المطران عطا الله حنا: إلى متى سوف تستمر جرائم القتل المروعة في بلادنا ؟

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن جرائم القتل مستمرة ومتواصلة فقد باتت ظاهرة شبه يومية وكأننا امام مشهد مروع بتنا نحصي عدد الضحايا كل يوم .

ان ضحايا جرائم القتل في بلادنا ليسوا ارقاما بل هؤلاء هم بشر لهم عائلات ولهم اقارب ولهم احباء يتحسرون عليهم ويشعرون بالألم والحزن العميقين واننا اذ نواسي الاسر المكلومة بفقد احبائها بسبب هذه الجرائم المروعة، فإننا نتساءل مجددا الى متى سوف تستمر هذه الجرائم ؟ والى متى سوف تستمر هذه الممارسات والافعال البشعة التي يندى لها الجبين والتي يقوم بها اشخاص ومجموعات يوصفون بأنهم مافيات الاجرام وهم كذلك ولكن اضافة الى ذلك فهم تخلوا عن اية قيمة انسانية او اخلاقية او روحية نبيلة .

الوصية الالهية تقول ” لا تقتل ” ومن يقتلون انما يعتدون على الارادة الالهية فخالقنا هو سيد الحياة والموت وهو الذي يعطينا الحياة وهو الذي يأخذها متى يشاء .

أما ان يأتي هؤلاء المجرمون لكي يقتلوا اشخاصا فهذا تعد على الارادة الالهية اضافة الى كونه جريمة مروعة وعملا بشعا يرفضه ويستنكره ويدينه كل انسان عنده قيم ايمانية او انسانية او اخلاقية .

الى متى سوف تستمر هذه الجرائم ؟ وما هو الحل فقبل ايام قام نشطاء بمسيرة لنعوش حيث ارادوا من خلال هذه المسيرة ان يعبروا وبهذه الطريقة عن رفضهم لجرائم القتل ولسان حالهم فلتتوقف الجرائم ولتتوقف ظاهرة العنف في مجتمعنا .

ولكن بعد هذه المسيرة استمرت الجرائم وكأن القتلة والمجرمين لا يرون شيئا ولا يسمعون شيئا فهم يعيشون في عالم اخر ، عالم الاجرام والابتعاد عن القيم الاخلاقية والانسانية النبيلة .

لا ندعو بالشر على احد بما في ذلك هؤلاء المجرمين بل ندعو من اجل توبتهم وهدايتهم وعودتهم الى رشدهم لكي يرموا اسلحتهم ولكي يكتشفوا بأن الله خلقهم لكي يكونوا دعاة خير وبناء ومحبة وسلام وليس لكي يكونوا مجرمين قتلة يروعون الناس ويدخلون الالم والحزن الى الاسر المكلومة .

نتمنى ان تتدخل الارادة الالهية القادرة على كل شيء لكي توقف هذه الظاهرة المأساوية ولكي توقف هذا النزيف الذي يؤلمنا ويحزننا جميعا ، أما الشخصيات الوطنية والاعتبارية والدينية وكل انسان مسؤول من موقعه يجب ان يقوم بدوره المأمول في تربية ابناءنا تربية صحيحة بعيدا عن روح الانتقام والجنوح الى العنف.

اما الشرطة فإنه يبدو انها لا تقوم بدورها المطلوب منها في هذا المضمار ونتمنى ونطالب بأن تقوم بدور أكبر من اجل ملاحقة هؤلاء ووقف حد لهذه الظاهرة المأساوية.

اعود واكرر بأن التربية يجب ان يكون لها دور في معالجة هذه الافة فالجنوح نحو العنف يدل ان الفاعل يعاني من خلل تربوي ولم يتربى على القيم الانسانية والدينية والروحية الصحيحة، ولذلك فإنه يعتبر القتل بطولة والاجرام تصفية لحسابات في حين ان كل هذه مرفوضة جملة وتفصيلا ولا يوجد هنالك ما يبرر هذه الجرائم بأي شكل من الاشكال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com