الاحتلال ينتج حكومة قائمة على الاستيطان الاستعماري.. بقلم/ سري القدوة

وأخيرًا صادقت الكنيست على تنصيب حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة التي يتناوب على رئاستها كل من رئيس حزب «يمينا» نفتالي بينيت أوّلا، ورئيس حزب «ييش عتيد» يائير لبيد وكانت الجلسة المخصصة لعملية التنصيب شهدت أجواءً عاصفة أثناء إلقاء الخطابات التي سبقت التصويت وبخاصة أثناء خطاب رئيس الحكومة نفتالي بينيت الذي قوطع مرارا من جانب أعضاء كنيست منتمين لأحزاب معسكر رئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو وبهذا التصويت ينتهي عهده وسوف يلاحق بعد الان قضائيا من قبل معارضيه في الوسط الحكومي الاسرائيلي .

وبرحيل نتنياهو وسقوطه سيكون مصيره أسوء بكثير مما سبقوه ولا خلاف على أنهم جميعا يحملون أفكار التطرف والإرهاب ويمارسون نفس العقيدة القائمة على ممارسات الاحتلال والنازية في الفكر والأسلوب والإستراتجية الأمنية وما من شك في تصنيف قادة الاحتلال فهم جميعا يمارسون جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم .

ومن اجل مواجهة هذا التطرف لا بد من توحيد الطاقات والجهود الفلسطينية لإفشال المؤامرات الإسرائيلية وممارسات المستوطنين وإطلاق أوسع فعاليات جماهيرية شاملة والزحف إلى القدس سواء من الضفة الغربية أو من داخل أراضي الـ 48 لمواجهة المسيرة الاستفزازية المنوي إعادة الترخيص لها والتعامل معها بكل أشكال المقاومة الشعبية والعمل بروح واحدة وبمسؤولية وطنية والتنسيق الكامل مع الكل الفلسطيني من اجل الحشد الشعبي لمواجهة تلك السياسيات العنصرية الإسرائيلية وضمان القيام بأوسع نشاطات وإطلاق الهبة الجماهيرية لتجتاح فلسطين التاريخية وفي قطاع غزة والضفة الغربية والساحات الأوروبية وقوفاً إلى جانب أهلنا في القدس وخلق أوسع شبكة تضامن عالمي مع القضية الفلسطينية وإطلاق العمل الدبلوماسي لحث دول العالم استنكار وإدانة هذا التحرك واستنكار الإجراءات الإسرائيلية لتهويد مدينة القدس وأهمية قيام المؤسسات الدولية بما فيها مجلس حقوق الإنسان ومحكمة الجنايات الدولية مباشرة التحقيق في جرائم الاحتلال وتنسيق المواقف ودعوة المواطنين الفلسطينيين إلى التوجه للمحاكم الموجودة في البلدان الأجنبية من اجل رفع دعاوي على سلطات الاحتلال الإسرائيلي واستصدار أحكام ضد الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني وهذا العمل يتطلب قيام منظمة التحرير الفلسطينية بإعادة تفعيل المؤسسات الفلسطينية وضرورة إطلاق الهيئة الدولية لمحاكمة الاحتلال لتتولي رفع القضايا ومساعدة المتضررين من الاحتلال بإقامة ورفع الدعواي أمام الجهات القانونية المختصة دوليا .

الشعب الفلسطيني سيتصدى لجميع المخططات والجرائم الإسرائيلية بما فيها مشاريع مصادرة الأراضي وهدم المؤسسات والمنازل وبناء وتوسيع المستوطنات الاستعمارية في القدس الشرقية المحتلة وفي عموم الأراضي الفلسطينية وسيواصل نضاله المشروع ضد أية حكومة ينتجها الاحتلال تدعم الاستيطان الاستعماري وتحاول النيل من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في الحصول على دولة مستقلة ذات سيادة وهنا وفي غياب الرؤية السياسية لدى الاحتلال لا بد من المؤسسات الدولية والدول الداعمة لقرارات الشرعية الأممية التدخل لحث حكومة الاحتلال وإلزامها بتنفيذ القرارات ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ووقف جميع أشكال التوسع الاستيطاني الاستعماري وكذلك محاولات تهجير سكان القدس سواء في حي الشيخ جراح أو سلوان وغيرها من الأحياء .

ولا بد من المؤسسات الدولية والأمين العام للأمم المتحدة اتخاذ إجراءات من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وضرورة الاستمرار لعقد مؤتمر دولي حقيقي للسلام من اجل وضع آليات لتنفيذ قرارات الشرعية وإنهاء الاحتلال العسكري الاستيطاني عن كل الأراضي الفلسطينية وتجسيد قيام الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها .

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

infoalsbah@gmail.com

الثلاثاء 15 حزيران / يونيو 2021.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com