غزة الأبية وأعلامها الكبار.. د. رشاد المدني

غزة مدينة العلم والعلماء منذ مئات السنين٠٠ غزة العزة والكرامة والصمود والمقاومة٠٠ غزة التاريخ والحضارة٠٠ غزة المروءة والشهامة٠٠ ام المعارك وأرض الانتصارات  والشهداء٠٠حماك الله يا غزة ٠٠٠ اليوم نتحدث عن احد أعلام وعلماء وهامات وقامات غزة  في العصر المملوكي٠٠فقد  توفرت  في غزة معظم  مظاهر الحركة  العلمية  والفكرية في عصر دولة المماليك من خلال عددا من العلماء الكبار الذين انصب اهتمامهم على العلوم التي ازدهرت في ذلك الوقت وكان هؤلاء العلماء يرحلون الى خارج غزة في سبيل طلب العلم في مراكز العلم المشهورة مثل القاهرة ودمشق والقدس ومكة والمدينة وينهلون من شيوخها ويلاحظ ان  العديد منهم قد اشتهر وذاع صيته خارج غزة حيث بلغوا شأنا عظيما فألفوا الكتب  وتسلم عديد منهم مناصب حكومية مرموقة مع ملاحظة ان بعض هؤلاء العلماء كان يرجع إلى غزة ويتابع مهامه الدينية والتعليمية تجاه أبنائها٠٠٠ من أشهر  وأعظم هؤلاء العلماء الذين برزوا في غزة وساهموا في ازدهار العلم والمعرفة والثقافة٠٠٠ العالم العلامة برهان الدين إبراهيم بن محمد بن بهادر بن احمد القرشي  أبو اسحق الشهير بابن  زقاعة الغزي٠٠ ولد في مدينة غزة سنة٧٤٥ هجري الموافق١٣٤٤م  واشتغل في بداية حياته بالخياطة وأقبل  على العلم بشغف منقطع النظير فأخذ عن جميع مشايخ عصره وعلمائه في مختلف العلوم والفنون  فقد عمل ابن زقاعة على تحصيل جل علوم عصره فكان مرآة لعلوم ومعارف ذلك العصر فهو عصر العلم والمعرفة والموسوعات والبناء والعمران وكانت مدينة غزة قد اشتهرت ان ذاك بوجود عدد كبير من العلماء الكبار فيها من مختلف العلوم والفنون٠٠ ويتضح ذلك في سلسلة شيوخه  وأساتذته الذين اخذ عنهم فلم يترك مكانا ولا مدينة فيها علم وإفادة إلا وشد الرحال اليها٠٠ فقد اخذ عن جميع علماء عصره في فلسطين بداية من مسقط رأسه غزة  فمدينتي القدس والخليل التي سكن فيهما ثن باقي مدن الشام ونال الإجازات من علمائها وأجازوه وذكر ابن زقاعة انه اخذ  القراءات عن العالم الإمام المقرئ شمس الدين محمد الحكري المتوفى سنة ٧٨٢ هجري الموافق١٣٨٠ م حيث قرأ عليه القراءات واذن له  في الاقراء٠٠ كما اخذ الفقه  عن بدر الدين القونوي وهو  الحسن بن علي بن إسماعيل بن يوسف القونوي الاصل٠٠ وتولع العالم العلامة ابن زقاعة الغزي بالأدب فقال الشعر ونظر في النجوم وعلم الحرف ومعرفة منافع النبات والأعشاب وعظم قدره وطار ذكره وبعد صيته خصوصا في مطلع دولة السلطان الملك الظاهر برقوق٠٠ من ٧٨٤هجري وحتى ٧٩١ هجري حيث استقدم من بلده غزة مرات عديدة لحضور المولد النبوي والمشاركة في الاحتفالات القائمة٠٠ وعرف الأديب والعالم ابن زقاعة الغزي بالخير والصلاح وكانت رياسته في علوم كثيرة ولا سيما علم النجوم وكان له حظ وافر عند ملوك مصر ونال من الحرمة والوجاهة ما لم ينله غيره من ابناء جنسه وله ديوان شعر فيه كثير من المدائح النبوية والقصائد الصوفية٠٠وعده الشيخ العالم  الأمام عثمان مصطفى الطباع من النبغاء الذين أنجبتهم غزة هاشم٠٠ وكان ابن زقاعة  اية في الطب والتشريح والفلك والادب٠٠استمر  العالم العلامة  الأديب والطبيب ابن زقاعة ينشر العلم والثقافة والمعرفة في داخل فلسطين وخارجها حتى وفاته في القاهرة سنة ٨١٦ هجري الموافق ١٤١٤م٠٠٠ المصادر  ابن العماد الحنبلي٠٠ شذرات الذهب٠٠ الجزء السابع٠٠ ص ١٧  وكذلك انظر  ابو هاشم ٠٠ عبداللطيف٠٠ ديوان ابن زقاعة الغزي٠٠ عمان٠٠ أروقة للدراسات والنشر٠٠  ٣٠١٤م ص١٠ وص ١١ كذلك ينطر عثمان الطباع٠٠اتحاف الاعزة٠٠ الجزء الاول ص٤٠ وص ٤١  انظر كذلك السخاوي ٠٠ الضوء اللامع٠٠للسخاوي الجزء الاول ص١٠٧ و١٠٨

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com