“أونروا” وحدود الانهيار…اللاجئون ومفاتيح الأمن والاستقرار

كتب: عماد توفيق عفانة
مدير مركز دراسات اللاجئين

تركت الأمم المتحدة “أونروا” رهينة الدعم التطوعي من الدول المانحة، وهي تعلم انه لن يكون كافياً.
وحرمت الأمم المتحدة -بقرار امريكي-الأونروا من ادراج موازنتها السنوية ضمن موازنتها العامة، أسوة بمنظمات أممية أخرى.
بزعم ان “أونروا” منظمة مؤقتة، وها هو هذا المؤقت مستمر منذ 75 عاما.
وها هي الأونروا تحصد اليوم سياسة الأمم المتحدة غير المتوازنة، لتقف على حافة الإفلاس والانهيار.
تعلم الأمم المتحدة كما تعلم جميع دول المنطقة ان “أونروا” لم تعد مجرد منظمة إنسانية ذات بعد سياسي.
بل باتت تعتبر عاملاً للاستقرار في المنطقة، وانهيارها يعني بالضرورة انهيار الأمن والاستقرار في المنطقة
لا شك أن دعم وكالة “أونروا” هو مسؤولية دولية تقع على عاتق الأمم المتحدة لأنّها إحدى مؤسّساتها العاملة في المنطقة.
فإذا كانت الأمم المتحدة كمنظمة سلام عالمية، حريصة استباب الأمن والسلام في هذه المنطقة التي تعيش على فوهة برميل بارود، فعليها ادراج ميزانية “أونروا” كاملة ضمن ميزانيتها العامة.

لكن يبدو أن الأمم المتحدة ومن خلفها الولايات المتحدة، لن تقتنع بجدوى هذا الخيار، ما لم يقوم ملايين اللاجئين والقائمين على شؤونهم، بوضع حدود واضحة، وسقف محدد، لجهة وقف الأونروا لقطار تقليص الاغاثة والخدمات، قبل ان يشعلوا فتيل الانفجار، ليصبح الأمن والاستقرار في المنطقة أول ضحايا سياسة تجويع اللاجئين.
إذا كانت الأموال التي تلقتها “أونروا” في اجتماع المانحين قبل أيام في نيويورك لن تكفي لتقديم الخدمات المطلوبة حتى نهاية العام، وستكون مجرّد تغطية حتى شهر أكتوبر القادم.

فان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بداية من مخيم جنين نور شمس، وصولا الى مخيم عين الحلوة في لبنان، وقضية اللاجئين بشكل عام، ستكون أمام المؤامرة الأكثر وضوحا التي تستهدف شطب حق العودة، في إطار صفقات التطبيع التي يوشك العدو توقيعها مع دول عربية جديدة.

لم يعد ما تمر به الأونروا مجرد أزمة مالية قد تؤثر سلباً على مجال التعليم والصحة، أو قد تهدد الأمن الغذائي لمليون وسبعمائة ألف لاجئ في الأقاليم الخمسة، بل باتت مقدمة لشطب حق عودة نحو ثمانية ملايين لاجئي فلسطيني حول العالم، ستة ملايين منهم فقط مسجلين في دفاتر الاونروا.

يُذكر أنّ “أونروا” التي تتولّى شؤون نحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، أطلقت نداءً للحصول على 1.6 مليار دولار لعام 2023، إلّا أنّها لم تحصل إلا على 812.3 مليوناً فقط.

أيها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات اللجوء والشتات، أيها الثوار الفدائيون، أنتم تملكون مفاتيح الحرب والسلام في كل المنطقة، فلا تسلموا مفاتيح السلام بينما تستطيعون توظيف مفاتيح الحرب، الضامن الوحيد لحقوقكم وعودتكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com