ما لم يقل بوعد الظالمين !!!! وفيق زنداح

الثاني من نوفمبر من كل عام نقف امام هذا التاريخ الاسود … لنعبر عن حالة الغضب والاستنكار والاستهجان  لهذا الفعل المدان … ولهذا القرار الظالم مستخدمين ما لدينا من مفردات الرفض حول عدم احقية وزير الخارجية البريطاني باصدار وعده المشؤوم والاسود بتاريخ بريطانيا العظمى وسياستها الخارجية … ومخالفتها لكافة الاعراف والقوانين الدولية والانسانية .
الثاني من نوفمبر من العام 1917 م وفي ظل سيطرة بريطانيا العظمى على العديد من المناطق والدول … وما بعد اتفاقية سايكس بيكو بالعام 1916 م والتي قسمت المنطقة العربية ما بين القوتين الاستعماريتين بريطانيا وفرنسا … وما تم التمهيد له بحكم قرارات المؤتمر الصهيوني الاول الذي عقد في بازل بسويسرا بالعام 1897 م كقاعدة انطلاق للامبراطورية البريطانية ان تجد بسياستها الخارجية وبحكم مصالحها …. في اطار المصالح الاوروبية التي يريدون التخلص من اليهود وسيطرتهم الاقتصادية .. والذين وجدوا في فلسطين الكنعانية العربية ضالتهم وموضع اطماعهم ومخططاتهم الاستعمارية  …. متجاوزين وغير أبهين بجذورها الكنعانية العربية وتاريخها وثقافتها … وما قام عليه شعبها من حضارة تاريخية وانسانية وثقافية على مدار قرون من الزمن .. ارادوا بفعلتهم الشيطانية وتنكرهم للحقوق … وحتى تناقضهم مع القانون  … حتى وان كان في بداية تشكيله وتنظيمه والذي يحدد حقوق الدول والشعوب وعدم جواز الاستيلاء على ارض الغير بالقوة .
الكنعانيين الاوائل بكل جذورهم وتاريخهم … ثقافتهم واحلامهم الوطنية والانسانية … وبكل حضارتهم الذاتية في اطار حضارة امة  …. اراد المستعمر البريطاني ان يسلخ هذا الجزء الفلسطيني من هذا الكل العربي على ارضية الاوهام والاكاذيب والاطماع الصهيونية بأرض فلسطين .
جاءت بريطانيا العظمى وامبراطوريتها التي لا تغطيها الشمس باصدار قرار الظالمين السالبين السارقين … الذين اعطوا حقا ليس لهم … ولا يملكون منه لمن لا يستحق … ولمن ليس له حق بمحاولة شطب وتهجير وتشريد شعب بأكمله وتاريخ ذات جذور ووجود …. وقتل لسبل الحياة التي كانت تدب في فلسطين وشعبها وعلاقاتها بحكم الجغرافيا والتجارية البينية مع الدول المجاورة .
قرار ظالم واسود بالتاريخ … اعطي من لا يستحقون بأكثر مما يتمنون ويدعون  …. وما يرغبون وما يحلمون بأطماعهم وكوابيسهم وادعاءاتهم الكاذبة  …. بأن فلسطين أرض الميعاد بالنسبة لهم وهي ليست كذلك …. بل ان فلسطين أرض كنعانية عربية فلسطينية حدودها نهر الاردن من الشرق والبحر المتوسط من الغرب ورأس الناقورة من الشمال ورفح الفلسطينية من الجنوب … جغرافية وتاريخ فلسطين كما ثقافة وانسانية هذا الشعب التي لها جذور تاريخية … وثقافة غنية …..  وعاشقين لتراب هذا الوطن بجباله وسهوله اشجاره وزيتونه .
ان يقع ظلم بشري وتاريخي … سياسي وقانوني …. سيبقى بمقام النازية وفعلتها كما سيبقى بمقام من ضربوا هورشيما بالقنابل الذرية .
