ثورة حتى النصر.. عبدالله نمر أبو الكاس 

 ثورة حتى النصر شعار أطلقته حركة فتح وكان دوما يردده الشهيد القائد والرمز الخالد ياسر عرفات في كل خطاباته ومنذ انطلاقة الحركة وبدايات عملها العسكري والكفاحي عام ١٩٦٥ وما قبل ،، ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي مغتصب الأرض الفلسطينية  ، وهذه العبارة مكون أساسي من شعار العاصفة الذي تتخذه حركة فتح رمزا وشعارا رسميا لها ،، وللدلالة على أن ثورتنا الفلسطينية مستمرة حتى النصر الذي لن يكون هذا النصر إلا بتحقيق الهدف المنشود  .

 فكم خاضت حركة فتح على مر تاريخ الثورة الفلسطينية من معارك ، وحروب ، ومواجهات ، وانتفاضات مع الاحتلال الإسرائيلي ،، وأحرزت فيها تفوق وتقدم على العدو الصهيوني ،، برغم قلة العدة والعتاد التي كان بحوزة مقاتلي فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية  ،، مقابل ترسانة عسكرية وآلة حرب صهيونية متطورة مدعومة من أقوى دول العالم وغير متكافئة مع مقاتلينا ولا وجه للمقارنة معها ، إلا أن مقاتلي حركة فتح كان بلائهم  حسنا في القتال والمعارك في كل مرة لتسلحهم بإرادة وقوة الحق المسلوب.

فكانت معارك وعمليات حركة فتح وفصائل منظمة التحرير ، تحرز تفوقا وتقدما ، وتكبد الاحتلال خسائر فادحة ،، وتنفذ اغتيالات لقادة الصهاينة ورجال موساده ،، وخطف الطائرات ،، وخطف جنود صهاينة في معارك كثيرة ،، وإنجاز أكبر صفقات التبادل للأسرى الفلسطينيين والعرب وغيرهم في تاريخ الصراع مع المحتل ، ولم تعلن يوما أنها انتصرت أو احتفت بنصر  ،، لأنها تؤمن بأن الثورة ستظل مستمرة حتى النصر ، والنصر بمفهومها هو أن يذعن كيان الاحتلال لشروط الثوار والمقاومين وتحقيقها بالكامل بعد كنس هذا الاحتلال الغاشم عن أرضنا ،، وتحرير أسرانا ،، وعودة اللاجئين والمهجرين ،، وتحرير القدس ومنع استباحتها ،  وإعلانها عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة ، حتى وإن كسبنا جولات في هذه المعارك المتواصلة فلا زالت الحرب مستمرة ومفتوحة .

ولن يكون النصر حليف أي كان في أي حروب ومعارك أو قتال إلا بتحقيق الأهداف الموضوعة لها كاملة غير منقوصة ،، وفي حالتنا الفلسطينية كيف لنا أن نعلن نصرا ،، ولازلنا نرزح تحت الاحتلال ، لازال يقتل فينا ،، ويعتقل منا ،، ويسلب أرضنا ،، ويهجر أهلنا ،، ويهدم قرانا ،، ويستبيح أعراضنا ،، ويسبي نسائنا ،، ويدنس مقدساتنا ،، ويحاصر شعبنا ،، ويعذب مرضانا ،، وينسف بيوتنا ومقراتنا ،، وفي كل جولة قتال نبادر بالإعلان عن النصر ،، ونحتفل بالانتصارات ويشاهد العالم احتفالاتنا ولسان حالهم يقول إن كانت هكذا الانتصارات ؟؟ فكيف اللا انتصار ؟؟ ولو كانوا الفلسطينيين حقا كذلك فلماذا يقاتلون مرات عديدة ؟؟ ولو أن في كل جولة قتال أعلنا نصرا على عدونا ، فلنكتفي بهذا النصر الذي يجب أن يكون حقق شروطنا وطموحنا ..

فالوقت لازال مبكرا لنعلن النصر والفوز ،، وثورثنا لازالت مستمرة وسننتصر فيها بإذن الله طال الزمن أم قصر ،، وإنها لثورة حتى النصر  .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com