كيف يتأدب أطفالنا مع القرأن ؟

______

بقلم
د.سيد حسن السيد
الخبير الدولى للاتيكيت
واداب السلوك الاسلامى
______

اذا كنا الان نشكو من سلوكيات ابناؤنا الخاطئه التى يمارسونها ونعانى من تصرفاتهم السيئه المتكرره
التى تمادوا فبها حتى أصبحت
جزءا من عاداتهم السلبيه منذ
الصغر والتى يصعب تخلصهم
منها عند الكبر فى الوقت الذى
نحاول فيه تلبيه كل طلباتهم وسد
جميع احتياجاتهم فضلا عن تحملنا
لمصاريف دروسهم الخصوصيه فى ظل غلاء المعيشه وارتفاع الاسعار
وبمناسبه حلول العام الدراسى الجديد اذا كنا نحرص على شراء لهم
الكتب الخارجيه المبالغ فى اسعارها لتسهيل استيعابهم للمواد الدراسيه مع تحفيزنا المستمر لهم لتحقيق التفوق العلمى الا ان ذلك لايكفى حيث أنهم فى مسيس الحاجه للتحلى بمكارم الاخلاق لان العلم وحده لاينفع لبناء الشخصيه السويه السليمه كما قال الشاعر حافظ ابراهيم: –
(والعلم ان لم تكتنفه شمائل
تعليه كان مطيه الاخفاق )
( ولاتحسبن العلم ينفع وحده
مالم يتوج ربه بخلاق)

لذلك فأن الله عز وجل بحكمته الالهيه قد أصدر لنا أعظم كتاب لتهذيب السلوك الإنسانى والتحلى بمكارم الاخلاق وهو القران الكريم
كما أن نبينا الحبيب خاتم المرسلين
الذى بعثه الله ليتمم مكارم الاخلاق
كان خلقه القرأن وكان أيضا قرأنا
يمشى على الارض .

والسؤال هنا كيف يتأدب أطفالنا
مع القرأن ؟ ومن المسئول عن ذلك ؟

ان الاسره هى المسئول الاول عن تأديب وتهذيب سلوك الأبناء منذ مرحله الطفوله وخلال فتره تنشئتهم
الاجتماعية.

اذا كان القران الكريم هو دستور حياتنا ومنهج استقامتنا وهدايتنا كما انه يثبت فى نفوسنا عقيده الإيمان
بالله واليوم الاخر ويفتح أمام
عقولنا آفاق العلوم والمعارف الانسانيه
فمن آداب السلوك الاسلامى
ضروره تحبيب الأبناء من الصغر
فى القران الكريم – قال رسول
الله ( صلى الله عليه وسلم) :
” من قرأ القران وعمل به البس والديه تاجا يوم القيامه ضوءه
احسن من ضوء الشمس ”
ولقد أكدت الأبحاث والدراسات
المتخصصه فى علم الاجنه ان
الجنين يستمع لما يدور حول
الام ويتأثر به لذلك يجب على
الام الحامل عند تلاوتها للقرآن ان
يكون بصوت مسموع فقد ثبت أن هذا الصوت ينتقل إلى الجنين ويجعله اكثر حركه وسكينه فى رحمها كما أن الام التى تحرص على ارضاع طفلها على صوت تلاوه القران يجعله اقرب إلى وجدان الطفل واشد تأثيرا فيه وستجده اهدأ نوما لانه سيكون محفوفا بالملائكه بسبب تلاوه القران.

ومن آداب السلوك التربوى لتحبيب
الأطفال فى القران فى المرحله العمريه من ثلاث إلى خمس سنوات
ان يكون لهم علاقه وديه بينهم وبين
القران عن طريق التشويق والارتباط
اليومى من خلال سرد القصص
القرأنى لهم وذلك يتطلب انتقاء ما
يناسب عمر الطفل من هذه القصص
مثل ( أصحاب الفيل – قارون- سليمان والهدهد – أصحاب الكهف)
حتى يرتبط حب الطفل بالقصص
بحبه للقرآن اما المرحله العمريه
من سبع سنوات إلى الحاديه عشره
فيجب جعل القران موضع المسابقه
بين الأبناء لتشجيعهم عل قراءته
وحفظه باهدائهم جوائز لتحفيزهم
على القراءه والحفظ كما يجب توجيه سلوك الطفل لحب القران بالقدوه وذلك من خلال الإكثار من الاستماع إلى تلاوه القران أو قراءته وفى حاله انشغال الوالدين بقراءته وحدث ان قاطعهما الابن الصغير فلايجب زجره أو تعنيفه بل يجب ان يقولون له ان هذا الكتاب كتاب الله ويطلبون منه ان يقبله حتى يشعر الطفل الصغير بالود تجاه القرأن
ولتشجيع الأبناء على تدبر وفهم
معانى ايات القران يجب على الوالدين اقتناء كتب للتفسير المبسط
للقرآن التى تيسر لهم الفهم مع إجراء
حوارات معهم لمناقشة مدى استيعابهم لكلام الله كما أن قراءه
الأطفال للقرآن والعمل بما جاء به
فرصه لتحليهم بمكارم الاخلاق وتهذيب سلوكهم من خلال تعلم
الكثير من آداب السلوك الاسلامى
ومنها آداب الاستئذان من سوره
النور واداب السير فى الطريق من
سوره لقمان واداب الحديث من سوره
النساء واداب الطعام من سوره البقره

ولما كان الاعلام المرئ يعد من اهم العوامل التى تؤثرعلى سلوك الطفل والمتمثل فيما يتم تقديمه من برامج واعمال فنيه تلفزيونيه للاطفال فأن غايه مانتماه ان يعاد دور التلفزيون فى تقديم افلام كرتون تسرد القصص القرانى للاطفال باسلوب مشوق من أجل غرس القيم والمبادئ الاخلاقيه فى نفوسهم بعد أن غابت عن عالمهم
الافتراضى – كذلك تقديم الأفلام التى تعلم الاطفال بطريقه محببه آداب التحدث والحوار والسير والجلوس والاستئذان والطعام الوارد ذكرها فى ايات الذكر الحكيم بهدف تهذيب سلوكهم

حقا ان القران الكريم هو أعظم كتاب اصدره رب العالمين لتهذيب سلوك البشر أجمعين وسيظل القران مرشدا وموجها ومعلما لاداب السلوك
الاسلامى الى يوم الدين وحتى لا
يشكو الآباء والأمهات من سوء سلوك
الابناء

د/ سيد حسن السيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com