سوريا .. ما أشبه الليلة بالبارحة.. ناهض زقوت

بعد عشر سنوات حرب بين العراق وإيران، خرج الجيش العراقي منتصرا، ولم يدمر كما أرادت أمريكا والدول الغربية، فكان يجب البحث عن طريق آخر لتدمير الجيش العراقي، تمكنت الولايات المتحدة من زرع الفتنة بين صدام حسين وبلدان النفط الخليجية، ورفضت تلك البلدان منح صدام حقوق العراق من النفط، وفي لحظة غضب وانتقام احتل الجيش العراقي الكويت، وكانت اللحظة الفاصلة المطلوبة أمريكيا لتدمير العراق وجيشه ونظامه، وكان لها ما سعت ودمر العراق واحتل كاملا في عام 2003.

ونحن اليوم أمام مشهد آخر من ذات السيناريو، بعد عشر سنوات من الصراع والقتال في سوريا ضد جماعات إرهابية ليست سورية مدعومة أمريكيا، هدفها إسقاط النظام وتدمير الجيش السوري، ولكن الجيش السوري خرج منتصرا، وما زال يلاحق الجماعات الإرهابية، لكي يدحرها في كل معاقلها على الأراضي السورية.

ورغم قيام “إسرائيل” بشكل شبه يومي بضرب مواقع القوات السورية بهدف إضعاف وأنهاك الجيش السوري، إلا أن الانجازات التي يحققها الجيش السوري ضد الجماعات الإرهابية المسلحة، جعلتهم في حيرة من أمرهم، على قدرة تماسك الجيش السوري وقوته، رغم كل ما يتعرض له من ضربات.

وهذا لم يرق لأمريكا و”إسرائيل”، لأن هدفهما تدمير الجيش السوري، كما دمر الجيش العراقي، لكي تخلو ساحة الشرق الأوسط من القوة العربية لصالح القوة الإسرائيلية التي تسعي للهيمنة وفرض قوتها وشروطها على البلدان العربية.

لهذا استغل الخطأ العسكري الذي أوقع الجيش التركي بين الجيش السوري والجماعات الإرهابية، وعندما قصفت القوات السورية الإرهابيين في إدب تساقطت الصواريخ على قوات الجيش التركي التي لا نعلم سبب تواجدها على الأراضي السورية.

 حرضت الولايات المتحدة حسب تصريحات مسؤوليها تركيا الحليف الاستراتيجي عضو حلف الناتو بالدخول في حرب مفتوحة مع الجيش السوري، تحت حجة أن القوات السورية اعتدت على جنود أتراك، ومن حق تركيا أن تدافع عن جنودها، هذا هو المعلن إعلاميا، أمًا ما يدبر في الخفاء فهو حماية الجماعات الإرهابية التي تعتبر شوكة في خاصرة النظام السوري، وتدمير الجيش السوري وصولا إلى إسقاط النظام تمهيدا لتقسيم سوريا، والاستيلاء على الغاز السوري في البحر الأبيض المتوسط.

ويبقى الموقف الروسي الداعم بقوة للنظام السوري، إلى جانب إيران، أن يعلنا موقفهما الواضح من التدخل التركي في سوريا، لأن الجيش السوري ينفذ قرارا دوليا صادر عن الأمم المتحدة يعطي الحق لسوريا في مواجهة الإرهابيين ودحرهم من أراضيها.

أن ما يحدث في ساحة ادلب هو خروج عن الإجماع الدولي، وتجاوز أمريكي تركي للقرار الدولي، كأني أرى ما حدث في العراق البارحة، يحدث اليوم في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com