إنهم يزيّفون التاريخ عياناً بياناً فأين أنتم.. بقلم/ د. محمد صالح الشنطي

 (متصحى يا سعد).. !

 اعذروني إذا استخدمت بعض العبارات الشعبية الدارجة في توصيف اللحظة التاريخية الراهنة  كما تصوّرها الأبواق الإعلامية المبرمجة لصالح أجندات معروفة و مقرّرة ، ثمة خلط و تشويه واستثمار لردّات فعل و غرائز بدائية و انسياق مع تيار فرضته شعارات المقاومة التي ضخّمت حجمها على نحو مبهر و مدهش  ليستفيد من ذلك العدو وحده في خلطة عجيبة  (سمك لبن تمر هندي) انتصار (نتمناه حقيقة لا شعارا) ولا نبخس المقاومة حقها ونتمنى ألا تحتكره – إن كان حقيقة – جهة بعينها تريد الهيمنة وإحلال الذين فشلوا في إدارة بقعة ضيّقة من الوطن أفسدوها وشرّدوا شبابها و (أنشأوا جيشا من المعوقين،  وآخر من المتسوّلين وثالث من المُترملين عبر إغراق البلد بالأزمات و المخدرات والاحتكارات لطائفة محدّدة وأنشئوا طبقة من المستغلين و المستهترين ) وهذا ليس رجما بالغيب وإنما حقائق تدعممها الوثائق و الوقائع ، وأردّد صرخة أبوعمار (ما تصحى يا سعد) والآن بعد كل ما حصل يطلع علينا من يسمون أنفسهم بالمثقفين و الأكاديميين بالعرائض و المبادرات و لمّا ينجلي بعد غبار المعركة عن الوجه الأخر الشائه للانتصار المزعوم الذي تروّج له الصحف العبرية و الناطقون و المحلّلون الجاهزون تحت الطلب ، كفى صمتا و مداراة و ممالأة و تماهيا مع الأجواء السائدة.

  وطنكم يتعرض لأبشع و أقذر مؤامرة ، هتافات وشعارات وبيانات و تظاهرات وصراخ و ضجيج ، قليلا من التفكير أيها العقلاء ، لا تقعوا في فخ الأكاذيب و المهايطات واتهام كل من يقول الحق بالصهينة و الخيانة .

 أنتم – أيها المدّعون – تكذبون وتزيّفون انتصارا موهوما نحن نسميه باسمه الحقيقي( صمودا شجاعا في وجه مسرحية تم تأليفها و إخراجها و تمويلها و إعداد الإكسسوارات لها و تهيئة ضحاياها بعناية فائقة و باحترافية متقنة.)

     لا سامح الله كل من شارك في إعدادها و تمثيلها ، كل ذلك من أجل سرقة ثورة الشيخ جراح التي شارك فيها أهلنا في الداخل و في الضفة و القطاع وأبيتم إلا إجهاضها  بعد أن استقطبت تعاطف و تأييد العالم حتى أمريكا من خلال تصدّيكم الأرعن لإشعال حرب جانبية تخدم أهدافكم و تحقق أجندتكم وتدمر وطنكم وتغتال نساءها وشيبها و أطفالها من قبل عدو لا يرحم خبيث مجرم  ، بمشاركة آثمة متآمرة من دول إقليمية أرادت أن تورّطكم لتخوضوا معركتها ،فرحتم تسدون لها الشكر و التقدير فهي ولية نعمتكم ، كل شيء على المكشوف و مع هذا من يسمون أنفسهم مثقفين و أكاديميين يزجون بأنفسهم في هذه المؤامرة السافرة :

                ما تصحى يا سعد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com