هــويتــى العـربيــة.. ناصر الدسوقى

وعلمنا أنَّ سِهــامًا تخـرُجُ مِن أقواسٍ نعـلُمها
لـتُـصـيــبَ الأمـــةَ دون نُــشُـــــوبِ الحـــــربْ
ونعرف أنَّ رُماةَ الأسهُمِ فى العِليانِ على طلبٍ
لـسـهــــــامٍ تـنهــالُ كـــفـيــضِ ينـصبْ
يرمـى مَن يرمى لا يعـبأُ فـى الـقـتـلِ بعـطــفٍ
أو مَن مـاتَ لأثــَرِ الجُـــــرحِ ونَـــزْفِ الـقـلــبْ
هـذا مـا كُـنَّا نعـلمُهُ ولم نسمع يومًا عن حـربٍ
نـشَبـتْ بـزُروعٍ أو أنَّ رَحاهـا إقـتلعـت عُـشْـبْ
وكُنَّا لا نخشى للقتل سبيلا فبعُصبتنا وبإذن الله
نُذِيقُ عدُوًا من علقمِنا ونُلبِسَهُم مِن خِزىٍ ثَوبْ
وكُـنَّـا كالـسـيلِ إذا نـزل بِساحـةِ قـومٍ ينـزلُ فى
كُـلِّ الـوديــان بِـلا جَـلـــدٍ ويُـثــيــــرُ الـرُّعـــــبْ
أما الـيــوم فـصار لكُلٍ وِجْهَـتـُهُ قـد ولَّـى إليهــا
وكـأنَّ الــدنـيــا قـد ألهـتـنـــا أو حَــلَّ غـضَــــبْ
ونسينا أنَّ أذانًا لبلالٍ يجمع وأنَّ القارئَ لما يتلو
للـقـرآنِ بـأىِّ لـســانٍ نـخــشعَ كُـلٌ أهـلُ العُـرب
لكـن مـا للحـرب فـقــد صـارت مِـن غـيـرِ نِـزال
أوأن نتقـابـل نتبـارزَ لقتـالٍ والكُـلُّ لقتـلٍ يتأهَّـب
فحربُ اليومٍ بغيرِ السيفٍ ودون الرُّمحِ أو الخِنجَر
بل بأقاويلَ وأفكارٍ تـُنشـرَ لعـقُولٍ مُنِيَـتْ بِعَـطَـبْ
فعـدوُّ الأمـةٍ لا يـنـتـظــرُ لآهـوالٍ فـى الـقـتــــــل
بل نقتُلُ أنفُـسنا بالمهـلِ وصِرنا كالحقـل الجَـدْبْ
وتركـنا العِـلـمَ بأيدينـا فـتـقهـقـرنا وبغـيرِ سبِيـلٍ
وصِـرنـا نتـقـزَّزُ مِـن مـاءِ الـنـيـلِ وسـادَ الكـربْ
وحجـيــجٌ يـسـعــى فـى تلـبـيـةٍ حـول الأسـعــــدِ
وبطرفةِ عـينٍ تقعُ الرافِعةُ فيقتـل لا يعـرفُ ذنبْ
ويَمَنٌ مُنـذُ سِنيـنَ تُـصارِعْ ولم يُصـبِـحْ كالـفـعـلِ
الماضى بل ما زال مُـضـارِعَ رفـقــاً أهــلَ حَـلَبْ
ودوحةُ لم تُصبحْ عربية وجزيرتها بُوقٌ غـربية
وقـواعِـدُ تـمـلأُ أركـاناً أمَّـا الـبُــوقُ يبُــثُّ لهــب
وعِــراقٌ مُنـذُ عـصـورٍ فى صـراع والـبُغـيَـةُ أنْ
يُـصـبِـحَ فـى الـقــاع فـهــل أدركـتــم أىَّ سـبــب
وسلاحٌ نـووىٌ حاشى لا بُـدَّ لصـدَّامٍ أن يتلاشـى
فالبلحُ اليابِسُ للأسنانِ عَـصِىٌ ’ يـبغــوهُ رُطَـب
