وقفة قبل حدوث فاجعة جديدة!!.. د. ناصر الصوير

بداية من مكاني في مكة المكرمة، حيث أنا أؤدي مناسك العمرة أتقدم إلى إخواني وجيراني وأصدقائي وأحبائي عائلة زينو الكرام هذه العائلة المحترمة المتدينة الملتزمة التي يشهد لها القاصي والداني بحسن الخلق وحسن المعاملة والتدين أتقدم إليهم بأصدق مشاعر المواساة والدعم والعزاء لرحيل ابنتهم رهف وسيم زينو ابنة أخي وصديقي وحبيبي وجاري التي قيل أنها انتحرت بإلقاء نفسها من الدور الثالث من مدرستها حيث لقيت مصرعها .. وأؤكد من خلال خبراتي في المجال التربوي حيث عملت معلماً لأكثر من ١٥ عاماً وأعرف كل دقائق الأمور في مجال التربية والتعليم في قطاع غزة بل ربما أعرف معظم الممسكين بتلابيب الوزارة حالياً ما يلي:

أولاً: أؤكد أن أكثر من 80% من المعلمين والمعلمات غير مؤهلين إطلاقًا على العمل في المجال التربوي فهم عبارة عن خريجي جامعات حصلوا على معلومات في التخصص حفظوها عن ظهر قلب ونجحوا في الحصول على الشهادة حفظاً وبصماً لا فهماً وإدراكاً يفتقدون أصلاً لأسس العمل التربوي السليم وخبراتهم تكاد تكون معدومة في الأسس الصحيحة للتعامل مع الطلاب والطالبات بصورة تربوية سليمة.

ثانيا: الكثير منهم ومنهن مصاب إما بالقلق الدائم أو التوتر المرضي أو حتى الاكتئاب ولا يجد متنفسًا حقيقًا للتنفيس عن حالته النفسية السيئة أو المزاجية المتقلبة سوى التسلط على الطلاب والطالبات أما بالعقاب المفرط أو العقاب الظالم أو بالشتائم أو بالمعاملة السيئة المتسلطة أو بالتعذيب النفسي كالإهمال أو التوبيخ الدائم أو السخرية أو التحقير أو التقليل.

ثالثاً: معظم هؤلاء خصوصاً المعلمات يقمن بنقل مشاكلهن مع العنوسة وظلم الأهل أو ظلم الزوج أو والدته يعني حماتها إلى المدرسة فيكن كالبركان الهادر غضب وحقد وكراهية لكل من حولهن حتى لأنفسهن فتجدهن كالمركوبات بالجن والعياذ بالله نمردة وبهدلة وتعنيف وعقاب على الحامي والبارد  تفش غلها في بنات الناس الغلابة كما حصل مع المسكينة رهف.

رابعاً: لا شيء يعني هذه الفئة سوى الحصول على رضا المدير والموجه فتجدهم وتجدهن أكثر الناس على تجهيز دفتر التحضير ودفتر الدوام ودفتر التقويم ونماذج الامتحانات ودفتر العلامات ولكن كل ذلك على حساب المسيرة التعليمية والتربوية ومن وقت الحصص وليس في البيت أو في حصص الراحة للمعلم.

خامساً: دور المرشدين التربويين والمرشدات في المدارس يكاد يكون معدوماً فلا تجد له أثر في تحسين المسيرة التربوية وحل مشكلات الطلاب والطالبات بل ربما هو أو هي تكون سبباً في الكثير من المشاكل التربوية في المدارس.

سادساً: أدعو وزارة التربية والتعليم عدم دفن رأسها في الرمال تجاه هذه الحادثة الأليمة والقيام فوراً باستخلاص العبر بدلاً من محاولة التنصل والخروج بصك البراءة وعمل كل التحقيقات اللازمة والتعرف على الظروف والملابسات والخروج بنتائج تستهدف منع تكرار مثل هذا الحادث الأليم مستقبلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com