وفاة الصحافي والأسير المحرر المناضل الكبير مصطفى البربار أبو محمود رحمه الله واسكنه فسيح جنانه

كتب/ هشام ساق الله

 توفي قبل قليل الصحافي الكبير والأسير المحرر المناضل مصطفى محمود مصطفى البربار أبو محمود في مستشفى الشفاء بعد معاناة مع المرض وسيتم تشيع جثمانه غدًا الثلاثاء بعد صلاة الظهر وسيتم الصلاة على جثمانه في مسجد عمار بن ياسر بحي تل الهوا ويتم تشيع جثمانه إلى رحمة الله في المقبرة الشرقية وسيقام له بيت عزاء في برج الصحافيين .

أمس سالت عنه وعلمت انه يتلقى علاج في مستشفى الشفاء جراء جلطة حادة أصابته فهذا الرجل المحترم الصديق العزيز له معزة خاصة عندي وهو رئيس مجلس إدارة برج الصحافيين وكان لي فيها شقة شاركته وكوكبة من الصحافيين في التحضير لبناء البرج حتى سكن فيه كل المشتركين إلا أنا بعت الشقة قبل ان اسكن فيه لشقيقتي .

أتقدم بأحر التعازي الحارة من زوجته الأخت المناضلة خديجة أم محمود الفلسطينية التي عاشت في سوريا وهي كادر في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ومن أبنائه محمود نضال وثائر وقاسم وكريماته الدكتورة الصيدلانية سحر وأبنائهم وأحفادهم وعموم ال البربار الكرام في الوطن والخارج .

المرحوم مصطفى محمود مصطفى البربار ولد في عام 1947 في مدينة يافا عروس البحر وغادرت عائلته مدينتهم المحبوبة باتجاه غزه على أمل العودة والذي لم يقل أو يخفت بريقه العودة مرة أخرى إلى يافا تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس مدينة غزه مدارس الشجاعية والفلاح والزيتون وصلاح الدين التابعة لوكالة الغوث ثم الثانوية العامة في مدرستي يافا وكلية غزه ولكنه لم يستطع أن ينهي الثانوية العام بسبب دخول قوات الاحتلال الصهيوني واحتلالها قطاع غزه عام 1967.

أسس مع مجموعه من الشباب الفلسطيني الاتحاد الوطني لطلبة قطاع غزه وكان احد عناصر الجبهة الوطنية التي أسست بائتلاف فلسطيني يضم الحزب الشيوعي الفلسطيني وعدد من التنظيمات اليسارية واعتقلته قوات الاحتلال للمرة الأولى في بداية عام 1969 وحكمت عليه بالسجن الفعلي لمدة 8 شهور أمضاها في سجن غزه المركزي وتم إطلاق سراحه وسرعان ما عادت إلى ممارسة العمل الوطني وتم إعادة اعتقاله عام 1970 .

وكان الاعتقال الثاني أقسى وأصعب وواجه خلاله تعذيبا شديدا إلا أن أبو محمود كان من الذين صمدوا في زنازين الاحتلال وكان احد أبطال السجون وحكمت عليه محكمة الاحتلال الصهيوني بالسجن الفعلي لمدة عشر سنوات أمضاها كاملة وتم إطلاق سراحه في 10/8/1980 حيث دخل السجن شابا عمره 22 عام وخرج وهو عمره 33 عام وخلال اعتقاله تعلم المناضل أبو محمود تجليد الكتب واستطاع ان يحمي مكتبة سجن غزه من الضياع وجلد أكثر من ألف كتاب فيها وعالجهم بطريقه علميه بقي كل من اعتقل في سجن غزه يقرا تلك الكتب الرائعة وكان في داخل المعتقل يعلم الشباب محو الأمية من كتاب رأس روس وخاصة أسرى بدو سيناء الذين تعتقلهم قوات الاحتلال وقد تعلم الكثيرون على يديه في داخل المعتقل .

أبو محمود هذا الرجل الذي عشنا معه وتعرفنا عليه ونحن في بداية عملنا الصحافي كان لا يكل ولا يمل في سيارته الزرقاء الفولكس واجن ” الخبوشيت” التي كانت تتنقل وسط أصعب الظروف في الانتفاضة الأولى وعليها يافطة صحافه كان الكل يعرفها وهو يذهب من مستشفى الشفاء ثم الأهلي العربي ويعود على عمارة الصحفيين ثم يذهب إلى مكتبته في شارع اللد والرملة بجوار سوبرماركت أبو الكاس ويكرر العملية كل يوم عدة مرات .

زادته تجربته الاعتقالية على العودة إلى التعليم من جديد وسجل في جامعات الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت والتحق بكلية الصيدلة ودرس عامه الأول والثاني وعاد إلى الوطن ورفضت المخابرات الصهيونية السماح له بالعودة لإكمال دراسته في الخارج ولكن هذا لم يثنه عن القيام بأداء واجبه الوطني فالتحق للعمل في مهنة المتاعب الصحافة .

عمل أبو محمود مع صحيفة الاتحاد الحيفاوية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح وعمل في صحيفة الطليعة الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الفلسطيني والتي رئيس تحريرها عضو اللجنة التنفيذية المرحوم بشير البرغوثي وكان يوزع على المثقفين الفلسطينيين مجلة الكاتب التي تصدر في رام الله وصحيفة الوطن الصحيفة الحزبية السرية للحزب الشيوعي الفلسطيني .

وهو من الأعضاء الأوائل المؤسسين لرابطة الصحافيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وكان عضوا في نقابة الخدمات العامة ونشيط فيها أضافه إلى انه احد الأوائل الذين أسسوا مكتبه لبيع الكتب الوطنية التي كان يمنع الاحتلال الصهيوني وصولها للشباب الفلسطيني التواق إلى معرفة كل شيء عن وطنه وقد كان عضوا في الوفد الإعلامي التابع لوفد منظمة التحرير الفلسطينية المشارك في مؤتمر مدريد الذي عقد عام 1991 واحد قيادات الحزب الشيوعي الفلسطيني البارزين والمعروفين في قطاع غزه ترك العمل الحزبي وأعطى فرصه لجيل الشباب عام 1998.

مصطفى البربار احد المثابرين القلائل الذين ظل هاجس العلم يطاردهم ولم يستسلم للأولاد وأعباء الأسرة وكبر السن فقد التحق ببرنامج الدبلوم في الإعلام والعلاقات ألعامه وتخرج منه عام 99 ثم التحق بكلية الصحافة في جامعة الأقصى وحصل على بكالوريوس منها عام 2002 ثم التحق بجامعة القدس أبو ديس فور افتتاحه لفرعها في قطاع غزه وحصل على ماجستير في الدراسات الامريكيه عام 2006 .

والرائع جدا أبو محمود يعمل في وزارة المالية في السلطة الفلسطينية وهو مدير دائرة الإعلام فيها وقد تم تحويله للتقاعد ورغم ذلك فهو على صله وعلاقة حميمة بكل الصحافيين في قطاع غزه وهو رجل مجامل ونشيط ويراس مجلس إدارة برج نقابة الصحافيين في منطقة تل الهواء حيث تولى هذا الموقع منذ عام 1996 و تم إنشاء العمارة الأولى والأخيرة للصحافيين وحتى بدء العمل في هذا البرج عام 1999 وتم انجازه والسكن فيه عام 2002 ويسكن فيه 21 صحافي من أعضاء نقابة الصحافيين الفلسطينيين تم بنائها بنظام الجمعيات التعاونية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com