رثاء صديق عزيز,, فاجأتنا برحيلك.. عمر حلمي الغول

دون سابق انذار، ومن غير مقدمات قال لي أحد ابنائي قبل إفطار أول امس الإثنين الموافق الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك (10 مايو 2021): ماجد الريماوي مات؟! قلت له يا ابني ماجد الريماوي، مدير عام جريدة الحياة الجديدة؟ قال: نعم! قلت له الخبر مدسوس أو يمكن دعابة، او قد يكون لماجد آخر! بعد قليل عاد لي، وقال الخبر مؤكد ومنشور على أكثر من صفحة من مواقع التواصل الاجتماعي وعند اصدقاء مقربين لماجد! أسقط في يدي، وترحمت عليه، وعتبت على نفسي، لإني لم اذهب للقائه اليوم.

تأكد خبر رحيلك ايها الماجد، وفاجأتني كما كل مرة التقيك تفاجئني بأخبارك وهمومك ونشاطات السياسية والاعلامية. اتعلم يا ماجد خطرت ببالي ظهر يوم الاثنين عدة مرات، وقررت زيارتك أو الاتصال بك لالتقيك قبل العيد للدردشة المعهودة معك، والمعايدة عليك. لكن شيئا ما غير برنامجي. وكأن الله شاء رحيلك دون وداع أو مداعبة.

نعم رحل الصديق العزيز ماجد الريماوي، وبقيت روحه الطيبة والنبيلة ومشاغباته وعطاءه وتفاصيله المختلفة تملأ الذاكرة. كان ابو قصي محبا، ودمثا، وغيورا على الشرعية، ومدافعا امينا عن الثوابت الوطنية، رغم ان العديد ممن كانوا على تماس معه شككوا في ذلك، وطعنوا في مصداقية انتمائه وولائه للوطنية الفلسطينية، وكتبوا ضده كما كبيرا من التقارير الكيدية. ورغم انه كان يتألم وتحز في نفسه تلك الالاعيب الصغيرة والصفراء، إلآ انه لم يأبه بها كثيرا، وكان يخبرني عنها، وكنا نتفق على مقولة واحدة “يا جبل ما يهزك ريح” أو ” دع القافلة تسير واترك الكلاب تنبح” طالما الاخوة المعنيون يعرفون الحقيقة.

وكان كثيرا ما يتصل معي في ساعات الليل المتأخرة اما للمداعبة، او لإثارة بعض الأسئلة السياسية، او لطلب اللقاء شوقا، وفعلا عدما كنت اذهب للجريدة اخصص وقتا للجلوس مع الصديق ماجد للحوار، وكنا  نتداول في مواضيعه الخاصة والعامة، نختلف ونتفق أو نكمل بعضنا، وبقي حبل الود والصداقة اقوى من كل التفاصيل.

حزنت على وقوعه في بعض الهنات والاخطاء مع أصدقاء آخرين. لكنه لم يكن يريد ذلك، بيد ان الظروف الموضوعية عاندته، وجارت عليه، وأوقعته في ارباكات لم يشأها. لكنه خرج منها، وبقي مرفوع الرأس والجبين.

كان ماجد أحد اعمدة جريدة الحياة الجديدة، ومديرها العام من بدايات تأسيسها، ونجح في عمله الإداري بجدارة، ودافع عن موقعه بعطائه منقطع النظير، وواجه صعوبات وتعقيدات مع من تولوا مهام اشرافية في الجريدة، وفي كل مرة كان يخرج فائزا على خصومه، الذين ارادوا ايقاعه في بعض مكائدهم، وسعوا لإخراجه من المؤسسة الإعلامية الهامة. لكنه بقي صامدا ورقما هاما، وهم رحلوا.

ماجد ستترك فراغا كبيرا في الحياة الجديدة، وبين محبيك وذويك، لكن سيرتك الطيبة والأصيلة، ايها اليساري الايجابي ستخلد ذكراك، وسيبقى اسمك شامخا في اروقة جريدة الحياة الجديدة، ومرصوعا بالذهب الخالص تأكيدا على دورك وبصماتك الإيجابية في مسيرة الجريدة المركزية لمنظمة التحرير.

رحمة الله عليك ايها الماجد الأسمر رحمة واسعة، واحر التعازي القلبية لوالدتك واخوانك ولزوجتك وابناءك ولزملاءنا في الحياة الجديدة، الذين يغبطونك بمحبتهم وتقديرهم لدورك المميز في حماية الجريدة، والمحافظة على دورها الريادي وكمنبر اعلامي هام من المنابر الأساسية في الساحة الفلسطينية. لن اقول وداعا يا ماجد، لانك لم ترحل، وان غادرتنا جسدا، ستبقى ذكراك العطرة تظلل ايامنا القادمة.

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com