نحن نرفض أي تطبيع مع الاحتلال قبل حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً.. د . طلال الشريف

طالما حذرنا وطالبنا قيادة الرئيس عباس وحماس بتوضيح مواقفهم صريحة أمام الشعب الفلسطيني من مثل هذه الخطوات التي تلاعبت بالوضع الفلسطيني، وكيف يقبلون مبعوثاً قطرياً للتنسيق مع الاحتلال، والتدخل في الشأن الفلسطيني، وهي أي قطر  من دعمت وشجعت على الانقلاب الذي دمر الوحدة الفلسطينية، ما مهد الطريق لطرح صفقة ترامب التصفوية، وهم يعرفون أن لقطر علاقات مفتوحة مع تل أبيب وهي أكبر من علاقات دبلوماسية التي أعلن عنها في إعلان اليوم عن اتفاق لإقامة علاقات ديبلوماسية بين دولة الإمارات و”إسرائيل”.

  الإمارات كدولة ذات سيادة  تحدثت عن ربطها لهذا الاتفاق بإنهاء عملية ضم الأراضي في صفقة ترامب، وهذا شرط مهم يمنع ويوقف بنداً مهما لا يمكن. في حال تنفيذه من نجاح حل الدولتين.

إن وقف ضم الأراضي، ومنعه، وإلغاءه  يحافظ على الأراضي الفلسطينية ووحدتها.

 شرط وقف الضم في بناء العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وإسرائيل تمييز إيجابي لموقف الإمارات لم تقم به أي دولة أخرى، رغم رفضنا لخطوة التطبيع هذه.

نبهنا مرات عدة من طرح ترامب زمن الأربع سنوات لموافقة الفلسطينيين على خريطته والصفقة.

دعونا طويلاُ لإنهاء الانقسام والحذر من استمرار انقسام الفلسطينيين، وعدم وضع خطة للتصدي لصفقة ترامب، ولكن حماس وعباس واصلوا غيهم وإضعاف الموقف الفلسطيني، وقدموا أنفسهم بأنهم دون المسؤولية التاريخية للحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني وقضيته، ودون مستوى التصدي لمخططات تصفية القضية بسلوكهم هذا، حين ذهبا لمآرب حزبية على حساب قضيتنا وشعبنا، فأطاحا بالقضية الفلسطينية، وشجعا على التطبيع وغيره.

 رغم رفضنا لكل أنواع ومسارب التطبيع مع إسرائيل قبل الوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية،  فإن استمرار عباس وحماس في الانقسام سيشجع الكثيرين على أكثر من التطبيع، وهما المسؤولان عن كل ما يحدث لقضيتنا، بإهمالهما للشعب والقضية، وهما من يسمحان لقطر وغيرها التطبيع مع إسرائيل، بالسكوت عن هذه التحركات القطرية لمصالحهما الحزبية والشخصية، وباستمرار السكوت المريب عن علاقات فوق عادية لحماس وعباس مع قطر التي كان ومازال دورها الأخطر، وهي من وضعت خطة الانقلاب والانقسام الفلسطيني، وهي من قامت بإفشال كل مبادرات المصالحة الوطنية وأنهكت الحالة الفلسطينية، فلماذا سكتوا عن قطر والآن يزأرون على تطبيع الإمارات؟ في حين أن شعبنا كله يرفض التطبيع من أي كان وفي أي وقت قبل حل عادل للقضية الفلسطينية.

 هل نرى خطوات سريعة اليوم قبل الغد من حماس وعباس لنصدق مواقفهم من عملية التطبيع، ولاستعادة الوحدة الوطنية، ونقول إن المواقف العملية هي من توقف التطبيع وتستعيد زمام المبادرة وتواجه الصفقة، وليس بيانات الشجب والاستنكار، التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com