الإرهاب الممارس بحق الفلسطينيين عبر التاريخ لن يحقق الأمن والسلام.. المحامي علي ابوحبله

الإرهاب نزعه شاذة في السلوك البشري لكنه في العرف الصهيوني لليمين المتطرف والمتصهينيين الجدد يعتبر الإرهاب ركيزة أساسيه يستند إليها نظام الفرد والمجتمع الاستيطاني الصهيوني ويعتبرها وسيله لغاية تحقق أهدافهم في سبيل ترسيخ وجودهم ومكانتهم على الخريطة الدولية ، إن ما يجري في غزة هاشم وما يرتكب بحق أهلنا في غزه من جرائم أباده يندى لها جبين البشرية وقد تعدى كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية المتعارف عليها في الحروب .
جرائم للقتل يفوق مناهج الإرهاب الحديث الذي يشهده العالم اليوم ، إن ماسي الإجرام والإرهاب الذي تحفل فيه بها سجلات التاريخ بحق الفلسطينيين على أيدي عصابات امتهنت الإجرام طريقا لتحقيق أهدافها لن تسقط بالتقادم ، وان الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني طيلة 75 عاما لن تمحى من ذاكرة الأجيال الفلسطينية والعالمية .
وما أعلنته حكومة الاحتلال الصهيوني من حرب على غزه استعملت فيها كل الأسلحة المحرمة دوليا وقد بلغت القنابل الملقاة على غزة في ستة أيام من بدء الحرب سبعة أضعاف ما ألقته القوات الغازية الأمريكية على أفغانستان
حرب انتقام وأباده تستهدف الشعب الفلسطيني بغطاء الدول الاستعمارية وفي مقدمة هذه الدول أمريكا الباغية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ،
تصريحات بلينكن في مؤتمر الصحفي مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني هي امتداد لتصريحات بإيدن المتصهين ودعمه اللام حدود لهذا الكيان الغاصب للأرض والحقوق الوطنية الفلسطينية وهي بمثابة صب الزيت على النار ” بلينكن لنتنياهو: “طالما الولايات المتحدة موجودة، لن تكونوا لوحدكم أبدا” جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك في تل أبيب: نتنياهو يكرر فرية حول “قطع رؤوس” أطفال في “غلاف غزة”، وبلينكن يقول لنتنياهو إنه “سنزودكم بذخيرة وصواريخ اعتراضية كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مزعم حول قيام مقاتلي حماس بـ”قطع رؤوس” أطفال في “غلاف غزة، يوم السبت الماضي. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.
واعتبر نتنياهو مخاطبا بلينكن: “جئت إلى شعب الأسود. حماس هي داعش ومثلما سُحق داعش، هكذا سيحصل لحماس”.
وخلال المؤتمر الصحافي طالب نتنياهو المجتمع الدولي “بالتنديد بحماس. ولا ينبغي على أي دولة أن تساعدهم، وتلك التي تفعل ذلك ينبغي فرض عقوبات عليها”. وقال بلينكن إنه “أزور إسرائيل ليس كمندوب أميركي فقط وإنما كيهودي، فجدي يهودي. ولذلك أنا أدرك على صعيد شخصي دلالة مجزرة حماس بحق الإسرائيليين واليهود، وبحق اليهود في أي مكان. ولا يمكن فهم هذا ولا استيعابه”. وادعى بلينكن أن “لحماس هدف واحد وهو القضاء على إسرائيل”.
وتابع بلينكن أنه “أدرك وأتماثل مع ألم ومعاناة إسرائيل”. ورحب بتشكيل حكومة الطوارئ في إسرائيل وقال إن “إسرائيل ستحصل على مساعدات أخرى بكل ما تحتاج إليه”.
