النيل شريان حياه المصريين هبه من الله

_______

                   بقلم

                __

         د.سيد حسن السيد

        الخبير الدولي للاتيكيت

        وآداب السلوك الإسلامي

  _______

إذا كان الماء هو سر الحياة لأنه  المكون الأساسي في تركيب الخلية التي هي وحدة البناء في جميع الكائنات الحية وبدون الماء لا تبقي  الكائنات علي قيد الحياة – قال الله عز وجل:

” وجعلنا من الماء كل شيء حي”

لذلك نجد أن الله جل شأنه هو المتحكم وحده دون غيره سبحانه في نزول مياه الأمطار وذلك  دليل علي رحمه الله الواسعة التي شملت جميع مخلوقاته من الكائنات الحية ولكي يؤكد الله عز وجل أن الماء  نعمه  لا يمنحها إلا الخالق وحده لمخلوقاته سواء كانوا بشر أو حيوانات أو نباتات أو غيرهم من الكائنات الحية قال تعالي :”  أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن ام نحن المنزلون “

حقا إن ما جاء بالقران الكريم يواكب ما يحدث في عصرنا الحالي وكل العصور ولنتأمل تلك الآيات الدالة علي ذلك

قال تعالي: ” وان من شيء إلا عندنا

خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم

 وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من

السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له

بخازنين”

 لقد أراد الله العلي القدير العليم بمواطن الأمور أن يؤكد أن ماء الأمطار الذي ينزله جل شانه ماهو إلا ملكيه عامه لجميع العباد ولا يجوز لأحد التصرف فيه كيفما يشاء حتى لا يتسبب في حرمان غيره أو إنقاص حصته من هذا الماء إكسير الحياة مثل ما يحدث  الآن في اثيوبيا التي تقيم سد النهضة علي منابع نهر النيل  لتخزين مياهه

ولما كان الله جل شأنه بحكمته الإلهية ينزل ماء الأمطار بمقدار معلوم علي حسب احتياج العباد له حتى لا تتعرض حياتهم  للخطر بسبب نقص حصتهم من المياه.وكان  منع المياه عن الغير وحرمانهم  منه يعتبر معصيه للخالق فأن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) منذ أكثر من١٤ قرن أدرك ذلك حينما قال :   “من منع فضل مياه منعه الله فضله يوم القيامة”

وعن عزوبه مياه الامطار و الأنهار   كان  رسول الله ( صلوات الله عليه) يقول حينما يشرب الماء :

” الحمد لله الذي سقانا الله عذبا

فراتا برحمته ولم يجعله ملحا اجاجا

بذنوبنا “

من المعلوم أن ماء الأنهار والأمطار عذب وصالح للشرب أما ماء البحار

مالح و لا يصلح للشرب لكن الله العلي القدير إذا شاء لجعل ماء المطر

 شديد الملوحة وهو ما أطلق عليه العلماء بعد ذلك ( الأمطار الحمضية)  وعن تلك الأمطار التي نوه عنها رسولنا الكريم ( عليه الصلاة والسلام)

وتم ذكرها في القرآن الكريم قال تعالي:

“لو نشأ جعلناه اجاجا فلولا تشكرون”

 ولقد سبق أن الله جل علاه قد نفذ وعيده بنزول تلك الأمطار الحمضية أي المياه الشديدة الملوحة حينما هطلت علي بعض  الدول الغربية ومنها السويد عام ١٩٦٧ واسكتلندا عام ١٩٧٧ وبريطانيا وكندا عام ١٩٧٩ ولوس أنجلوس الأمريكية عام ١٩٨٠ ولقد قال علماء الغرب وقت ذاك( من ذا الذي يستطيع أن يمنع نزول  الأمطار الحمضية ) هذا وقد أثبتت الدراسات العلمية التي تمت علي تلك الأمطار  أنها شديدة الملوحة ولا تصلح للشرب وتؤدي إلي احتقان الأغشية المخاطية للإنسان وتتسبب في تلف أنسجته كما أن تلك الأمطار الحمضية تتلف النباتات والأراضي الزراعية وكذلك الأنهار والبحيرات وتؤثرسلبا علي الحيوانات وتؤدي إلي موت الأسماك والقشريات مما يحدث خلل في النظام البيئي- عافانا الله

ونجانا من شر هذا البلاء فلنكثر

من الاستغفار ولنحمد الله علي مامنحنا من نعم. الذي سقانا الماء

العذب

 قال تعالي: ” وهو الذي مرج البحرين

هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج

وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا”

وقال سبحانه : ” مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان”

إن من الحكمة الإلهية التي ورد ذكرها بالآيات الكريمة  والتي حوت من الإعجاز العلمي ما يؤكد عظمه الخالق وقدرته وفضله علينا حينما جعل الله جل شأنه خط فاصل وهو( البرزخ) بين الماء العذب بالنهر وبين الماء المالح بالبحر رغم أنهما يلتقيان ولكنهما لا يختلطان وذلك حتى يظل ماء النهر العذب عذبا ولا يتأثر بملوحه البحر المالح لكي يستمر ماء النهر العذب  صالحا للشرب.في ظل الاستهلاك المتزايد للماء العذب بسبب التزايد المضطرد لعدد السكان علي مستوي العالم ولا سيما أن معظم الأنهار تصب في البحار .