فعل ظالم بقرار الظالمين ليضع امام القوى الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا وصمة عار تاريخي … لن ينهيها الا عودة اصحاب الحقوق المسلوبة والشعب المهجر وتعويضه بكافة اشكال التعويض والاعتراف بدولته ووطنه .. كما الاعتذار العلني على ما صدر من بريطانيا من ظلم تاريخي ضد الشعب الفلسطيني … وان يشطب هذا الوعد الظالم … وان تصوب الحقوق وان لا يستمر الزمن الجاري بكل قساوته وضراوته وظلمه على شعب يطوق لحريته واستقلاله الوطني وحقه الدائم بالحرية والاستقلال والحياة  الكريمة .
كان وعدا ظالما اسودا غير من معادلة التاريخ والجغرافيا وفتح الابواب … وشرع القتل والتشريد … وجعل من غير الممكن والمستحيل …. ممكنا ومقبولا ومباحا ومقرا بارادة دولية في لحظة سرقة الحقوق … وغفلان  الحقيقة  …. وتجاوز الحقائق …. بصدور قرار اممي يعطي الحق باقامة دولة يهودية على ارض فلسطين العربية لكن هذا الحق كان مرتبطا باقامة دولة فلسطينية عربية لا زالت لم تتبلور وتتجسد بعد … بحكم استيطان واحتلال … عنصرية وارهاب ..  وتنكر صهيوني للحقوق الوطنية الفلسطينية .
فلسطين والسيطرة على ارضها … وطرد شعبها والتنكر لحقوقه … ومحاولة شطب تاريخه .. ثقافته … وتغيير معالم ارضه ومقدساته أمرا مرفوضا ومستنكرا … ولن يستمر وستتم مواجهته بكل قوى الخير والسلام … وبكل القوى المؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية والمتمسكة بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب العربي الفلسطيني .
ما كان مباحا ومستباحا في ظل وعد الظالمين … وبرغم قسوته ومرارته  …. وما حدث للمظلومين من نكبة كبرى لا زالت فصولها قائمة …  وتبعاتها مستمرة حتى يومنا هذا في ظل لجوء وشتات وفي ظل هجرة مفروضة … وفي ظل واقع حياة لا ترتقي الى ادمية البشر وفي ظل عدو مجرم يمارس العنصرية والارهاب … الخنق والحصار . وعدم القبول بأي تسوية سياسية تلبي الحد الادنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية .
واقع المشهد بفعل قرار الظالمين … بالنسبة لمن لا زالوا يظلمون  … ويقتلون  ….ويستوطنون ….ويشردون … لمن لا زالوا يرفضون السلام العادل … ويصرون على العدوان الاثم … لمن لا زالوا يرفضون الارض مقابل السلام … والذين يصرون على تحقيق ما يرغبون دون ان يدفعوا ثمننا  …. هو بالاساس الثمن الذي يجب ان يدفعوه بحكم احتلالهم وغطرستهم وتنكرهم لحقوقنا .
هذا اليوم وما قبل مائة عام وعام كان مذبحة وجريمة بالتاريخ …  والذي لم ولن يغفر لبريطانيا فعلتها وقرارها الظالم … والذي أعطي للظالمين أرض الاخرين وشرد أهلها … واحل غيرهم من المستوطنين من كافة اصقاع الارض .
جريمة تاريخية سياسية انسانية  …. لم يسجل التاريخ مثيل لها … لكنها سوف تشطب بفعل ارادة شعب يريد الحياة والاستقرار …. يريد الامن والسلام … ويريد ان يعيش في ظل دولته المستقلة بعاصمتها القدس .. شعب يثبت يوما بعد يوم انه يتطلع للسلام  … لكن بالمقابل أمامنا عدو يتجاهل كافة دعوات السلام … ويصر على العنصرية والارهاب المنظم .
<wafeq_zendah@hotmail.com>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com