نوع جديد من المخدر.. محمود أبو شنب

سيقنعونك أن الفقر ليس عيبا وأن الله يحب الفقراء أكثر ، والنبي عليه الصلاة والسلام كان فقيرا ، وأن القناعة كنز لا يفنى ، وأن الزهد فضيلة ، وأن الطمع زذيلة ، وأن الطيبة هي رأسمال الفقراء ، وأن الأغنياء هم محض مصاصي دماء ؛ نوع جميل من المخدر والمخدرات ، ستجعلك تستمتع بفقرك ، تستلذ بحاجتك ، ترضى بضعفك وقلة حيلتك !! لن يحدثك أحد عن عثمان وجيش العسرة ، ولا عن طلحة وسخائه ، ولا عن الزبير وعقاراته ، ولا عن بن عوف وتجارته ، ولا عن بن أبي وقاص وصدقاته ، كيف سخروا اموالهم وتجارتهم الخاصة لصالح جيش المسلمين ومساعدة كل محتاج وكانوا اول الصفوف مع المجاهدين في المعارك رضوان الله عليهم أجمعين ، لن يحدثك أحد عن استعاذة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم من الكفر والفقر ، رغم عاش ومات وهو فقير ولا يوجد في بيته غير قوت يومه ، ولا أن اليد العليا خير من اليد السفلى ، ولا أن المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف ، بل سيقولون لك إنه لا بأس أن تكون ، فقيرا ، ضعيفا ، محتاجا ، فحينها ، لن تسأل ، لن تطالب أكثر من قوت يومك ، ولم يعطوك اكثر ما يجعلك على قيد الحياة انت وعائلتك وابنائك ، لترضى بالظلم وتقتنع انه العدل ، لتصل حد الانبطاح والاستضعاف ، لكي لا تكون مزعجا لهم ، لانك لو علمت وعرفت الحقيقة المفقودة ستصبح متطفلا ، متجاوزا لمكانتك وترفع صوتك وتطالب بحقوقك المشرعة بالنظام والدستور ومن الله ورسوله ، بعد ان سلبوك وصادروا حققك الشخصي في اختيار من يمثلك ويتحدث باسمك ، ويعيد لك كامل الحقوق التي يتمتع بها وامتيازاتها شخوصهم وعائلاتهم وابنائهم ، حينها تفكر ، وتخطط ، وتعمل ، وربما لا سمح الله تنتصر عليهم لانهم يعلمون ان الباطل واهله والظلم والظالم مهما علا وتجبر فلم ولن ينتصر على الحق !! كل الدعوات بان الفقر جزء من الصمود هو استهتار في كرامة الناس ٬ أو حياة الدون من العيش ٬ أو الهوان ، أو قبول البخس ٬ والرضا بالدونية ضريبة تدفعها للوطن ، قل لهم تعالوا وتعايشوا وتقاسموا معنا ومثلنا هذه الحياة المهينة انتم وعائلاتكم وابنائكم ، واعيدوا كل ما سلبتموه من اموال وشركات واستثمارت وعقارات ومشاريع وهي اصلا ملك للوطن والمواطن وتنازلوا عن حكم الناس بالقوة واغتصابكم السلطات كلها حينها نسمع لدعواتكم الفاجرة ٬ ودون ذلك كل ما تتحدثون فيه يراد منه تمكين حكم الظالم والظلم الاجتماعى وادامته ، وإرهاق الجماهير وعوام الناس البسطاء الطيبين وتسخيرهم فى خدمة الحاكم والفرد أو الجماعات التي تملك القوة والمال المتصارعة على كرسي المنظمة والسلطة ومجلسهما الوطني والتشريعي او على الاقل الاحتفاظ بتقاسم الانقسام وادارته بعيدا عن مصالح الوطن والمواطن وهذا كله نفاق وكذب وخداع وتدليس وتلبيس الحق بالباطل باسم الوطن والمواطن والدين والمقدسات ٬ لان الشعب يعرف بان الحاكم الفعلي هو المنسق الصهيوني عبر الوسطاء والوكلاء لكل شئ يدخل ويخرج من والى اراضي السلطة في غزة والضفة والقدس عبر التنسيق الامني المباشر وغير المباشر لتعزيز فكرة التعايش مع الاحتلال الصهيوني وابقاء الوضع القائم على ما هو مقابل السماح لدخول الافراد والعمال والمواد والاحتياجات الاساسية والخدماتية والمعيشية اليومية وما تسمح به الجهات الامنية الاسرائيلية وبتعليمات واوامر وتصريح وقرار من المنسق والحاكم العسكري الصهيوني عبر معابرها برا وبحرا وجوا ؛ الشعب والمواطن من يدفع الثمن في كل المراحل حربا وسلاما واستسلاما واتفاقيات وتفاهمات وهدنة طويلة الامد او قصيرة دون تغير وتحسين حياة الناس وخاصة المواطن الغزي الذي سيبقى تحت التهديد والاختبار واثبات حسن النوايا والقدرة والسيطرة بعدم ايذاء العدو الصهيوني من غزة ودول الجوار شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ؛ اليس هذا افتراء واستخفاف بعقول الناس وشرائع الله في كتابه الكريم وسنة وتعاليم رسوله ؛ كفاكم كذبا وقولوا للناس الحقيقة كما هي دون تجميل وخداع وهذا لا يعيب احد فيكم ومنكم واعتبروها استراحة مقاتل للتعزيز صمود المواطن واعادة الثقة لنفسه وبنفسه وبينه وبينكم المعدومة ووحدوا صفوفكم وارضكم وكلمتكم وخاطبوا العالم كله لانقاذ ما يمكن انقاذه لتحسين ظروف الناس في حياة كريمة كما عائلاتكم وابنائكم وكل الاجيال الشابة التي ضاع حاضرها ومستقبلها وهي تنتظر منذ ١٧ عام استعادة وحدة الوطن والشعب وانهاء الانقسام وهذا اضعف الايمان لان الصراع مع العدو الصهيوني على هذه الارض عقائدي وجودي بين الحق والباطل ؛ والنجاة من حالة الانهيار التي وصلنا لها الصدق والامانة والوفاء لله والوطن والشعب والمقدسات يا كل القيادات داخل الوطن وخارجه ؛ قال تعالى ( افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com