 إذا كان الماء نعمه من الله وقد جعله الله ارخص موجود ولكنه في ذات الوقت يعتبر  أثمن واغلي مفقود لذا

فأن القران الكريم والسنة النبوية الشريفة تحض علي ضرورة ترشيد

استهلاكنا من المياه

قال تعالي :” كلوا واشربوا ولا تسرفوا”

 وليكن لنا في رسول الله الأسوة الحسنة الذي كان يتوضأ (بمد )اي ( ١.٥ لتر) من الماء ويغتسل (بصاع )أي  ( ٤لتر)من الماء

 .

وقد روي أن رسول الله (صلي الله

عليه وسلم) مر علي سعد بن أبي

وقاص ( رضي الله عنه) وهو يتوضأ

فقال له ” ما هذا السرف ؟ فقال سعد: أفي الوضوء سرف يا رسول

الله؟ قال :نعم ولو كنت علي نهر

جار”

 وقال(صلوات الله عليه ):” كلوا

واشربوا وتصدقوا في غير إسراف

ولا مخيله”

كم من كميات هائلة من المياه يتم

هدرها نتيجة فتح صنبور المياه علي

آخره أثناء الوضوء أو الاستحمام أو الاستخدام في الأغراض المنزلية

أو رش الشوارع وغسل السيارات

 وري حدائق الفيلات وملء حمامات

السياحة التي بداخلها

 ومن خلال تمسكنا بتعاليم الدين

يجب علينا ألمحافظه علي المياه

بالحد من الإسراف المنهي عنه مع  ضرورة ترشيد الاستهلاك  من

 جانب جميع المواطنين فضلا عن ضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام كوسيلة  للتوعية وتلك هي رسالة الإعلام  من أجل التخلص من العادات السلبية والسلوكيات الخاطئة التي تتسبب في هدر المياه مع تنظيم حملات توعيه للحد من استهلاك المياه الزراعية والصناعية والمنزلية مع الاتجاه نحو زيادة الموارد المائية من خلال تحليه مياه البحار الساحلية وأعاده استخدام المياه بعد معالجتها مع تجريم هدر  مياه الشرب وتلوث مياه الترع والمصارف     كما يجب اعتبار المحافظة علي مياه النيل  قضيه امن قومي في المقام الأول في ظل أحقيه مصرفي المطالبة  بحصتها من مياه نهر النيل لأنه شريان حياه المصريين منذ آلاف السنين كحق تاريخي لا يجب أن يمس وفقا للقانون الدولي مع عدم تقبل سياسة فرض الأمر الواقع بل مواجهه جميع  تحديات الوضع الراهن للحصول علي هذا الحق  من خلال  الجهود التي تبذلها الإرادة السياسية وبفضل إصرار وعزيمة قيادتنا الرشيدة

قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم):” سبحان وجيحان والفرات

والنيل كل من انهار الجنة”

  إذا كان  النيل هو نهر من الجنة رب الكون خالقه والمتحكم في سريان

 مياهه فمن يجرؤ أن يمنع قدومه وجريانه ولما كانت إثيوبيا قد أنشأت سد النهضة لتخزين مياهه فإن مصر لن تقبل  أي إجراء أحادي من إثيوبيا خاص بملء هذا السد  دون اتفاق معها ومع السودان كدول مصب

إذا كانت مصر وهي مهبط الديانات ومهد الحضارات ومجد الأمم وعماد الشرق الأوسط قد  استطاعت أن تستعيد هيبتها وعظمه مكانتها رغم كل التحديات وبعد أن حققت الكثير من الإنجازات الكبرى والعديد من المشروعات العملاقة الضخمة وقامت بتحسين علاقاتها الدولية ألسياسيه والدبلوماسية، فضلًا عن تصديها ومواجهتها للإرهاب بقوه والقضاء عليه فأن مصر بفضل قيادتها الرشيدة الطموحة ستظل مستمرة في تحقيق تنميتها المستدامة وحماية مقدراتها و مواردها و الرادعة  لمن يهدد أمنها  كما أنها قادرة علي إماطة أي أذى يمنع او يعوق دفع عجله تنميتها ونهضتها

وستبقي مصر المتمسكة بمبادئها  وقيمها الأخلاقية ومعدنها الأصيل  هي طوق النجاة والجابرة للخواطر والصانع للمعروف لمن يلجأ إليها بفضل قائدها الهمام الإنسان حفظ الله مصر وقائدها ونيلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com