بلينكن لا يرى إلا بعين واحده وتجاهل بالمطلق ما تقوم به آلة الحرب الصهيونية المدعومة من بلاده أمريكا وهي تدمر وتقتل المدنيين أحياء غير عابئين بما يرتكبونه من جرائم وخرق فاضح لكل القوانين والمواثيق الدولية ، وبكل بجاحة واستخفاف بأنظمة الحكم في العالم العربي والعالم يقول من لم يكن معنا فهو ضدنا وهي صلف وغرور ما بعده غرور
الخطاب الصهيوني المتمثلة في تصريحات رئيس حكومة اليمين الفاشية وتصريحات بلينكن وغيرهم تعبر عن دور الضحية والظلم الذي لحق بهم على يد النازية متناسين الظلم الذي يلحق بالشعب الفلسطيني على أيدي المتصهينيين الجدد ومتناسين أن الاحتلال بحق ذاته إرهاب وأن ما تمارسه الآلة العسكرية الصهيونية وحرب الإبادة التي تشن على غزه والضفة الغربية هو الإرهاب بعينه .
إن استعادة مقولة الضحية التي أصبحت مستهلكة. ولعل الدافع إلى قول هذا الرغبة في صون صورة الضحية، واستدرار العطف الدولي بحيث أصبحت الهولوكوست والنازية بغية تمكين البعد العاطفي، علاوة على مخاطبة الذاكرة الغربية المسكونة بعقدة الذنب، والمنظومة التي اتصلت بها، وبذلك فقد أضحى هذا النسق شكلاً من أشكال الاستغراق بصيغ هذه الثنائية، وهنا أستدعي ما أشار إليه المفكر اليهودي زيجمونت باومان في كتابه «الحداثة والهولوكوست» بأن اليهود يتعاملون مع الهولوكوست بوصفه ملكية لليهود، ويجب أن يستخدم من قبل إسرائيل – فقط – من أجل تحقيق شرعيتها، وإكسابها شرعية لجرائمها بحق الشعب الفلسطيني تحت ما بات يعرف ” حق الدفاع عن النفس ”
تركز الدعاية الصهيونية مقولتها على أن النساء والأطفال والعجائز، ويشددوا على أن بعضهم من كبار السن الذين نجوا من النازية، وأنهم ذهبوا إلى فلسطين هرباً من خطر النازية، وبذلك يتوجهون إلى مركز الوعي الغربي، ومن ثم عمل على ربط المقاومة الفلسطينية بالنازية والإرهاب، وهو نمط من التزييف يعتمد مرجعية حساسية الإرهاب لدى الغرب، بالتوازي مع عقدة ذاكرة النازية، في حين يشير جمع من المثقفين كما منظمات دولية، كمنظمة العفو الدولية و«هيومن رايتس ووتش» بأن هذا التوظيف للهولوكوست يستخدم لقمع المدافعين عن حقوق الإنسان – كما جاء على موقع مركز مالكوم كير ـ كارنيغي للشرق الأوسط – في حين يشير الراحل شفيق ناظم الغبرا في مقال نُشر في صحيفة «القدس العربي» بعنوان «أيديولوجيا العنف الإسرائيلي ومعنى الهولوكوست» بأن التعريف الجديد للاسامية من قبل الخارجية الأمريكية يعتبر أن مجرد «المقارنة بين جرائم النازيين مع السياسات الإسرائيلية الراهنة» عداء للسامية.
يسعى قادة الكيان الصهيوني ومعهم المتصهينيين الجدد في أمريكا استثمار ثنائية خطابية، وبمعنى الانتقال من نموذج الضحية إلى الجلاد بهدف تحقيق شرعية وجودهم وحقهم بالدفاع عن أنفسهم في مواجهة ما يدعونه محاربة الإرهاب ، هذا في حين يتجاهل العالم بأنه من حق الشعب الفلسطيني أن يقاوم المحتل، وهذا نهج لا يختلف عليه اثنان، وتنصّ عليه المواثيق الدولية، غير أنّ المعضلة حين تتقاطع تلك المقولات مع ارتهانات سياسية ذات طابع ينهض على المصالح لا القيم، فالغرب يتوقف أو يتعطل (عقله) حين يتعلق الأمر بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فيكثر الحديث عن المفاوضات، والحل السلمي الذي تعطله إسرائيل من عقود، وهذا مما يُعري هذا الخطاب المتسم بسياسة الكيل بمكيالين ، وما تحريك البوارج الأمريكية إلى شواطئ فلسطين سوى محاولة تكريس هذا البعد، بل إن هذا يبدو جزءاً من تأكيد هشاشة هذا الكيان الذي يحتاج إلى كل هذا الدعم، كونه لا ينهض على شرعيّة حقيقية، فوجوده ما هو إلا تلفيق تاريخي تواطأت عليه جملة من الأنظمة ذات الخلفية الاستعمارية في العالم.
