صراع لا ينتهي حتى النهاية/ بقلم قرار المسعود

        إن الصراع في الشرق الأوسط أزلي له امتداد متعلق بالأمر الإلهي في قضية اليهود وتشتتهم في المعمورة و لا يمكن حله نهائيا في المنطقة بواسطة القوة و المخادعة السياسية المتسلطة بالمغريات على حساب المجتمعات و الشعوب. فكل الحلول التي اتخذت من سايس بيكو حتى الان مؤقتة و في كل مرة عندما تتدحرج موازن القوة العالمية تعود الكرة من جديد لأن جوهر الصراع عقائدي و العقيدة تورث للأجيال عبر الزمان و المكان على حسب ظروف و المصالح البشرية. ففئة ملتزمة بتعاليم اسلامية و فئة ملتزمة بحب المادة التي تؤدي بها الى التوسع و التحكم في ما يمكنها من السيطرة على كل ما يزيد الثروة و تحطم كل الحواجز الدينية التي تمنعها من ذلك الهدف.

         فما دامت الرؤية مختلفة لا يمكن التوافق إلا بالقوة القاهرة ويبقى المد و الجزر من حين الى أخر.  بعض وجهات النظر الممزوجة بالحكمة و الإنصاف  المؤقتة عندما ينشب النزاع كالصورة الحالية في 2023 بما يسمى بالحرب الإسرائيلية على غزة  أو صمود شعب و تصدي لعدوان على أرضه و مقدساته تدلي هذه الأطراف بحلول و نظريات و طرق لتهدئة الجو حينها يظهر تسلط قوى الشر الموجود في غريزة البشر منذ قابيل و هابيل و الغل الملازم في بني الإنسان لأخيه الإنسان و حبه للتوسع و التملك  بالتجبر بصفة تخلو من القيم الدينية  و المكيفة على مقياسه على الرغم من انتشار العلم و المعرفة في المعمورة بالإضافة إلى ما يسود من التسلط و حب القيادة الفردية و عدم السماح بعمل المنطق و الإنصاف في التسيير حتى يصل بصاحبه الى هلاك نفسه بنفسه و هو زائل و الأرض باقية لمالكها.  و يبقى هذا الصراع المكتوب بلا نهاية حتى القيامة و في كل مرة على حسب الأجيال و الأحداث تعود الكرة و يظن أنه انتهى و لكن هو لم و لن ينتهي لكونه صراع عقيدة بين قوى الشر و الحق سواء أكان بين ديانتين و حتى بين مذهبين.

       أنظار العالم اليوم منصبة كلها على موافقة حتمية إنشاء الدولة الفلسطينية وهو ما نادى به أهل الإنصاف و منهم الجزائر نظرا لما آل  اليه الوضع و المرحلة التي تفرض بعض التنازلات  و ها هو طوفان الأقصى الذي يعتبر جوهر إعلان الدولة الفلسطينية  وانتهاء الخلافات وانقسام الجسد الفلسطيني  بالإضافة إلى الساحة عامة التي تملي تعدد القطبية و التوازن في ميزان القوة المسيرة للعالم و إعادة النظر في كل القوانين الأممية التي تجاوزها الزمن مند 1945 و احترام المجتمعات و الدول كيف ما كانت و تجسيد نمط اقتصادي خالي من الهيمنة و التسلط.

      عندما يمتلك الإنسان كل موازن القوة يرى الظلم حق و الحق ظلم فيفعل ما يريد و لا يبالي و يتجبر و يتسلط  و كل ضعيف يتحول الى خادم مطيع له و يخيل له أنه هو الوحيد الذي يمتلك الحلول و التسيير حتى يصل به الأمر الى الربوبية، حينئذ تقرب نهايته. فما نراه في الساحة يشبه صورة فرعون و لا يستطيع أحد أن يقنع الغرب و يتقبلوا الواقع الذي يعيش فيه الطرف الأخر إلا بالقوة التي تجبرهم على الامتثال. فالطريقة التي تسير في غير اتجاههم تزعجهم و تقلل من قوتهم و توسعهم و تنقص من اقتصادهم و نهب ثروة المستضعفين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com