من فضلكم لحظة صدق مع أنفسكم.. بقلم/ إبراهيم جوهر

إن مرحلة التعقيد الشديد التي وصلتها الأزمة السياسية الفلسطينية تفرض على الجميع الوقوف بصدق وشفافية أمام متطلبات المرحلة، ولعل من أهم متطلباتها القيام بمراجعات عميقة وحقيقية وصادقة حول مجمل تداعيات المرحلة السابقة القيام بمراجعات ضرورية وعاجلة وعميقة إزاءها، للوقوف على الأخطاء المرتكبة وتحمل مسؤولية ما هم مسؤولون عنه من تداعيات وإصلاح ما يمكن إصلاحه من مسارات خاطئة و إنهاء ملف الانقسام البغيض وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تخرج البلاد و شعبها من هذا العذاب اليومي والصراعات العقيمة.

بعض الأطراف السياسية اعتمدوا في إدارتهم على صنع الأزمة وتداولها مقدمين مصالحهم ومكاسبهم السياسية على وطننا وشعبنا الفلسطيني.

متى تنتهي هذه النكبة الكبيرة والمسماة بالانقسام اللعين ، في ظل ان البلاد تحتاج إلى أكثر من وحدة وطنية لتحصين الوطن من القوى العابثة والأجندة الخارجية ، نجد ان بعض الأطراف تواصل التمادي في صراعاتها بدل إيجاد حلول للقضايا الحارقة في البلاد غير مدركين ان فلسطين أمام أزمة سياسية حادة إضافة إلى الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية المتأزمة و تتجه إلى الانهيار الخطير.. حذار من لغة الاستقواء والمناكفة والعناد السياسي في ظل ان شعبنا يصرخ بعالي الصوت وبحاجر ملتهبة ويدعو الجميع إلى تحمل مسؤولية انقاذ البلاد ممن هو فيه في ظل التجاذب السياسي يظل الخوف على التجربة الديمقراطية مستمرا على خلفية المناخ السياسي المشحون و الصراع الأيديولوجي العقيم الغير محمود العواقب و الأطراف الفوضوية لا تدرك ان التهديد الحاضر لوحدة وطننا وسيادته واستقرار شعبه قائما ولم يبتعد ، إضافة إلى الأوضاع الإقليمية المتقلبة من حالة التقارب العربي مع الكيان الصهيوني المتسارعة ، و المحيط الإقليمي للبلاد مقلق ومضطرب جدا والمخاطر المحدقة والتوترات و استهتار البعض بمؤسسات الدولة، كل ذلك ينذر بأن إذا استمر الوضع على ما هو عليه سوف تغرق السفينة ومعها سيغرق الوطن بما فيه، لابد من تدارك الامر ووضع حد إلى المؤامرات التي ترسم في غرف الظلام ضد استقرار البلاد وتهجير أبناءه وتهويد ارض فلسطين وتفكيك التعايش السلمي من خلال زرع بذور الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد و زعزعة استقرار بلادنا الجريحة.. فإرحموا هذا الوطن الذي إذا تهاوى لا تنفع لا الكراسي ولا المواقع..!!

لا يمكن للوطن أن يبقى أسيرا للانقسام وعدم الاستقرار، فكلما زادت مدة الانقسام تراجعت فرص وصول البلاد إلى بر الأمان، وقد حان الوقت لتقدم الأطراف المتصارعة مصالح البشعب على مصالحها الشخصية و تجنيب الشعب ويلات إنهيار هو في غنى عنها.. و أعتقد أنه حان الوقت لكي تتحمل التنظيمات السياسية مسؤولية انقاذ البلاد و تهيئة المناخ الملائم لتشكيل حكومة وحدة وطنية والتوصل الى التوافق المطلوب لإنجاز مهام باقي المسارات بما يمكن من الخروج من عنق الزجاجة المتعفنة في أفضل الظروف.. ويستطيع هذا الشعب المسكين رؤية النور في نهاية هذا النفق الذي طال أكثر من اللازم.. إرحموا هذا الوطن ايها الساسة و إرحموا أنفسكم و إرحموا هذا الشعب المسكين و اعلموا جيدا أن إذا انهار الوضع فسينهار على رؤوسنا جميعا ولن ينجو أحد ٠ لا فتح ولا حماس ولا الجهاد ولا الشعبية ولا الديمقراطية ولا اي فصيل.
ألا يستدعي الخطر المحدق بنا جميعا أن يتخلى الجميع عن أنانياتهم ومصالحهم من أجل إنقاذ ضروري وسريع لهذا الوطن الذي يسير بأقصى سرعة نحو الهاوية ؟
لن تستطيعوا إصلاح وطنكم إلا إذا أصلحتم أنفسكم ايها الساسة.!! ولن يستقيم الظل والعود أعوج ٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com