الملف النووي الايراني على طاولة الحل السلمي.. اجتماع جنيف وضع الخطوط الأساسيةللاتفاق النهائي

 
لهذه الأسباب تعرب استياءها عن التوصل إلى الحل
 
الاجتماع الذي تم في جنيف يومي الجمعة والسبت الموافقين 8 و9 تشرين الثاني الجاري بين وزير خارجية ايران، مسؤول الملف النووي الايراني، مع الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن اضافة الى المانيا لم يسفر عن اتفاق نهائي وشامل، ولكن أجواءه كانت جيدة ومثمرة إذ كان النقاش يتمحور حول اقتراح قدمته ايران ذاتها. وقد شارك في هذا الاجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وفي مقدمتهم وزير خارجية اميركا جون كيري، وانضم اليهم فيما بعد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. وقد ترأست وفد "المجتمع الدولي" (الدول 5 + 1) مفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون.
هذا الاجتماع اثار غضب دولتين في العالم، الأولى اسرائيل، التي اتهمت الادارة الاميركية بخداعها من خلال تقديم معلومات مغايرة للواقع، ولما يجري. أما الدولة الثانية فهي "السعودية" التي لا تريد تقارباً ايرانياً أميركياً، وتخشى من أن تكون العلاقات الاميركية مع ايران على حساب السعودية سواء اقتصادياً أم سياسياً، وهذا التقارب سيؤدي بالطبع الى دعم الهيمنة الايرانية على منطقة الخليج، وسحب الاعتماد الاميركي على السعودية في كثير من الأمور.
 
أهم بنود المشروع الذي تتم مناقشته
المشروع الايراني المقدم يعتمد على عدة بنود اساسية وأهمها:-
  1. اعتراف جميع الدول بحق ايران في الحصول على الطاقة النووية لاغراض سلمية.
  2. تعهد ايران بالتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وان تكون مفاعلاتها النووية باشراف هذه الوكالة.
  3. التوقف عن تخصيب اليورانيوم بدرجة 20 بالمائة، وان يتم التخصيب عندما تتوفر الحاجة الى ذلك وباشراف الأمم المتحدة.
  4. تعهد ايران بعدم استخدام الطاقة النووية لأية أغراض غير سلمية، وخاصة لتصنيع السلاح النووي. وقالت ايران على لسان أكثر من مسؤول عن عدم رغبتها في امتلاك قنابل نووية، لأن هذا مخالف للدين الاسلامي وتعاليمه السامية.
  5. البدء بالغاء أو رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران، ويتم الرفع الكامل لهذه العقوبات خلال فترة سنة على الأكثر. البدء في اقامة علاقات دبلوماسية بين ايران ودول المجتمع الدولي.
  6. تعهد المجتمع الدولي بعدم الاعتداء "عسكرياً" على ايران، بعد اعتبار أن الملف النووي قد حل سلمياً، وبصورة هادئة.
 
النقاش الحاد المثمر
النقاش الحاد المثمر كان حول تفاصيل كل بند من البنود السابقة، وخاصة الضمانات المطلوبة حتى لا تصنع ايران السلاح النووي. وقد كان وزير خارجية ايران جواد نظيف ذكياً وماهراً في تفاوضه ونقاشه وجداله مما عكس أجواء ايجابية. كما أن الجانب الاميركي معني بالتوصل الى اتفاق نهائي، لاغلاق هذا الملف، ومن أجل تأمين انسحاب القوات الاميركية من أفغانستان خلال عام 2014 وبصورة محترمة، ومن خلال الحفاظ على ماء الوجه.
وخلال النقاش أكدت روسيا استعدادها لأن تكون كفيلة للضمانات التي تقدمها ايران، لأن روسيا نفسها معنية بالا تمتلك ايران سلاحاً نووياً لأنه يشكل خطراً على أمنها القومي.
 
لماذا اسرائيل مستاءة
أعربت اسرائيل عن استيائها من هذا التطور في المحادثات حول الملف النووي الايراني، وابدت اعتراضاً على بنود الاتفاق الذي يتم نقاشه وبحثه. ويعود الموقف الاسرائيلي الى عدة دوافع واسباب ومن أهمها:-
  • تعتبر الضمانات المقدمة من ايران غير كافية مع أن الرئيس الاميركي باراك اوباما هاتف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتناهو مؤكداً له أن اميركا لن تسمح لايران بامتلاك سلاح نووي. وتعتقد اسرائيل بأن بامكان ايران صناعة السلاح النووي في حالة اتخاذ القرار بذلك، وهذا لا يحتاج إلا لسنة أو أكثر قليلاً!
  • رفع العقوبات الاقتصادية سيجعل من ايران دولة قوية في المنطقة، وصاحبة نفوذ كبير، ويعني أن حزب الله وسورية سيتحولان الى قوة كبيرة تشكل خطراً على اسرائيل.
  • إذا حل الملف النووي الايراني، فلن يبقى للقادة الاسرائيليين أية حجة أو عذر لعدم التركيز على الملف الفلسطيني. فاسرائيل كانت تعتبر هذا الملف ثانوياً، والملف الايراني أساسياً، لأن المهم لها هو أمنها. وهذا يعني أن عليها تقديم استحقاقات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.
  • هناك خشية من أن حل هذا الملف سيقود حتماً الى بحث موضوع ازالة أسلحة الدمار الشامل في المنطقة، وهذا بحد ذاته سيثير موضوع السلاح النووي الاسرائيلي، وستكون اسرائيل في وضع محرج، خاصة أن لا ثقة كبيرة لديها في الادارة الاميركية الحالية التي قد تنضم الى المطالبين بالتخلص من هذا السلاح.
  • بعد الانتهاء من هذا الملف النووي الايراني، فإن اميركا ودول العالم ستكون مضطرة لتحريك القضية الفلسطينية وايجاد حل لها، كما ستسعى أيضاً لحل الأزمة في سورية، لأن استقرار المنطقة، وخاصة بالنسبة لاوروبا، أمر ضروري وحيوي لأمنها القومي.
 
أهداف الاستياء أو الاعتراض الاسرائيلي
تحاول اسرائيل من خلال ابداء الاستياء أو الاعتراض على هذا الاتفاق تحقيق عدة أهداف، ومن أهمها العمل على افشال الاتفاق من خلال البحث عن ثغرات فيه لاثارتها، وستحاول استخدام نفوذها في اميركا لعدم المصادقة على الاتفاق.
وفي حال التوصل للاتفاق، فإنها ستطالب بأن تنهي ايران "عداءها" أو "تهديدها" لاسرائيل، وهذا قد يتطلب، وبعد حل كل المشاكل في المنطقة، وهذا أمر ليس مستحيلاً، غلى اقامة علاقات معها أو اعلان هدنة في العلاقات بين البلدين.
الاتفاق إن تم انجازه فهو لصالح ايران وجميع أبناء المنطقة ولن يكون لصالح من هم أعداء السلام والاستقرار، وخاصة اسرائيل ومعها السعودية أيضاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com