لتشجيع عادة القراءة.. مخيم البريج: “الحكواتي” يروي قصصاً للأطفال في المناطق الشرقية المهمشة.. كتب/ حسن جبر

كانت المنطقة الريفية شرق مخيم البريج هادئة كعادتها عند الساعة التاسعة صباحا عندما التف أطفال “روضة الريف” حول شاب يعتمر الملابس التراثية الفلسطينية ويحكي لهم قصصا من الواقع تحمل كثير من القيم والمبادئ الجميلة التي يحتاجها الصغار.

في فناء الروضة الرملي جلس الجميع يصغون بانتباه شديد إلى إحداث قصة “السلحفاة والأرنب” التي يرويها الحكواتي الشاب زكريا درغام 22عاما بأسلوب شيق وجميل استطاع من خلاله ان يكسب قلوب الصغار الذين لا تزيد أعمارهم عن الخامسة وأمهاتهم اللواتي حضرن لمشاهدة العرض الأول ل الحكواتي.

وما أن انتهى الحكواتي الشاب من رواية القصة حتى صفق الصغار بحماس شديد طالبين المزيد من القصص والحكايات الجميلة لكنهم سرعان ما تحلقوا حول دراجة نارية “تكتك” تم إعدادها كمكتبة متنقلة تحمل القصص المخصصة للأطفال.

ويقول درغام ان مشروع الحكواتي يأتي ضمن مشروع تنفذه جمعية تطوير المرأة الفلسطينية في المخيم لتشجيع عادة القراءة في أوساط الأطفال وتنمية مهارات الخيال والاستماع لديهم في ظل الميل الشديد نحو وسائل التواصل الحديثة التي تحوز على اهتمام متزايد بين الأطفال.

وتابع : من خلال المشروع نذهب إلى الأطفال في المناطق المهمشة والبعيدة وفي مراحل متقدمة سنعطي الأطفال الفرصة لاستعارة القصص وإرجاعها.

وتقول رواد عبيد المشرفة في الجمعية أن مشروع المكتبة المتنقلة والحكواتي يسعى للوصول للاماكن المهمشة ، التي حرم أطفالها من جميع وسائل الترفيه من اجل زرع البسمة على شفاههم وتنمية القيم والأفكار في عقولهم منوهة إلى أن فعالية الحكواتي تأتي بالشكل الذي يرغب الأطفال في القراءة وينمي الخيال لديهم.

ويؤكد رئيس مجلس إدارة الجمعية جبر وشاح أن فكرة المكتبة المتنقلة والحكواتي تهدف بالأساس إلى تشجيع القراءة لدى الأطفال أمام محاولات الغزو التكنولوجي الذي أبعدهم عن الكتب والقراءة.

وأوضح أن الجمعية اشترت دراجة نارية جديدة وتم إعدادها على شكل مكتبة متنقلة وضعت فيها الأرفف والكتب والقصص الملائمة للأطفال الصغار على أمل أن يستمر المشروع ويتم في مراحل متقدمة توزيع القصص التي يسمعها الصغار في نسخ ورقية ليعود الطفل الى بيته ويروي القصة لأخوته وأهله في البيت.

وقال: سنحاول من خلال المشروع الذي تموله مؤسسة إيطالية، حماية الأطفال من حالة التشتت الفكري والثقافي والإدمان على مشاهدة الأفلام والألعاب التي بدأت تسيطر على اهتمام الأطفال بشكل متزايد.

وأعرب عن أمله في أن يتسع المشروع ليتم تعميمه على المزيد من رياض الأطفال والمدارس التي يرتادها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة والرابعة عشر مؤكدا تطلعهم للوصول الى 50 جمعية ومؤسسة أهلية تعمل في محافظة الوسطى.

وتابع: سنحاول خلال العام تنفيذ 320 لقاء للأطفال خلال العام في مناطق مختلفة خاصة التي لا تصلها خدمات مشابهة مع الأمل بزيادة الفعاليات والتواصل مع الجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com