من أقصاها إلى أقصاها الأمة تتحسر على أقصاها/ بقلم قرار المسعود

        إنه مخاض عسير يمر به الشعب الفلسطيني بتبنيه طوفان الأقصى ثلاثة و عشرون.  هل هو قدر وقت اللفيف ام تنفيذ لبرنامج محتوم في هذا الزمان و المكان ؟ أم هو كوكتال من الغرب محضر من العقيدة و الحفاظ على نفوذ اقتصادي من اجل إبقاء الحال على حاله قبل انفلات سيطرة القطبية؟.

           في كل الأحوال هي الصورة البشرية في سنة الله في تلقي الدروس و الادراك لما لها و ما عليها و في نفس الوقت فرصة تُمَكنه من تحقيق آماله و مبتغاه. فهل ينجح فيما يصبو إليه ؟ كل هذا متوقف على المملوك من الحكمة و الحنكة في النخبة الحاكمة و الممثلة للمجتمع الفلسطيني و أخذ اخفاقات الماضي في الحسبان و كل الاقتراحات  المتوجهة من خارجه و الرجوع الى لم الشمل و إلى النظر بعين  الحق و الفضيلة  و الطريقة التي يرضى بها الجميع و يستأنس لها.

            كم هي الشعوب الصادقة في المعمورة محتاجة إلى تسوية هذه القضية و ما يترتب عليها من ارتياح نفسي لدى المُنْصِفين و هم يزدادون كل يوم. يقول الرحل هواري بومدين أثناء اليوم الأغر في الجمعية العامة للأمم المتحدة 1974 يوم انضمام  فلسطين كعضو ” فلسطين هي كالإسمنت المسلح للأمة إذا تمسكنا بها، وإذا تخلينا عنها تصبح قنبلة تنفجر فينا جميعا.”

“الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.”

         إنها عبارات يجب أن ندركها في هذا  الظرف و في هذه الفرصة بالذات و نتجاوز كل ما يفرق و نُمسك بما يلم الوحدة و نجعل هدف إقامة الدولة فوق كل اعتبار و نضع جانبا كل التنظير و التنظيم الإيديولوجي الذي طالما سبب التفرقة أكثر من اللزوم. أنها حتمية استقرار القناعة مع الواقع  لأن المجتمع كان مغيبا عن الحقيقة و الواقعية والشعوب قد تغيرت و لم يبق الحال على ما كان عليه. جوهر الصراع السائد يكمن في غريزة البشر بالتسلط و الغطرسة و الهيمنة و الكبرياء التي تجعل صاحبها ملفوف بالشهوات و في المقابل غريزة العدل و إنصاف المظلوم بإرجاع حقه أصبحت ظاهرة للعيان.

         إن إلْزامية الوضع زادت في توسيع احترام سيادة الشعوب والدول و المجتمعات و تثمين جهودها في مسعى استقرارها و البحث عن التوازن في بسط المساواة في ما بينها و العيش على الأقل في نوع من الهدوء و الاطمئنان الذي اصبح واجبا مقدسا على بعضنا البعض و مشروعا من السماء مكرسا في الأرض في إعلان وثيقة حقوق الإنسان العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com