الطلاق الصامت أو الطلاق الروحي 

المطلقان روحين هما زوجان يعيشان تحت سقف واحد ولكن مجردان من المشاعر والعاطفة يعيشان حالة برود لا يجمعهم الحب ولا الاحتواء ولا التفاهم أشخاص يتظاهرون بالقوة والتماسك أمام انفسهم وأمام الناس حفاظاً على الوضع الاجتماعي امام المجتمع ولكنهم أرواح متعبة لا يشعرون بالدفيء ولا حتى بالأمان واقع مرير وحياة مرة .وهذه المشكلة أصبحت منتشرة بشكل كبير في مجتمعنا العربي حتى لو انكرنا ذلك ….وكثيرة هي الأسباب التي تؤدي الى هذا النوع من الطلاق .
أهمها ..
البعد الجسدي والهجر ،وهو ان يعيش كل من الزوجين في غرف منفصلة فيصبح شعور عدم الأمان وعدم الاهتمام هي الفكرة السائدة عند احد الطرفين او كليهما .وهذا بحد ذاته يقتل الحياة الزوجية ويبني جدار متين من عدم التقبل ويولد شعور الكراهية والظلم ،، ومن الأسباب أيضا .
التقليل من أهمية الشريك ،،
والإهمال ،
أغفال حقوق واحتياجات الطرف الثاني ،،
التنمر واستعمال الالفاظ النابية ،والقاسية ،
النقد اللاذع ،
والاستخفاف بالشريك ،
انعدام الثقة،
والاختلاف الثقافي والفكري،
انعدام لغة الحوار ،
الشكوة الدائمة والنظرات القاتلة ….وجميع هذه الأسباب تؤدي الى حالة نفور ورفض للطرف الاخر وهذا الوضع له أثر سيء جدا نفسياً وعاطفياً وروحياً. وتأثيره أكبر على المرأة حيث ان الرجل يستطيع تعويض هذا البرود وهذه العلاقة بزوجة ثانية ،،
وانما يكون ذلك اكثر قسوة وأشد الماً على المرأة التي لا تملك الا الصبر ،،،،
ومهما حاول الطرفين إخفاء هذه الحالة من الطلاق الروحي عن الأبناء إلا وله تأثير سلبي وعاطفي وروحي وصحي عليهم حيث يعشون في جو مشحون بالكراهية والحزن والأفكار السلبية نتيجة عدم الاستقرار النفسي والأسري بين الأبوين ،،،
لذلك يجب البحث والعمل على إجاد حلول جذرية بين الزوجين لإنهاء هذا البرود والتباعد وعليهما التوصل الى طريقة تقربهما من بعض وتعيد الاحتواء وبناء مشاعر الحب والاستقرار والأمان بينهما.ومعالجة كل الأسباب والنظر الى مصلحة الأبناء ،،فهم الأساس و الأهم في حياة الوالدين .
وقد يكون الانفصال في كثير من الحالات هو الحل الأسلم للطرفين ولتقليل المشاحنة والكراهية والخصومة واجاد طريقة تواصل جديدة من اجل سعادة الأبناء فليس الطلاق دائماً سيئاً فالبعد يقلل التشاحن والخصام والتوتر لكل الاطراف
والله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز :
(فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)
وهذا هو اللائق بأهل الإيمان، وأهل المروءات والإحسان ،،،،
عبير المدهون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com