جنود مجهولون يقودون الدفاع عن المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان ضد وباء كورونا الخطير.. كتب/ أبو شريف رباح

مقدمة:

عام 1974 اتخذ قرار القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الشهيد الرمز ياسر عرفات بإقامة مستشفى الشهيد محمود الهمشري في مدينة صيدا اللبنانية، وكلف جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بإنشائه، ولكن الجمعية لم تستطع افتتاح المستشفى بسبب الأوضاع المادية الصعبة آنذاك، وأثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان قام العدو الصهيوني بالتمركز في المستشفى، وعند انسحابهم قاموا بتدمير المستشفى تدميرا جزئيا فقط لأنه يحمل اسم قائد فلسطيني كبير الشهيد محمود الهمشري، لكن الجهود استمرت وتمكنت من بدأ البناء وبدأ العمل في المستشفى في العام 1986، حيث أصبح مستشفى الشهيد محمود الهمشري اليوم من أهم مشافي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وأكبرها.

وكان لمستشفى الهمشري شرف التصدي للعدوان الصهيوني على لبنان والمخيمات الفلسطينية، من خلال فرق الإسعاف كانت تنقل الجرحى والمصابين أثناء الحروب التى خاضتها الثورة الفلسطينية ضد كيان الاحتلال الصهيوني الغاشم، وسقط لها عدد من الشهداء والجرحى أثناء توجههم لإسعاف مقاتلي الثورة الفلسطينية الذين كانوا يتعرضون للقصف الجوي الصهيوني في قواعدهم بالجبال والأحراش، حيث الدروب الوعرة الصعبة، وفي مرات كثيرة كان المسعف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ينقل الجريح على ظهره بسبب عدم وصول سيارة الإسعاف إلى المكان المستهدف.

واليوم كما الأمس يتصدى مستشفى الشهيد محمود الهمشري بقيادة الطبيب الإنساني رياض أبو العينين وفريقه لغزو جديد غير مرئي يحاول بشتى الطرق الدخول إلى المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.

وبالرغم نقص الإمكانيات وارتفاع الإصابات، يحرص مستشفى الهمشري وفرقه الطبية والصحية، على القيام بما تستطيع به من المهام المتوجبة عليها، وعندما استطاع فيروس كورونا التسلل إلى المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، تحرك الفريق الطبي لمستشفى الهمشري على الفور وقام بإجراء فحوصات لفيروس كورونا في كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية.

ومن هؤلاء الجنود الأوفياء لفلسطين وشعبها الذين ساندوا ووقفوا إلى جانب مستشفى الشهيد محمود الهمشري وإدارته وفريقه الطبي المتنقل من المخيم الى التجمع، ومن التجمع إلى المخيم، فخامة الرئيس محمود عباس ابو مازن رئيس دولة فلسطين، وسعادة سفير دولة فلسطين في لبنان عضو المجلس الثوري لحركة فتح الأخ القائد أشرف دبور، وقيادة حركة فتح في لبنان، وجنودا مجهولين كان لهم الفضل في إسعاف مصاب وشفاء مريض، ودعموا وساندوا جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومستشفى الشهيد محمود الهمشري بكافة الأشكال.

وبالرغم من عدم إعطاء الطبيب الفلسطيني حقه في العمل في لبنان وحرم من الانتساب إلى نقابة الأطباء اللبنانيين، ورغم أنه قد يتعرض للإصابة ونقل الفيروس إلى عائلته الصغيرة في المنزل وعائلته الكبيرة في المستشفى إلا إننا نجده في مقدمة الصفوف في عملية مكافحة وباء كورونا الخطير، والدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، بالإرشادات والتعقيم وإجراء الفحوصات في كافة أماكن تواجد أبناء شعبنا.

ومن منطلق الإخوة مع من فتحوا قلوبهم وبيوتهم للاجئين الفلسطينيين، تجدهم في كل مكان حتى ولو أنهم أطباء لا يستطيعون العمل في لبنان، فقد شاهدنا وشاهد العالم كله، الفرق الطبية والصحية الاسعافية التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وفريق مستشفى الشهيد محمود الهمشري، وعلى رأسه الطبيب الإنساني رياض ابو العينين في مقدمة الصفوف في المناطق التى تضررت بالإنفحار الهائل الذي ضرب مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، تسعف جريح وتنقل مصاب وتنقذ إنسان من تحت الركام، وفتحت مراكز الهلال الأحمر الفلسطيني في المخيمات باب التبرع بالدم للإخوة اللبنانيين، واستقبلت مستشفياتها عدد من الجرحى  المصابين.

وأنا هنا ليس بصدد أن أمجد أحدآ، وليس بصدد أن انشر إعلان لمستشفى الهمشري أو جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ولكن كتبت من أجل أن يعطى الطبيب الفلسطيني حقه في العمل، مثله مثل زميله الطبيب اللبناني خاصة في هذا الوقت الذي يشهد ارتفاع في الإصابات بهذا الوباء العالمي الخطير.

كل التحية والتقدير لأطباء فلسطين وشعبها وقيادتها الذين يكافحون اليوم ثلاثة فيروسات، فيروس الاحتلال الصهيوني، وفيروس كورونا الخطير، وفيروس التطبيع العربي المجاني مع العدو الصهيوني.

وهنا لا بد من مناشدة أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات بضرورة الالتزام بالإرشادات الصحية الصادرة عن الجهات المختصة في وزارة الصحة الفلسطينية، ووزارة الصحة اللبنانية ووكالة الأونروا وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان ومستشفى الشهيد محمود الهمشري، من أجل سلامة مجتمعنا وأبناء شعبنا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، ومن أجل تخفيف الأعباء عن الاطقم الطبية والصحية في المستشفيات خاصة في هذه المرحلة التي تشهد تسجيل إعداد كبيرة من الإصابات بفيروس كورونا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com