«الذكرى الستة والثلاثون لاستشهاد ناجي العلي»

كتب/ شريف الهركلي

ريشته مشرط يحاول استئصال الأورام الخبيثة من الأجسام الهزيلة، إن ذاكرة الشعب قوية بأصالتها وثوريتها ونقائها و وفائها المحفورة على صخور الوجدان
التي لايضيرها الرياح البلهاء!!
لن ننسى إحياء ذكرى استشهاد فنان ” الريشة والقلم” ناجي العلي الذي استطاع أن ينقش حروف التمرد والرفض من على جدران زنزانته ، ليثبتها في الوجدان الفلسطيني والعربي، كل الشكر لذاكرة أبناء شعبنا في الضفة الغربية وعرب ٤٨ وقطاع غزة وفي كل بقاع الأرض في العالم.
ستة وثلاثون عاماً مرت ولن تمر كأنها حدثت البارحة؟
ترك لنا حنظلة الشاهد الوحيد صبياً في العاشرة أدار ظهره للقارئ وعقد يديه خلف ظهره لايكبر ولا يلتفت حتى انتهاء حالة البلادة واللامبالة، حتى أصبح حنظلة بمثابة توقيع العلي ورمزاً للهوية الفلسطينية.
ناجي إرث ثوري وطني، بريشتك صنعت محتوى إعلاميأً أزعج العدو الصهيوني في مضاجعهم ، ليعيشوا حالة الهلع وموجة من الكوابيس المؤرقة لكيانهم الغاصب، لقد خلق العلي حالة من التضامن العربي والعالمي للقضية الفلسطيني ، وكأن ريشته مشرط يحاول استئصال الأورام الخبيثة في الأجسام الهزيلة برسوماته الساخرة اللاذعة التي كانت تحرج الكل ، خاصة الكيان المحتل ، لذلك قرر العدو الصهيوني اغتياله في لندن ٢٢ يوليو١٩٨٧م.
وسلب ريشته الجميلة بوطنيتها ظناً أنها الريشة الأخيرة..!! لكن الوطن يعج بآلاف الريش والأقلام التي التي تدعم المحتوى الوطني وتنعش الرواية الفلسطينية.

وتحاكي الشعب بكل مكوناته من سياسيين واقتصاديين واجتماعيين وفنانين وشعراء وكتاب بأقلامهم المدببة تطلق سهاماً في صدور العدو الصهيوني،
بلهاء راهنوا على خيانة الذاكرة الفلسطينية .. فلا نامت أعين الجبناء.
رحلت جسداً وبقيت روحك تحلق في سماء الوطن الحزين لفراقك وتركت حنظلة يدور في الأروقة والأزقة يحيي ويثبت فكرك الثائر
لم تمت يا صديقي لروحك السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com