي أدركت ان الله على كل شيء قدير وأنه الواحد الاحد مالك لهذا الكون يتحكم بحركة النجوم والكواكب والشمس والقمر والسماء و بحركة الدوران وبتعاقب الليل والنهار و بخلق الإنسان كل شيء في هذا الكون بيده اوجده واحسن صنعه وفق قوانين ومعادلات فيزيائية ورياضية دقيقة يتحكم في أدق تفاصيله ومكوناته.. ادركت ان تعطل المركبة لم يكن صدفة بل كان بقدر معلوم وان الله سبحانه وتعالي احبني واحب هدايتي لأنه يعلم ان لي قلب نظيف يخافه ويخشاه ولكنه كان تائه فهداه ادركت كم كنت على خطأ، وتسألت :اين كان عقلي كل تلك الفترة؟ احمدالله انها لم تكن بالفترة الطويلة وان الله هداني الى الصواب والى طريق الحق والنور ،، وأمام خجلي من خالقي ومن نفسي التي ظلمتها لم استطع البوح بذلك لصديقي. وجاءت النجدة وتفرقنا وهو يدعو لي بالهداية ،ومضى في طريقه ومضيت انا الى شأني ومنذ ذلك الوقت لم اره و لا اعلم اين هو الان ؟وهو لا يعلم أنني اتوق لرؤيته لشكره.
إنها قصة صديق واخ عزيز اخبرني به وطلب مني ان اكتبها وانشرها لتكون درس وعبرة ،،نقلتها لكم بأمانة ،،
عبير المدهون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com