تكريس المذبح الجديد في كنيسة رقاد العذراء: ” حضور الله في وسطنا “

القدس – ابو انطون سنيورة –  ترأس الكاردينال راينر ماريا، رئيس الجمعية الألمانية للأرض المقدسة، القداس الإلهي الذي تخلله رتبة تكريس المذبح الجديد في كنيسة رقاد السيدة العذراء، وذلك يوم الثلاثاء 21 آذار 2023 الذي توافق مع عيد القديس بندكتوس. وشارك بالإحتفال المطران وليم شوملي، النائب البطريركي العام، والمطران بولس ماركوتسو، والأباتي نيكوديموس شنابل، رئيس الدير، بالإضافة إلى لفيف من  الأساقفة والكهنة وممثلين عن الكنائس.

“نبتهج اليوم معاً لتكريس هذا المذبح الجديد ولإنتهاء أعمال الترميم بعد عامين من العمل المتواصل في كنيسة رقاد السيدة العذراء الذي يشكل مكان للصلاة وسط مدينة تتوق إلى تحقيق دعوتها للسلام. تحقق صلوات  الرهبان البنديكتان الذين يقيمون في دير جبل صهيون دورا كبيرا في تحقيق هذا السلام، نحن نعلم هذا من “طُلبى السَّلام لأورشليم” المذكورة في مزمور 128 “السَّكينَةُ لِلَّذينَ يُحِبُّونَكِ! السَّلامُ في أَسوارِكِ، والسَّكينَةُ في قُصورِكِ”! هذه الكلمات تحمل الكثير من المعاني بالأخص لتلاوتها من هذا المكان المقدس”، قال المطران وليم شوملي، الذي شارك بالاحتفال نيابة عن غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين.

 

وحضر الاحتفال  ممثل السفارة الألمانية، وممثلون عن المؤسسات الألمانية في الأرض المقدسة، بالإضافة إلى عدد كبير من المؤمنين.

ترأس  الكرادينال  راينر القداس الإلهي ورتبة تكريس المذبح الخاصة بالكنيسة الكاثوليكية والتي تتم وفق كتاب اليتورجيا الذي اطلق عام 1961.

 شمل تكريس المذبح عدة محاور: الرش بالمياه المقدسة ودفن ذخائر القديسين والمسح بزيت الميرون المقدس واشعال البخور.

بدأت الرتبة بتلاوة طلبة جميع القديسين وخلالها يقوم الأسقف برش الماء المقدس على المذبح، يطلق على هذا الجزء من الرتبة اسم تنقية المذبح.

ثم قام بوضع رفات الرسل والكتاب المقدس المكتوب بخط اليد وكتاب قانون الدير للقديس بنديكتوس داخل المذبح الجديد، وختمه بفسيسفاء من صنع أحد المحسنين للكنيسة.من الجدير بالذكر أن هذه المرحلة من التكريس تشير إلى الليتورجيا كما هي معروضة في سفر الرؤيا للقديس يوحنا: ” رَأَيتُ تَحتَ المَذبَحِ نُفوسَ الَّذينَ ذُبِحوا في سَبيلِ كَلِمَةِ اللهِ والشَّهادَةِ الَّتي شَهِدوها”.

ثم، بعد  مسح  الجزء العلوي من المذبح بزيت الميرون المقدس تم وضع البخور على الصلبان الخمسة التي حُفرت في وسط المذبح وزواياه الأربعة، تمثيلاً لجروح يسوع المسيح الخمسة.

وأثناء حرق البخور على المذبح قامت جوقة كاتدرائية كولونيا بإنشاد أنتيفونيا من سفر الرؤيا: “وتَصاعَدَ مِن يَدِ المَلاكِ دُخانُ العُطورِ مع صَلَواتِ القِدِّيسينَ أَمامَ الله،” وتليها الكلمات: “تعال أيها الروح القدس واملأ قلوب مؤمنيك وأوقد فيهم نار محبتك.”

أخيراً تلا الكاردينال راينر كلمات صلاة التكريس التي تشدد على أهمية المذبح في تاريخ الخلاص. مشيراً إلى أن” المذبح يمثل حضور الله في وسطنا”.

في عظته، قارن الكاردينال راينر تكريس المذبح بتكريس الطفل خلال قبوله أسرار الكنيسة الثلاثة (المعمودية والمناولة والتثبيت) قائلاً: “بنفس الطريقة التي يتقدس بها المسيحيون ويصبحون جزءا من خليقة الله الجديدة، هكذا أيضاً يتم تقديس المذبح بزيت الميرون والماء المقدس”.

خلال الاحتفال، أعرب الأباتي نيكوديموس عن امتنانه للحكومة الفيدرالية الألمانية لتوفير الدعم لتجديد هذا الدير والكنيسة، حيث قال: ” المذبح هو قلب الكنيسة. وكجماعة مسيحية مؤمنة نقول نعم لهذا المذبح الذي يمثل يسوع الحاضر في وسطنا “.

كنيسة رقاد العذراء هي كنيسة كاثوليكية ألمانية. أعطيت قطعة الأرض هذه  للقيصر الألماني فيلهلم الثاني عام 1910، وتم بناء مبنى الكنيسة بشكل مستدير في الموقع حيث التي رقدت مريم العذراء، والدة الإله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com