في الذكرى ألـ ٥٤  للاحتلال الصهيوني للقدس.. د. رشاد المدني

كان حلم احتلال القدس من أهم ركائز وأهداف الحركة الصهيونية  وفعلًا احتلت قوات المظليين الإسرائيلية القدس الشرقية في السابع من  شهر يونيو حزيران عام ١٩٦٧م  وسيطرت عليها بقيادة القائد الصهيوني مردخاي غور٠٠ وبذلك اكتمل الحلم الصهيوني بهذا الاحتلال الجائر٠٠ ومنذ اللحظة الأولى بدأت خطوات تهويد المدينة٠٠٠ وفي ٢٥ يوليو ١٩٦٧م أجرت السلطات الإسرائيلية إحصاءً عامًا لسكان القدس وأجبرت  جميع السكان خلال ثلاثة شهور على الحصول على بطاقة هوية كما فرضت قوانين عنصرية صارمة على السكان وممتلكاتهم وأراضيهم٠٠٠٠  وفي ٢٧ يونيو حزيران وافقت الكنيست على مشروع قرار ضم القدس الشرقية إلى اسرائيل٠٠٠ ومارست “إسرائيل” كل أنواع القمع والبطش والتنكيل  ضد أحياء القدس العربية وسكانها وكان من أهم هذه الأحياء حي المغاربة  الذي دمرته قوات الاحتلال وهجرت وطردت سكانه وهناك أحياء أخرى مهمة مثل حي الشيخ جراح وحي البستان وحي سلوان وحي بطن الهوى وحارة النصارى والبلدة القديمة وحي الطور ٠٠٠ويوم احتلال المدينة في السابع من يونيو حزيران وقف الزعيم  العسكري الصهيوني موشي ديان  وقف أمام المسجد الأقصى المبارك قائلا عبارته المشهورة ٠٠ ها قد عدنا إليك يا أورشليم ولن نبرحك أبدًا٠٠٠ مارست القوات الصهيونية أبشع أساليب القهر والعدوان والبطش ضد المقدسيين فمارست سياسة التطهير العرقي وطرد السكان من بيوتهم ومحاولة  الاستيلاء عليها مثل ما حدث ويحدث في أحياء الشيخ جراح  والبستان وبطن الهوى٠٠ وما زالت القوات الإسرائيلية والمستوطنون يقومون بالاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وساحاته ٠٠وعندما طفح الكيل الصهيوني وازدادت الاعتداءات والانتهاكات ضد الأقصى وحي الشيخ جراح وباب العامود٠٠ قررت  المقاومة الباسلة بكل حزم وعزم وجزم  التدخل وأمرت الصهاينة بالابتعاد وعدم المساس والاعتداء على المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح وهددت المقاومة أنها ستضرب المستوطنات في القدس وتل ابيب٠٠ ووجهت التحذيرات لنتنياهو من قبل المسؤولين في المقاومة٠٠ لا تلعبوا بالنار يا نتنياهو٠٠ ولكن دون جدوى ٠٠ وكانت قد انتهت المهلة التي  منحتها المقاومة للصهاينة وهي الساعة السادسة من يوم ١٠ مايو أيار ٢٠٢١م وانتهت فعلا المهلة فما كان من المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام ان وجهت ضرباتها الصاروخية نحو القدس وتل أبيب  وبدأت معركة سيف ااقدس التي استمرت اا يوما٠٠ وصمدت المقاومة وتحدت العدوان رغم الخسائر الجسيمة وما حدث من تدمير للأبراج والبيوت والطرقات والمفترقات والبنى التحتية والمؤسسات الصحفية والإعلامية  والمراكز الصحية والمقرات الأمنية  والشرطية ومصادر المياه والصرف الصحي٠٠  أنها الكارثة وفي المقابل لن تستطيع القوات الإسرائيلية أن تحقق أهدافها الإستراتيجية وهي  كسر شوكة المقاومة والقضاء عليها وفشلها الكبير في استخباراتها العسكرية وعدم قدرتها في استخدام الحرب البرية ضد قطاع غزة٠٠وتم التوصل لوقف إطلاق النار بين الجانبين٠٠ احتلت القدس عام ١٩٦٧م   وبقي الاحتلال بكل أشكاله  وانواعه٠٠ ولكن الظروف تغير الأحوال والقوي لا يبقى قويا  والضعيف لا يبقى ضعيفا٠٠وانتصرت غزة تكتيكيا وحققت الانجازات والمكتسبات وان شاء الله  النصر الكبير  وما ذلك على الله بعزيز٠٠ إن عدتم عدنا  وإن زدتم زدنا٠٠ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين٠٠٠ وما النصر إلا من عند الله٠٠ وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com