مع بدء الاقتراع.. مجالس أكثر تطرفًا ستقود المستوطنات

القدس  المحتلة- البيادر السياسي:- تجرى، اليوم الثلاثاء، في مستوطنات الضفة الغربية الانتخابات لسلطاتها المحلية، والتي تتم بالتزامن مع انتخابات البلديات والمجالس المحلية في “إسرائيل”، وتظهر معالم الحملات الانتخابية للمستوطنين في كافة أرجاء الضفة الغربية، سواءً من الأعلام واليافطات والصور لمرشحين وأحزاب يمينية وكتل استيطانية.

وأكد باسم حدايدة، الخبير بالانتخابات والحكم المحلي أن الانتخابات المحلية للمستوطنات تجرى على أرض فلسطينية وبين القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية، مخالفة بذلك القوانين والاتفاقيات الدولية.

وأشار إلى أنها تمارس فيها الدعاية الانتخابية وتطلق بها الشعارات التحريضية ضد الفلسطينيين، وتطلق يد المستوطنين لمزيد من العنف، وتغلق الشوارع ويعتدى على المواطنين الفلسطينيين وتلقى عليهم الحجارة تحقيقا لوعود انتخابية للمتطرفين المستوطنين، في حين يتوقع أن تمارس المجالس المنتخبة في المستوطنات مزيدا من الانتهاكات، فلا حدود لسلطاتها ولا قانون يردعها.

ستجرى الانتخابات في 23 سلطة محلية في مستوطنات الضفة الغربية، وقد عقدت أول انتخابات سنة 2008 وتعتبر هذه الدورة الثالثة لإجرائها في مستوطنات الضفة الغربية، وتجرى انتخابات السلطات المحلية كل خمس سنوات، ويتم انتخاب الرئيس بشكل مباشر فيما يتم انتخاب الأعضاء وفقًا لنظام للتمثيل النسبي، ويقدر عدد الناخبين في مستوطنات الضفة الغربية وشرقي القدس حوالي 400 ألف ناخب منهم 300 ألف في مستوطنات الضفة الغربية، وحوالي 100 ألف ناخب في القدس الشرقية سينتخبون ضمن بلدية القدس.

4 بلديات استيطانية ستجرى بها الانتخابات وهي مستوطنات (اريئيل، ومعاليه أدوميم، وبيتار عيليت، وموديعين عيليت) وتصنف هذه المستوطنات كمدن اسرائيلية تناظر مثيلاتها في اسرائيل.

كما ستجرى الانتخابات في 13 مجلسًا محليًا في مستوطنات الضفة الغربية وهي (جفعات زئيف، بيت أيل، كريات أربع، الكانا، الفيه منشه، كرنيه شمرون، بيت آرييه- عوفاريم، افرات، هار ادار، ايمانويل، معاليه افرايم، كدوميم، اورانيت).

كما ستجرى الانتخابات في 6 مجالس إقليمية في الضفة الغربية وهي ( غوش عتصيون، جبل الخليل، مات بنيامين، شمرون، ميجيلوت، وادي الاردن) وتشمل هذه المجالس الإقليمية حوالي 135 مستوطنة وبؤرة استيطانية في الضفة الغربية، ولكن الانتخابات تجرى عبر ممثلي المستوطنات ولجانهم لكل مجلس إقليمي حيث ينتخب المجلس من بينهم، حيث لا ينتخب المجلس الإقليمي بشكل مباشر من الناخبين المستوطنين.

ولا يشارك الفلسطينيون في شرقي القدس في انتخابات بلدية القدس حيث تقاطع الانتخابات ترشيحا وانتخابا، وذلك التزاما بموقف وطني بمقاطعة انتخابات بلدية القدس، وقد جرى مؤخرا مناشدات ونداءات بمقاطعة انتخابات البلديات القدس من نداءات ومواقف صدرت عن منظمة التحرير الفلسطينية والشخصيات الوطنية والدينية.

وتعتبر مشاركة فلسطينيين في شرقي القدس في أدنى مستوياتها، فقد كانت في عام 2013 تقل عن 2%، وتقتصر في غالبيتها على حاملي الهويات الإسرائيلية، ويتوقع في العام الخالي أن لا تزيد غن هذه النسبة.

ورغم المقاطعة الفلسطينية لانتخابات بلدية القدس إلا أن مرشحًا فلسطينيًا سيخوض الانتخابات وهو منتمي لحزب الليكود، حيث من الممكن دعمه من الأصوات اليهودية في شرقي القدس.

وتخوض الأحزاب الإسرائيلية جميعها الانتخابات في المستوطنات الإسرائيلية ويتقدمهم حزب الليكود والذي دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنصاره للمشاركة في الانتخابات، كما تتصارع الأحزاب الصهيونية واليمينية والدينية للفوز بأعضاء المجالس المحلية في المستوطنات في الضفة الغربية وخاصة في القدس، فالوجه الآخر للانتخابات في المستوطنات الصراع الدائر بين العلمانيين والمتدينين والحريديم الذي تزداد قوتهم في المستوطنات ويشكلون ما نسته 20 -25% كما هو الحال في القدس المحتلة.

وتلعب مؤسسات وجمعيات دور اللاعب الرئيسي والمحدد لتوجهات الناخبين في المستوطنات والتأثير على العملية الانتخابية ونتائجها، فمجلس المستوطنات (ياشع) الذي يمثل الحركة الاستيطانية والمستوطنات فهو قناة التمويل والدعم والجهة الرابطة بين الجهاز الحكومي والسياسي لإسرائيل والمستوطنات، يفرض أجندته وبرامجه، كما أن الحركة الصهيونية والمؤسسات الاستيطانية هي الأخرى مرتبطة بشبكة مصالح مع الأحزاب والمستوطنين، هذا بالإضافة إلى رأس المال والممولين من الأغنياء والبنوك والشركات التي لها مصالح تجارية ومالية في المستوطنات.

القدس ساحة الصراع الانتخابي الرئيسية للبلديات والسلطات المحلية، حيث يشتد الصراع بين الحريديم والأحزاب الدينية من جهة، وبين الحركات الصهيونية والعلمانية، والتي يتوقع ان تظهر في الجولة الثانية لانتخابات الإعادة لرئاسة البلدية، ويتمحور الصراع الانتخابي على رئاسة بلدية القدس بين ثلاثة مرشحين رئيسيين، هم: زئيف ألكين عن حزب الليكود وهو مرشح حظي بدعم بنيامين نتياهو شخصيا، وحسب خر استطلاع اجري فإنه يتوقع أن يحصل في الجولة الاولى على حوالي 20% من الأصوات، بيمنا المرشح الليكودي موشي ليون يتوقع حصوله على 20% في الجولة الأولى، وأوفير بيركوفتش عن كتلة هيروريت ويمثل توجهات الحركة الصهيونية يتوقع أن يحصل على ما نسبتة 29% من الأصوات في الجولة الأولى، والتوقعات تنحصر بين بيركوفيتش من جهة والكين وموشى ليون في الجولة الثانية، إلا أن الأحزاب الدينية والحريدية ستحسم الفائز في الجولة الثانية.

اليوم ستفتح صناديق الاقتراع في كافة المدن والبلدات الإسرائيلية ومستوطنات الضفة الغربية من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة العاشرة مساء حيث يبلغ عدد أصوات حق الاقتراع حوالي 6,650,000 مليون وستبدأ في المستوطنات إدارات جديدة سترسم ملامح جديدة للتطرف والعدوانية ضد الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com