“داعش” يستولي على عين الحلوة.. ماذا سيحلّ بالجنوب؟!

بيروت- الجديد:ـ  برز موضوع مخيم عين الحلوة مؤخراً وعاد إلى الواجهة بعد تغلغل تنظيم "داعش" فيه والحديث عن نيّته السيطرة عليه. الموضوع لا يمكن غض النظر عنه، فإذا سيطر "داعش" على المخيم، الذي يقع في المنطقة الفاصلة بين بيروت والجنوب، فإن لبنان سيكون أمام تطوّرات مأسوية دموية لا أحد يعلم كيف تنتهي. أهالي المخيّم ناشدوا الجيش اللبناني بقيادة جان قهوجي والأمن العام بقيادة اللواء عباس إبراهيم الدخول إلى المخيم وتخليصهم من هذا التنظيم الإرهابي الذي بات مصدر تهديد وخطر كبيرين. فما مدى قدرة واستعداد الجيش اللبناني على دخول المخيم لملاحقة ومحاربة عناصر "داعش" المتوارية بداخله؟ وهل يشكل المخيم ساحة معركة سهلة وآمنة بالنسبة للجيش؟ وفي حال نجح التنظيم الإرهابي بالسيطرة على المخيم، فهل سينجح أيضاً بقطع طريق الجنوب والسيطرة على صيدا والمناطق المحيطة؟!

دخول الجيش الآن إلى المخيم يشكّل خطراً كبيراً عليه، بحسب الباحث في شؤون الإرهاب، العميد الركن المتقاعد د. هشام جابر، ولا يجوز أن يقوم بأي عملية عسكرية غير مدروسة داخل المخيم لعدة أسباب منها:

– طبيعة المخيم الجغرافية، فهو كبير من حيث المساحة ويحتوي على أزقة كثيرة وضيقة كثافة سكانية عالية.

– وجود أكثر من 100 ألف شخص يسكنون داخل المخيم في المخيم.

– وجود مجموعات متعددة من الفصائل الفلسطينية والإسلامية (فتح الإسلام، جند الشام، كتائب عبد الله عزام، داعش، وغيرها).

ويشير جابر في حديثه لـ"الجديد"، إلى أن الجيش إذا دخل لتطويق داعش، فعليه الأخذ بعين الاعتبار أن عناصره ليست متواجدة في مكان أو موقع محدد في المخيم، كما أن الجيش سيقاتل بمفرده ولن تشترك فصائل المخيم معه لتطويق "الداعشيين". لذلك، فإذا دخل الجيش سيعلق بأفخاخ وكمائن وحرب شوارع لن يستطيع الخروج منها بسهولة، بحسب جابر.

وبناءً عليه، ينصح جابر (بصفته خبير عسكري) الجيش، بأن يقوم بدراسة الوضع الاستراتيجي والجغرافي للمخيم من كافة النواحي، وأن يحارب داعش في المخيم على طريقة "القضم" (مصطلح عسكري). ويوضح أن المخيم لم يعد كما كان في الماضي بل توسّع إلى الخارج (حي التعمير وأحياء أخرى أصبحت على حدود المخيم)، لذا فعلى الجيش أن يقترب باتجاهه خطوة خطوة ليتمكن من التضييق على داعش ومنعه من التمدد إلى الخارج.

أما في حال سيطر التنظيم الإرهابي على المخيم، وهو ما سيحصل قريباً ربّما غداً أو بعد أيام أو أشهر، بحسب جابر، فإن الخطر على طريق صيدا – الجنوب سيكون دائماً. ولا نعرف بأي لحظة تقوم هذه العناصر في المخيم بعملية اختراق. ويكفي، يتابع جابر، أن تقطع الطريق لساعات معدودة حتى تصبح المنطقة غير آمنة، ويصبح طريق الجنوب والأوتوستراد الذي يعتبر خط الإمداد الرئيسي لحزب الله بين الضاحية والجنوب غير آمناً، وذلك قد يكون استدراجاً للحزب للدخول في معركة مع المخيم، وهذا ليس جيداً خصوصاً أن ظهره غير محمي في صيدا، على حد تعبيره.

هذه فرضية قائمة، لكنها، بحسب العميد جابر غير مرجّحة، داعش لا يستطيع التوسع في الداخل الجنوبي، فمخيم عين الحلوة موقعه حساس ولكن غير استراتيجي، نظراً لأنه محاط بتلال كـ"المية ومية"، إضافة الى مناطق مسيحية كمغدوشة. لذا يعتبر جابر أنه في حال سيطر داعش على المخيم، سيكون عليه دراسة وضعه الاستراتيجي والتخطيط لكيفية الخروج منه والسيطرة على نقاط استراتيجية تحميه وتحمي المخيم من هجوم محتمل من الجيش اللبناني، كل ذلك قبل أن يفكر بقطع طريق الجنوب أو التوسع الى المناطق الجاورة.

وقد لا يتّخذ خيار التوسّع على الفور، أو في المدى القريب، فهو تنظيم ذكي جداً وقد ينتظر الوقت المناسب عندما لا يتوقّع أحد أن يخرج من المخيم، يوضح جابر، مشدداً على أن هذا القرار بيد التنظيم وحده وهو قد ينتظر شهراً أو أكثر للخروج من المخيم في حال سيطر عليه، وبعد ذلك من الممكن أن يتمدد أو يقطع الطريق أو يقوم بهجوم عسكري.

إذاً، فالظروف الآن غير مؤاتية ولا تسمح لتنظيم داعش الإرهابي بالانتشار في صيدا أو في الجنوب على المدى القريب (قبل 3 أشهر)، لكن احتمال سيطرته على المخيم، فهو وارد جداً ويبدو أنه بات قريباً. الأيام وحدها كفيلة بكشف ما سيحدث، ولنصلّي ألاّ يكون في صالح الإرهاب !

المصدر: الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com