وسوريا من عِدَّةِ أزمانْ قد خَسِرت هضبةَ جولان
وما كان لِحـافـظِ ليُحافِـظَـ والكُلُّ يُـراقِـبُ بِكَـثَـبْ
وبـشّـارٌ يـعـبثُ بالـدَّار, يُـنـفَّـذُ تدبـيـرَ الأشـرار
فعقولُ العُجْمِ تبُثُّ لهيبـًا والحاكِـمُ يجمـعُ حـطـبْ
أمَّا عـن شأنِ فـلسطـين بيـاناتٌ تشجُـبُ وتدِينْ
فهل يأتينا صلاحُ الدينِ بسيفٍ لو مِن صُنْعِ خشبْ
والمغـرِبُ نعرفُها بغـروبِ الشمسْ ولم نـسـمـع
منهـم صوتًا أو هَـمْسٍ , فهل أنتُم للعُربِ نَسَـبْ
وتـونُـسُ قـد مَـرَّتْ بِعـنـاءْ فـتُونُـسَ لـم تـُصـبِحَ
خـضــراء والـشـجــرُ الأخـضــرُ صــارَ حـطــبْ
ولا بُـدَّ للـيـبـيـا أنْ تتـأثَّـر ويكـونَ بـيـدنا قـتـــلُ
مُعمـَّرونُسانِـدُ بعْـدَاً حفترَ ليبيا قـد صارت دربْ
كُـلٌ فـى وادِيـهِ يُجـابِـهْ بالـوطـنِ العـربىِّ التائـه
والسـودانُ تـَقَـسَّـمَ قَبْلاً والأهـوالُ لنا مِـنْ قُربْ
وجاءَ الدورُ لمصرِ النيل وشعبٌ مسكينٌ وعليلْ
لكن فى جـأشٍ ما دامـتْ فـأنا المصرىَّ الصلـبْ
حاولوا نشرَ الفِكرِ السَّائدْ قصفًا لكنائسَ ومساجد
وقَتْلَ الجندىِّ العـائـدِ والصـائـمُ لـمْ يبتلِعَ رُطَـبْ
وشوارعُهُمْ صارتْ عربية بأسماءِ رُمُوزٍ وطنية
ولـم يُطلـقَ إسمٌ كهـديةِ فى شَتَّى أنحـاءِ العُـربْ
وأفكارٌ تُـسـرَدُ وتُـذاعْ والعـالِـمُ عـربِـىٌ مـذيــاعْ
وبنُـو صُهـيُــونَ لنـا أتبـاعٌ وإلـهٌ مِـصــرىٌ رَبْ
كُنَّا سَيْلاً نُغـرِقُ مَنْ حـاولَ فَـكَّ رُمُـوزَ الأمَّةِ فى
وَحدَتِها أمَّا اليومَ غُثاءٌ لا يُجدِى بل صارَ عَطَبْ
فيـا أُمَّتـُنا ! العـامُ الهِجـرِىٌّ لنـا بِشُهـور وهِـلالُ
الـصَّـومِ لنا بِـظُهُـورٍ وجميـعـًا نحـنُ لـهُ نَـرقُــبْ
والحـجُّ بتلـبـيـةٍ واحـدْ ووضُـوءٌ للفـردِ الواحــدِ
وأكفَّ ضراعةِ للهِ الواحدِ والعقلُ لِفَهْـمٍ مُتغـيـِّبْ
أو لـَسْـنَـا إنْ غَــنَّـتْ سُــومَـةُ وفــرِيــدٌ أطـــرب
نتهايَّمُ نتراقصُ ونُصفِّقُ مِنْ قطرَ وُصولاً للمغربْ
فمُــرادٌ فى طَمْثٍ لهويَّةْ لتمــــوتَ القيمُ العـربيةْ وسنُسْألُ يَومًا عن معنى الوطنيةِ،عربىٌ صاخِبْ

هُويتى العربية
من ديوانى الأول
قتيل العشق
ناصر الدسوقى

جمهورية مصر العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com