حتى لا تقع كارثة بيروت مرة أخرى!!.. بقلم/ سري القدوة

إن طبيعة ما يجري والظروف التي تمر بها الدولة اللبنانية يجعلها هدفا للاحتلال والتخطيط والاستهداف الإسرائيلي الدائم، وتلك الجرائم الكبرى ليس بمعزل عن مخططات الاحتلال بإثارة المشاكل وإبقاء الجبهة الداخلية اللبنانية مشتعلة وغير مستقرة وفرض حالة من الإرباك، ولقد كشفت الأحداث ونتائجها الكارثية الكبرى للانفجار الضخم الذي خلف أكثر من 100 قتيل حتى الآن، بالإضافة إلى 4000 جريح على الأقل وهز مدينة بيروت كلها، واقع التشابك الإسرائيلي وتداخلاته في الساحة اللبنانية والذي قدرت مصادر عسكرية إن 2750 طنا من نيترات الأمونيا في مستودع وما نتج عنها من خسائر باهظة في الأرواح البشرية وتصدع العديد من المباني الهامة بداخل العاصمة بيروت فكل ذلك يستدعي وبشكل عاجل التدخل الدولي من قبل المؤسسات الدولية لمساعدة الشعب اللبناني على تجاوز هذه الأزمة الصعبة وخاصة في ظل انتشار وباء كورونا ونتائجها بعد عمليات الاختلاط الواسعة وحالة الإرباك الناتجة عن هذه الكارثة وضرورة إيجاد حلول من قبل المجتمع الدولي لتجاوز هذه المحنة وتقديم الدعم العربي والدولي للشعب اللبناني حتى يتعافى من جرائم هذه الكارثة المروعة وخاصة في مجال الطاقة الكهربائية وإعادة إصلاح الميناء التجاري وعودتها للعمل سريعا.

إن الشائعات ونظريات المؤامرة حول أسباب الانفجار انتشرت بسرعة بعيد الانفجار وأن مدير الأمن العام في لبنان نفى رواية انفجار مستودع للألعاب النارية ورجح فرضية خطأ في مستودع يحتوي مواد شديدة الاشتعال، وبالرغم من ذلك إلا إن هذا التفسير لم يقنع جميع من تابع الحدث الضخم والتفجير الهائل الذي لم يحدث شيء كهذا في تاريخ لبنان كله حيث كان بمثابة زلزال رصدته أجهزة الكشف عن الزلازل في الدول المجاورة وهذا يدلل انه انفجار ناجم عن متفجرات ضخمة وتبقى الحقيقة بحاجة إلى إجراء تحقيقات جدية من قبل الحكومة اللبنانية والأمن العام في لبنان بل يتطلب الأمر ضرورة إجراء تحقيقات دولية لمعرفة سبب الانفجار وحتى يتم معالجة مسبباته كي لا تقع الكارثة مرة أخرى.

بيروت قصة كفاح شعب وحكاية تتوالد فصولها مع الاجيال، وبيروت المدينة الساكنة في الروح بدت وكأنها مدينة الموت فلا احد يشبه بيروت التي تعيش في وجدان كل فلسطيني حيث تابعت فلسطين ومعها كل البلاد العربية والعالم اجمع هول هذه الكارثة وما يجري في بيروت ووقوف أبناء الشعب الفلسطيني وخصوصا في بيروت جنبا إلى جنب مع أشقائهم الشعب اللبناني وعلى مقربة واحدة مع الشعب اللبناني ليتعايشوا مع المأساة ويتقاسموا رغيف الخبز وسرعان ما وقف الفلسطيني في طابور الانتظار الطويل ليتبرع بدمائه ولينقذ حياة مصاب.

ومع الأحداث المؤسفة والمروعة التي دفعت بيروت ثمنها فأننا لا نمتلك إلا وان نعلن عن كامل التضامن مع لبنان حكومة وشعبا إزاء انفجاري بيروت اللذين نتج عنهما عدد كبير من الضحايا وعدد ضخم من المصابين، وأننا نبرق بأحر التعازي وصدق المواساة للشعب اللبناني الشقيق داعين الله عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى ويلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان ويحفظ لبنان وشعبه من كل سوء، وأننا على ثقة أن لبنان الشقيق بقوة الإرادة والعزيمة والوحدة الوطنية سوف يتجاوز هذه المحنة التي ألمت بالشعب اللبناني الصابر وسوف يستعيد سريعاً عافيته ويعيد بناء ما دمره الانفجار ويتجاوز هذه الأزمة الصعبة وما نتج عنها من تدمير كبير للبنية التحتية في بيروت.

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

infoalsbah@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com