الأمم المتحدة ودورها في اطلاق مؤتمر السلام الدولي.. بقلم/ سري القدوة

تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي مخططاتها وتطبيقها لسياسة الاستيطان ومحاولات ضم الضفة الغربية وفرض واقع احتلالي جديد يستبعد إقامة الدولة الفلسطينية في ظل عدم قدرة المجتمع الدولي إيجاد حلول سياسية قائمة على الاعتراف الدولي بالحقوق الفلسطينية وانسداد أي افق سياسية لتقدم عملية السلام في ضوء مواصلة الاحتلال عدوانه المنظم ضد الشعب الفلسطيني واستيلائه على الأرض الفلسطينية لصالح عمليات الاستيطان المنافية للقوانين الدولية التي تعتبر الأراضي الفلسطينية هي أراضي محتلة خاضعة لسيطرة المحتل ولا يجوز التصرف بها والقيام بمصادرتها.

وبالمقابل تتواصل الجهود الدولية من اجل عقد مؤتمر دولي للسلام في ضوء محددات وتوصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعاتها السنوية حيث دعا الأمين العام للمنظمة الدولية إلى التعاون مع اللجنة الرباعية الدولية ومجلس الأمن في ترتيبات لعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات لحل القضية الفلسطينية وضرورة إشراك جميع الأطراف الدولية المعنية في عقد مؤتمر السلام بهدف الانخراط في عملية سلام حقيقية على أساس الشرعية الدولية والمرجعيات المحددة بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967.

ومنذ الإعلان عن فكرة عقد المؤتمر الدولي لسلام تتواصل حملات الاحتلال الإسرائيلي من اجل محاصرة اي جهود دبلوماسية هادفة الى إنجاح عقد المؤتمر الدولي في ظل الرفض الأمريكي والإسرائيلي لفكرة عقد المؤتمر، وبالمقابل فان المجتمع الدولي ومؤسساته مطالبين بالعمل الجاد لوقف العدوان وإدانة الحرب المفتوحة على الشعب الفلسطيني وخاصة بمدينة القدس ومواطنيها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ولجم جرائم الاحتلال التي يرتكبها من هدم البيوت والاستيلاء على الأراضي وبناء المستوطنات وتهجير المواطنين الفلسطينيين أصحاب الأرض عن أراضيهم وإعلان الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني .

وعلى صعيد التحرك الفلسطيني فانه يتواصل العمل الدبلوماسي بجهود مضاعفة والتنسيق مع الأردن ويتم بذل كل الطاقات الممكنة من اجل إيصال صوت الشعب الفلسطيني الي المحافل الدولية وتجاوز مؤامرات ومخططات استهداف الحقوق الفلسطينية من خلال مخططات الضم التي تعمل حكومة الاحتلال على فرضها كسياسة امر واقع وكحل قائم بالقوة على حساب الحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني .

الموقف والوضع الراهن يتطلب العمل على إيصال رسالة فلسطينية للعالم اجمع قائمة على ان الشعب الفلسطيني هو صاحب القضية ويمتلك الحق بالدفاع عنها وحمايتها، ولذلك لا بد من الاستمرار في الجهود الدولية بالرغم من العراقيل التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي امام التحرك الدولي، ووضع خطط استراتيجية للتحرك السياسي والدبلوماسي والإعلامي على المستوى الدولي وضرورة مواصلة الحشد الدولي لإنجاح عقد المؤتمر الدولي للسلام وفك العزلة على عملية السلام، واستمرار الجهود الدبلوماسية الفلسطينية والتي حققت العديد من الإنجازات المهمة على هذا الصعيد في إيصال رسائل فلسطينية مهمة وخاصة على المستوي الأوروبي لدعم الاعترافات البرلمانية في بعض الدول الأوروبية والتي تشكل معول بناء من اجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفي محصلة الامر اننا نقف امام استحقاقات عملية السلام التي يجب ان تثمر عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

أهمية عقد المؤتمر الدولي للسلام وفي هذه المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية تشكل بداية لمرحلة هامة لإفشال السيطرة الإسرائيلية بكل اشكالها على أرض فلسطين ووضع حد لمشاريع الاستيطان وضم الضفة الغربية وحشد كل الطاقات الدولية لدعم السلام العادل والقائم في المنطقة على أساس منح الشعب الفلسطيني حقوقه العادلة.

سفير الاعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

infoalsbah@gmail.com

الخميس 29 أيلول / سبتمبر    2022.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com