مسلسل الصراع الدامي يتمحور في أن جميع حكومات إسرائيل منذ نشأتها واغتصابها لأرض فلسطين وإقامة الكيان الإسرائيلي منذ ذاك التاريخ ولغاية الآن حاولت أن تلغي وجود الآخر وتتنكر للحقوق التاريخية والوطنية للشعب الفلسطيني في فلسطين وحرب الإبادة التي تتعرض لها غزه وحرب المستوطنين وارهابهم في الضفة الغربيه يندرج ضمن هذا المفهوم وفي هذا السياق .
لم تتعظ حكومات الكيان الإسرائيلي من حقائق التاريخ وان الحقوق لا يمكن اغتصابها وان القوه لن تصنع أمنا للكيان الإسرائيلي وان عقد الاتفاقات وإقامة العلاقات والاعترافات المتبادلة مع دول عربيه لن تلغي الوجود الفلسطيني والحقوق الوطنية الفلسطينية وان آلة الحرب والتدمير وحرب الإبادة لم ولن تتمكن من إنهاء القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني .
اتفاق اوسلوا الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية مع حكومة رابين كان المخرج للاسرائليين من أزمتهم التي يعيشونها اليوم مع الخوف والتطرف ، حكومة اليمين المتطرف التي يقودها ويهيمن عليها قادة الإرهاب الصهيوني للمتطرفين المستوطنين يخطئون إن هم اعتقدوا أن الإرهاب الممارس بحق الفلسطينيين سيرهبهم ويتهدد وجودهم على أرضهم ،
يخطئ نتنياهو وأركان حكومة الحرب التي شكلها لحربه على الفلسطينيين إن هم ظنوا أن بقراراتهم التي شرعت قتل الفلسطينيين وهدم بيوتهم وحملة الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزه وارهاب المستوطنين في الضفة التي ترافها حملات الدهم والاجتياح والقتل والاعتقال ومصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني ستمكنهم من الفلسطينيين ووقف مقاومتهم و انتفاضتهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي .
إن مسلسل الصراع الدامي يتواصل يوميا وان حالة الفزع والخوف التي يعيشها المستوطنون والكيان الإسرائيلي هو بفعل المعتقدات الخاطئة والسياسات الخاطئة التي تتنكر للوجود الفلسطيني وللحقوق الوطنية الفلسطينية ،
القيادة الصهيونية المتطرفة الحالية ومعها اليمين المتصهين الأمريكي والغرب المنافق مجتمعين لن يحققوا أهدافهم وغايتهم من حرب الإبادة التي تتعرض لها غزه وأن الإرهاب الممارس بحق الشعب الفلسطيني وحرب التطهير العرقي لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا إصرارا على التمسك بكامل حقوقه وأن كل محاولات تكريس يهودية ألدوله وزرع دوله أصوليه عنصريه من شأنها أن تقود العالم لحرب دينيه جديدة .
آن الأوان للاسرائليين أن يصحوا على وقع جرائم حكوماتهم بممارسة الإرهاب وتحالفها مع الإرهاب وان الإرهاب الممارس بحق الفلسطينيين لن يحقق الأمن للإسرائيليين ،
إن الصراع على مفهوم الضحية واحتكار معناه ليس محصوراً على اليهود، إنما كان جزءاً من تاريخ العالم، فثمة شعوب أخرى تعرضت لاضطهاد، ومجازر، وتصفية عرقية، ومنهم الشعب الفلسطيني، صاحب التاريخ الأكبر في هذا المجال منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبهذا فإن مفهوم الضحية ليس حكراً على اليهود، لكن الكيان الصهيوني سيبقى متمحوراً حوله من أجل تبرير شرعية وجوده، ولا شيء غيره، لكن ذلك لا يكفي.. فهناك حقائق ووقائع، وتاريخ حقيقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com