المطران عطا الله حنا : سيبقى انتماءنا لهذا المشرق وستبقى أجراس كنائسنا تقرع مبشرة ومنادية بقيم المحبة والاخوة بين الانسان واخيه الانسان

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بأن كنائسنا في هذا المشرق العربي ستبقى دوما مبشرة بقيم المحبة والاخوة والرحمة والسلام والتآخي بين الانسان واخيه الانسان وستبقى أجراس كنائسنا تقرع مؤكدة على عراقة وجودنا وحضورنا وتاريخنا في هذه المنطقة وفي هذه البقعة المقدسة من العالم بشكل خاص .
لسنا بضاعة مستوردة من الغرب كما اننا لسنا أقليات في اوطاننا ومرجعيتنا ليست في الغرب ولم تكن في يوم من الأيام في الغرب بل هي هنا في هذه الأرض المقدسة وفي مدينة القدس بنوع خاص وفي هذا المشرق العربي .
لسنا من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية كما يسميها البعض كما اننا لسنا من مخلفات أي نوع من أنواع الحملات الاستعمارية التي مرت ببلادنا ومنطقتنا فنحن اصيلون في انتماءنا لهذا المشرق ونحن مكون أساسي من مكونات امتنا العربية فلغتنا هي اللغة العربية وانتماءنا هو الانتماء العربي ولن تتمكن أية قوة من اقتلاعنا وتغريبنا عن جذورنا الايمانية والروحية وعن انتماءنا العربي النقي الأصيل .
ان الشرق الأوسط الجديد الذي بشرتنا به الإدارة الامريكية هو شرق أوسط خال من المسيحيين تسوده ثقافة العنف والذبح والقتل وامتهان الكرامة الإنسانية .
الشرق الأوسط الجديد الذي تريده أمريكا هو شرق أوسط لا تكون فيه فلسطين موجوده على الخارطة وهي التي تعمل مع حلفاءها بهدف تصفية القضية الفلسطينية وابتلاع مدينة القدس .
لقد أُستهدف المسيحيون في مشرقنا العربي كما استهدف كافة المواطنين في ظل ما سمي زورا وبهتانا بالربيع العربي والذي في حقيقته هو ربيع امريكي إسرائيل بامتياز .
اما الكارثة الكبرى فهي ما يحدث في مدينة القدس التي تُسرق منا في كل يوم على مرآى ومسمع العالم الذي يتفرج علينا ولا يحرك ساكنا ، ما يحدث في القدس لا يمكن وصفه بالكلمات فالقدس مدينة يعمل الاحتلال على طمس معالمها وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها وتغيير ملامحها .
والفلسطينيون يعاملون في القدس كالغرباء ويراد لهم ان يتحولوا الى اقلية مستضعفة ومهمشة في هذه المدينة المباركة .
المسجد الأقصى مستهدف ومستباح وهنالك اخطار محدقة بهذا المكان اما اوقافنا المسيحية فحدث ولا حرج فهي تسرق منا بوسائل متنوعة ومختلفة وعبر أدوات اوجدها الاحتلال خدمة لمشاريعه واجنداته وسياساته .
انها الصهيونية الغاشمة والماسونية الشريرة التي تستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وتستهدف مدينة القدس ومقدساتها وهي أيضا التي تستهدف حضورنا المسيحي العريق في هذه الأرض المقدسة .
في الآونة الأخيرة تعرض المسيحيون في هذه الأرض المقدسة لحملات مشبوهة هادفة لاقتلاعهم من جذورهم الوطنية .
يريدوننا ان نتخلى عن عروبتنا النقية ويريدوننا ان نتخلى عن انتماءنا الفلسطيني ويريدوننا ان نعيش في غربة عن محيطنا وقضية شعبنا .
هنالك مؤامرة غير مسبوقة يتعرض لها المسيحيون في بلادنا وفي مشرقنا وهؤلاء الذين يستهدفوننا انما يستغلون مظاهر العنف والقتل التي مرت بها منطقتنا .
وبالرغم من كل الالام والاحزان والمعاناة التي مر بها المسيحيون في منطقتنا وفي بلادنا الا انهم لا يجوز لهم ان تنحرف بوصلتهم .
لا يجوز ان يكون ردنا على الشر بالشر وعلى العنف بالعنف وعلى الكراهية بالكراهية لان هذا يتنافى وقيمنا واخلاقنا ومبادئنا .
قوتنا نستمدها من قيم المحبة التي ينادي بها الانجيل المقدس والمحبة ليست ضعفا بل هي قوة والله محبة ومن احب الله وآمن به احب أخيه الانسان واحب وطنه ودافع عن قضايا العدالة والحرية والكرامة الإنسانية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .
هنالك من يريدوننا ان نتقوقع وان نعيش منعزلين عن شعبنا وعن هموم وهواجس امتنا ومن واجبنا جميعا ان نتحلى بالوعي والحكمة والمسؤولية والاستقامة لكي نميز ما بين الصالح والطالح ولكي نميز ما بين الخيط الأبيض والخيط الأسود .
لن نتخلى عن انتماءنا للامة العربية حتى وان تخلى عنا البعض وتآمر علينا البعض الاخر ، لن نتخلى عن انتماءنا للشعب الفلسطيني الذي قضيته هي قضيتنا وجراحه ومعاناته هي جراحنا ومعاناتنا كما ان تطلعه نحو الحرية هو تطلعنا نحن أيضا .
نوجه التحية لكم ونرحب بكم متمنين لكم إقامة طيبة في رحاب هذه الأرض المباركة التي اتيتم اليها من اجل زيارة الأماكن المقدسة والتضامن مع شعبنا الفلسطيني المظلوم .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه صباح هذا اليوم لدى استقباله وفدا من الرعية الارثوذكسية في الأردن والذين وصلوا اليوم الى مدينة القدس في مستهل جولة في الأماكن المقدسة في فلسطين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com